facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لماذا فشلت التجارب "الديمقراطية العربية "؟


أحمد ذيبان
29-05-2024 11:47 AM

لم يكتب لتجربة ديمقراطية عربية أن تكتمل كما حدث في بلدان كثيرة عمرها قصير في مختلف القارات ، الى درجة أن البعض صار يشكك بأن “الجينات العربية ” ، لا تتقبل الممارسة الديمقراطية وهي تتفاعل “غريزيا “مع الاستبداد والثقافة الأبوية ، وهذا كلام غير علمي ويتنافى مع الطبيعة الانسانية ، وإلا أصبحنا بحاجة الى تدخل جراحي لتعديل الجينات !

والقاعدة البدهية تقول، أن البشر متساوون في المدارك والخلايا الدماغية والرغبات ، ويتم تنمية الذكاء وتطوير السلوكيات بالتعليم والتربية والتثقيف ،عبر مراحل التطور الحضاري التاريخية المتعاقبة ، وبضمن ذلك إنتاج أساليب وآليات حكم ومؤسسات تكرس عملية الممارسة الديمقراطية ، لكي يتمكن الناس من المشاركة في إدارة شؤونهم والتنافس على وضع السياسات المتعلقة بذلك ، لكن التباين في وصول المجتمعات الى هذه المرحلة ، يتعلق بالتجربة والتربية وتكريس الثقافة والسلوك الديمقراطي.

ثمة حالة غريبة يمكن الاشارة اليها لجهة التمسك بكرسي الحكم حتى الممات ، ربما لم يسبق لها مثيل عبر التاريخ حدثت في الجزائر ، حيث حكمها لمدة 20 عاما الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقية ، وكان يعاني من أمراض عديدة ذهنية وجسدية تعيقه عمليا من ممارسة الحكم ، حيث كان يتم نقله على كرسي متحرك ، ومع ذلك أصرت قيادة الحزب الحاكم على ترشيحه لولاية خامسة عام 2019، وأعلن هو استجابته لهذا الطلب ثم سافر الى سويسرا للعلاج ، بل أن أحد الوزراء وقف في اجتماع عام ليقول: ” نهنيء أنفسنا على قبول الرئيس بوتفليقة الترشح لولاية خامسة” ! وكأن بلد المليون شهيد ليس فيها كفاءات وقيادات سياسية ، ومن أطرف التعليقات التي تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، أن الحزب الحاكم أصدر بيانا أكد فيه ” أن وفاة بوتفليقة لن تعيقه عن ممارسة صلاحياته الرئاسية من داخل القبر ” ! لكن هذه الحالة فجرت غضب الشارع الجزائري ، الذي انتفض مطالبا برفض ترشح بوتفليقة وعزله وهو ما تحقق.

القضية تتعلق بتوفر الإرادة السياسية.. وثمة ذريعة جاهزة تكررها النخب السياسية والاعلامية والادارية والثقافية المستفيدة من الوضع القائم ، وهي أن مجتمعاتنا غير جاهزة للديمقراطية ، وبحاجة الى عشرات السنين لكي تنضج ! وثمة عنصر يلعب دورا مهما في تكريس هذه الحالة العربية وهو وجود دولة الاحتلال الصهيوني ، والتجارب العملية أكدت أن أي تجربة ديمقراطية عربية تحمل بشائر التفاؤل يتم إحباطها.

ويجدر ملاحظة أن البلاد العربية تحتل موقعا استراتيجيا مهما ، يتوسط العالم وتمتلك ثروات طبيعية هائلة وكوادر بشرية مؤهلة ، وكانت عبر القرون مطمعا للدول الاستعمارية، وتم تقسيمها الى دول متناحرة وزرع الكيان الصيهوني داخل فلسطين ، في إطار مخطط لمنع أي محاولة وحدوية ، لهذا الجسم المتجانس في اللغة والثقافة والتاريخ والمصالح وإبقائه يعتمد على الخارج ، لذلك ليس من مصلحة الدول الكبرى الطامعة نجاح تجارب ديمقراطية عربية.

لا أريد الاستشهاد بالتجارب الديمقراطة في الدول المتقدمة، لكن حقائق التاريخ تشير الى أن الإرث الحضاري لدى العرب متقدم على عديد الدول، التي نجحت فيها التجارب الديمقراطية وتكريس مبدأ تداول السلطة في آسيا وإفريقيا ، مثل تايلاند وماليزيا وجنوب افريقيا ونيجيريا والسنغال وكوريا الجنوبية ، حيث تجري الانتخابات هناك وفق جداول زمنية محددة وبصورة دورية ، ويتم انتخاب الرؤساء والحكومات وممثلي الاحزاب في البرلمان ، وهناك رؤساء خسروا الانتخابات وهم في سدة الحكم ، ولم ينقلبوا على النتائج رغم أنهم يمسكون بالسلطة ! كما حدث في السنغال التي حكمها الرئيس”عبده ضيوف” منذ عام 1981 إلى مارس- آذار 2000م ، وقبل ذلك شغل موقع رئيس الحكومة بين عامي 1970 و1980م ، كما ترأس منظمة الوحدة الإفريقية في إحدى دوراتها ، وأسهم إسهامًا كبيرًا في إنجاح مؤتمرات القمة الإسلامية ، لكنه خسر الانتخابات الرئاسية عام 2000 لصالح منافسه “عبد الله واد” ، وقد أقر ضيوف بانتصار منافسه، وعلق واد على ذلك بقوله : إن "ضيوف" يستحق جائزة نوبل للسلام لتركه السلطة سلمياً ،وكانت أحدث انتخابات ديمقراطية في السنغال قبل أسابيع ونجح فيها باسيرو ديوماي فاي ودخل القصر الرئاسي بسهولة ، وهو أصغر رئيس ينتخب لهذا البلد !



*Theban100@gmail.com






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :