facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ذاكرة عربية مثقوبة بتأثير الخنوع


عمر ضمرة
29-05-2024 11:37 AM

في أشهر خطاب لتشرشل يقول: "لن نستسلم ولن نخسر، سنقاتل حتى النهاية، في البحر، في الجو، وسنواصل القتال من أجل أرضنا مهما كان الثمن".

هذه فقرة من خطاب رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل حينما تولى مهامه كرئيس وزراء إبان الحرب العالمية الثانية.

في 13 مايو 1940 عندما تولى ونستون تشرشل زمام القيادة كرئيس وزراء جديد لبريطانيا الإستعمارية، ألقى خطابا أمام مجلس العموم البريطاني، اعتبر نموذجًا وألهم الآلاف من الناس قال فيه: "ليس لدي ما أقدمه سوى الدم والدموع والعرق".

لاحظ رعاك الله الدم والدموع والعرق.
لاحظ رعاك الله الدم والدموع والعرق.
لاحظ رعاك الله الدم والدموع والعرق.

فالمقاومة الفلسطينية ليست اختراعا جديدا، لا على المستوى العربي، ولا على المستوى الدولي؛ وانما هي استمرار لنهج الشعوب التي تأبى الرضوخ والعبودية والذل والعار، ولا تملك سوى الرفض. قول "لا" المدوية التي تملك مفعولا سحريا أقوى من كل البوارج والطائرات والإمدادات العسكرية التي لم تتوقف للكيان المجرم، منذ عام 1948، وحتى قبل عام النكبة، من خلال إمداد عصابات الكيان الطارىء وقمامة أوروبا الإمبريالية: شتيرن والهاجانا والأرجون.

كلمة "لا" التي تصدح بها حناجر الرجال الأشاوس وتنبض بها قلوبهم، هي بمثابة بصقة في وجوه الغرب المتصهين النافرة بالحقد والشر والتسلط والظلم ونهب خيرات المنطقة، وإفقار الشعوب، للحيلولة دون إنجاح الدولة القومية العربية المؤسساتية التنموية.

لقد كانت بريطانيا في ذلك الحين، الحرب العالمية الثانية، تخوض أوقاتا عصيبة في ظل تفوق الآلة العسكرية الألمانية حينذاك، قبل أن تدخل أمريكا الحرب، حيث كانت تتعرض للقصف الألماني، بينما استنفرت الأمة البريطانية قواها لمواجهة العدوان.

في خطابه أكد ونستون تشرشل للبرلمان، أن سياسته الجديدة ستبنى على "استمرار القتال في البحر والبر والجو، وبكل قوتنا وبكل ما في وسعنا ضد ألمانيا النازية".

وأضاف: "لن نستسلم ولن نخسر، سنقاتل حتى النهاية، في البحر، في الجو، وسنواصل القتال من أجل أرضنا مهما كان الثمن".

يبدو أن لدينا ذاكرة مثقوبة، أو لا نتوقف لدى المفاصل المهمة في تاريخ الشعوب والأمم، أو أجري لأدمغتنا عملية غسيل دماغ لفترة طويلة، فأغمضنا عيوننا عن الطريق الذي سلكته الدول التي تحترم ذاتها وتعشق أوطانها، والتي أدركت بمنتهى البداهة أن المعركة الوحيدة التي تخسر فيها هي التي توقف القتال من أجلها.

حينما تنظر، من التنظير والفذلكة، بعض "الشخصيات" لمفهوم الإستسلام والخنوع والعبودية، بحجج مشاعرها الإنسانية المتدفقة والمشفقة على شلال الدم في حرب غزة التحررية، يجب أن تستحي على بقايا الدماء التي تجري في عروقها الزرقاء، وأن تجري فحصا للمادة الوراثيةDNA للتأكد من هويتها العربية.

أعطونا وصفة سياسية لإرجاع الحقوق الوطنية الفلسطينية والعربية بدون إطلاق رصاصة واحدة، وستوقف المقاومة الحرب وستعيد الأسرى بصفقة عادلة فورا، فدماء العربي الغالية، استرخصتموها، بخنوعكم وتخاذلكم المقيت، وتناسيتم ان حرية العربي هي شرفه وكرامته وثروته الحقيقية في الدنيا الفانية.

طيب بتقولوا عد العدة..ماشي موافقين. ماذا قدمتم لإعداد العدة والعتاد طوال هذه السنين العجاف؟ ماذا أنجزتم لتكتفوا ذاتيا؟ ماذا صنعتم؟ ماذا صدرتم؟ ما المشاريع التي وفرت المليارات على الدول العربية؟ ماذا تنفق الجامعات العربية على البحوث العلمية؟أين المشاريع التنموية التي صدعتم بها رؤوسنا ليلا نهارا ؟؟!!.

