مقابلة ولي العهد .. رصد للوقائع وتأكيد على الاستراتيجية الهاشمية
عبدالله كنعان
28-05-2024 07:25 AM
الموقف والفكر الهاشمي تجاه الاحداث والازمات الدولية الطارئة، يتميز بأنه ثابت وراسخ، يتمسك بمنطلقات السلام والحقوق التاريخية للشعوب في تقرير مصيرها وبالمواثيق والقوانين الدولية المجمع عليها، ومقابلة سمو الامير الحسين بن عبد الله الثاني تجسيد لهذا الفكر والرؤيا المستشرفة للتحديات والمنادية بالسلام والاستقرار على الصعيد الدولي، وبالتنمية والنهضة واستثمار الامكانيات وتحقيق تطلعات الشباب على الصعيد الوطني.
تأتي مقابلة سمو ولي العهد في وقت تمر فيه منطقتنا واقليمنا بأحداث ومجريات ساخنة تؤشر إلى توسع دائرة الصراع بفعل تعنت الحكومة الاسرائيلية وتمسكها الواضح باجندة متطرفة كما اشار سموه يدعو بعض الوزراء فيها لابادة الفلسطينيين وهو أمر يؤدي الى القضاء على فرص السلام بما في ذلك حل الدولتين انطلاقا من قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وفي وقت تعاني فيه دول المنطقة بما فيها الاردن الى تداعيات منها التحديات الاقتصادية والامنية المتأتية من اشتعال دول الجوار وانشغالها بصراعات وحروب، الامر الذي يستدعي اعادة النظر في ملف العلاقات الدولية والعمل العربي والدولي نحو بناء علاقات دولية على اساس الالتزام بالشرعية والقانون الدولي بعيدا عن سياسة الكيل بمكيالين والانحياز لاسرائيل على حساب حق الشعب الفلسطيني التاريخي والشرعي بارضه ومقدساته ودولته المستقلة وعاصمتها القدس.
يرصد سموه الواقع في المنطقة ويقف على جميع التفاصيل مشيراً الى نجاح قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في التعامل مع كل التحديات وتجاوزها باردن قوي متماسك، وسر هذا النجاح هو قوته الوطنية المتأتية من وعي الشعب الاصيل وحكمة القيادة الهاشمية الحريصة على عروبتها وقوميتها وانسانيتها، خاصة فيما يتعلق بالقضية المركزية الوطنية والقومية الاردنية وهي القضية الفلسطينية التي تتعرض اليوم لحرب ابادة وتطهير عرقي وحشي، ينادي الاردن العالم ومنظماته بوقفها ويستمر بدعم الاهل والاشقاء في فلسطين بكل الامكانيات على الصعيد الدبلوماسي وفي كافة المحافل الدولية وعلى الصعيد الاغاثي الداعم لكافة مدن فلسطين المحتلة بما في ذلك غزة والقدس.
إن صوت سموه الموجه للراي العام العالمي تسمع منه رسائل عديدة وطنية وقومية وعالمية، يزيد من قوتها ارث وامانة وواجب الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس ممثلة بصاحب الوصاية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، ويدعمها ايضا مكانة الاردن والاحترام الذي يحظى به في العالم، وهو صوت السلام والعدالة يوجهه الامير الشاب للمعنيين بالسلام والاستقرار في العالم الحر المنادي بحقوق الانسان وكرامته.
*عبدالله توفيق كنعان /أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس.