ولي العهد رسائل الحاضر والمستقبل
28-05-2024 12:47 PM
ولي العهد الحسين بن عبدالله الثاني حفظهما الله ورعاهما ، سليل الدوحة الهاشمية و فارس الكنانة الأردنية ، الذي أطل من خلال مقابلة تليفزيونية البارحة على الشاشة الصغيرة لمحطة قناة العربية إلى الساحة الكبيرة بين أهله و ربعه الاردنيين ، إدار اللقاء إحد الصحفيين الذين يتقنون فنون المقابلة و طرح الاسئلة و المناورة ، ليرد عليه ولي العهد بعفوية الشباب الاردني ، وصراحة السياسي ، وبراعة الدبلوماسي ، وكيف لا وهو خريج مدرسة وجامعة العلوم الدبلوماسية السياسية الهاشمية.
فكان صريحا، مباشر الاجابات، بارعا في تصحيح مسارات الاسئلة و تخطي اي منعطفات ، تحدث بثقة مطلقة عن الخمسة وعشرون سنة الماضية ، بل حتى عن ما قبلها وصعوباتها و رغم سخونتها من حيث مجرياتها وأحداثها التي أحاطت بها ، و تحدياتها و صعوباتها ، سواء احداث أيلول ومابعده ثم موجة الربيع الاسود والحرب العراقية والسورية ، والإرهاب ونتائجها من دمار و حصار و موجات اللجوء و الوباء ، و تراجع عجلة الاقتصاد و البطالة و ارتفاع تكاليف المعيشة، و الضغط على مرافق الحياة للدولة الاردنية ، و كيف استطاع الاردن العظيم بقيادة ملكه عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه تجاوزها و استيعابها و التعامل معها، و إرساء مرساة سفينة الوطن إلى شاطيء أمانها و واحة استقرارها ، رغم أضرار هذه الأحداث ومضارها ، إلا أن الاردن خرج منها بحفظ الله ورعايته وحكمة و حنكة قيادته و أخلاص شعبه و محبته لوطنه و ترابه ، سالما معافى بل اقوى ، وهي الكلمة أو الرسالة التي بعث فيها ولي العهد جملة من الإشارات والرسائل ، حيث استطرد في القول، بأنه كما تحدثت عن الخمسة وعشرين سنة الماضية ، ليسأل ماذا عن الخمسة وعشرين سنة القادمة ، ماذا نريد أن يكون الاردن فجاءت الإجابة منه أيضا ، أننا نريد " الاردن أقوى " نعم هذا هو شعار الدولة القادم، الاردن القوي، ذو الفكر العروبي، والمشروع العربي ، الذي يتيح الحرية لمواطنه بأن يتنفس و ينفس عن هويته الفرعية ولكن من رئة وجسده الأردني.
الاردن القوي القادر و المعتدل و المتوازن ، المواكب للتجديد و كسب التأييد لقضاياه وقضايا أمته العربية و قلبها القضية المركزية الفلسطينية .
ليكمل في سياق الحديث ، رسالة موجه و تخص الشأن الداخلي و التأكيد على أهمية قوة الجبهة الداخلية و حماية رموز الوحدة الوطنية ، وإعادة خدمة العلم لتعزيز قيم الولاء والانتماء لهذا الوطن والدفاع عنه وحمايته ، و دور الكفاءات من أبناء هذا الشعب وهذا الوطن الذين هم اركان الدولة سواء في المناصب العليا داخل القصر والحكومات والمؤسسات ومصنع القرار ، الذي يشعر سموه ببعض التراجع فيه الذي أصابه نتيجة ضعف الأداء والإدارة و المخرجات ، لكنه يتطلع إلى التغير عبر مسارات التحديث الحالية لنصل إلى النهوض بالاقتصاد الاردني و تشجيع الاستثمارات و فتح أسواق جديدة ، و زيادة الوعي السياسي و الدور الشبابي ، الأمر الذي يلزمه اهتمام أوسع و دعم أكبر بالمسار المهني الأكاديمي و النهج الحزبي و تدريب و تأهيل الكوادر البشرية المؤهلة ، القادرة على تحمل مسؤولية هذه المرحلة ، و القدرة على المشاركة في صناعة القرار وإدارة الدولة الأردنية حاضرا ومستقبلا ، دولة الحداثة و الديمقراطية الاجتماعية المدنية ، حيث المستقبل المشرق الذي ينتظر الاردن و كيف لا وهو بوابة أمته العربية الشرقية و الحارس المدافع عن قضيته المركزية ، و الوصي على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية ، وهنا يختم سمو ولي العهد أن هذا لا يمكن تحقيقه الا بأردن اقوى ، اقوى ثقافة ، معرفة ، فنونا، تعليما ، سياحة ، اقتصادا ، استثمارا ، تعايشا ، وعليه سيكون الأقدر للقيام بدوره الذي فرضه عليه موقعه الجيوسياسي في المنطقة ، ليكون المؤثر في أحداث التوازنات واتخاذ القرارات.
أبناء شعبنا الاردني العظيم، اصبروا و صابروا ، وكونوا كلكم على أمل و تفائل بأن القادم هو تباشير الاردن الافضل و الاقوى ، تباشير ولي العهد الأمين الحسين بن عبدالله الثاني حفظهما الله ، الحاضر والمستقبل فهل نستطيع ؟
نعم معا نستطيع.