ثم لتزيدوا من كمية إفراز أدرينالين الرجال الأحرار، تتوقفون دون أدنى ذرة خجل أو يندى لكم جبين (جبينكم الذي بات لا يتقن إلا الإيماء بالموافقة)، وتدعون أن العدو الأول للعرب في المنطقة هم ايران وليس الكيان، وتروجون وتسوقون للجهلة سلعتكم الفكرية الواهية (المذهبية والطائفية)، التي لم تظهر حينما كان شاه ايران شرطي الخليج وخليل بني صهيون، بل تم تحويل الصراع السياسي إلى مذهبي بعد إنتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وقطعها للعلاقات مع الكيان الصهيوني. ألا تخجلون! كيف يواتيكم النوم وسط هذا الكم الضخم من الكذب والتدليس وإستمراء الذل والإنبطاح للغرب المتصهين.

ترى كم كمية أو نوعية الكحول أو المخدرات التي تتعاطونها، لتميتوا ما بقي من خلايا ضمائركم الميتة سريريا، ان وجدت، حتى تخرج من أفواهكم هذه القذارات.

في ظل كل هذا الضعف والإستكانة والخضوع والعبودية، لا يحق لأي كان أن ينتقد المقاومة الفلسطينية التي أعادت القضية إلى الواجهة العالمية، بعد أن تناسيتموها وشرعتم بالجري وراء التطبيع مع قاتلكم وجلادكم. نعم طوفان الأقصى أعاد للقضية الفلسطينية الحياة، بعد أن انجررتم وراء صفقة ترامب ( 70 بالمئة من 22 بالمئة من مساحة فلسطين التاريخية)، ولا قدس ولا حق عودة ولا سيادة ولا ترابط جغرافي، إلا ترابط أعمدة كرسي سلطة محمود عباس الوهمية، والتي باتت مثار سخرية الكبار والصغار والأفارقة.

نعم تصدرت القضية الفلسطينية نشرات الأخبار، وأخرجت مئات الآلاف إلى شوارع لندن وباريس وألمانيا وغيرها من دول المركزية الأوروبية إلى الشوارع للمطالبة بوقف المجازر الصهيونية والإعتراف بحق حرية الشعب الفلسطيني وحقه في دولة مستقلة مترابطة وعاصمتها قدس العرب المسلمين الشريف، دولة ذات سيادة وحدود متصلة مع الأردن ومصر ، إلى جانب تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 194 الذي يضمن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم وبلداتهم وقراهم التي هجروا منها قسرا وتعويضهم.

ويكفي ان المقاومة حركت المجتمعات الغربية، ودفعت طلبة الجامعات الأمريكية والغربية للحراك، لأول مرة منذ حقبة العدوان الأمريكي على فيتنام، لإنصاف الشعب الفلسطيني المحتل والمحاصر والمهجر، فضلا عن البحث والتقصي عن جذور الصراع العربي الصهيوني، الذي كان يروج ويسوق للمجتمعات الغربية، بعد تغليفه بورق سوليفان مؤسسات روكفلر وروتشيلد واللوبي اليهودي الأمريكي، ورق سوليفان مخادع مراوغ كاذب وسام.

ازاء كل قطرة دم في غزة والضفة يجب أن ننحني إجلالا وعرفانا لهذه التضحيات، وازاء كل قصف على مستشفى أو خيام أو سيارات اسعاف، يتعين أن ندرك أن جنون الصهاينة وقصفهم العشوائي الوحشي والهمجي غير المسبوق في تاريخ الحروب، لهو أبلغ دليل تضعضع دولة الكيان وقرب زوالها، فما بني على باطل فهو باطل إلى الأبد، كما أن جنون القصف العشوائي مؤشر على قوة المقاومة وقتالها الشرس وعدم الرضوخ، رغم كل الضغوطات من السلطة الفلسطينية الكرتونية أو الصورية، وضغوطات الأشقاء العرب لإنهاء هذه الحرب التي كشفت عوراتهم وفضائحهم.

بالمقابل ماذا جنت دولة الكيان من حربها، ستقولون: قتلت وهجرت وجوعت وعطشت وأرعبت، صحيح، وهذه فاتورة الشعب الحر وقدر محتوم، لكنها لن تحقق هدفها بالقضاء على المقاومة الفلسطينية الباسلة، ولن تتمكن من إرجاع أسير واحد دون الصفقة أثناء الهدنة اليتيمة منذ بدأت الحرب، حرب الإبادة الجماعية، حرب الشياطين والخنازير، وإنما فعلت وقوت من ترابط ومتانة محور المقاومة، وعززت عقيدتهم الراسخة بقرب زوال هذا الكيان الذي زرع في قلب العالم العربي.

في الختام، ورغم سخطنا على تاريخ بريطانيا الكولونيالية، وخاصة في عالمنا العربي، سنردد قول تشرشل حينما كاد الألمان يحتلونها.. "لن نستسلم ولن نخسر، سنقاتل حتى النهاية، في البحر، في الجو، وسنواصل القتال من أجل أرضنا مهما كان الثمن".





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :