سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد، ملأ بصوته الهادئ الواثق الرزين الممتلئ بالحيوية والشباب والنضج ملأ سكات المرحلة بعدد من قضاياها الجوهرية أو حتى أزماتها واضطراباتها على الصعد كافة، من خلال طروحات ورؤى سموه وتفاصيل عملية، وحاسمة، لجهة التشخيص والتوضيح، والوصول لحلول حقيقية.
في المقابلة التلفزيونية التي أجرها سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، مع قناة العربية، بمناسبة «اليوبيل الفضي» لتسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، تحدث سموه عن فترة (25) عاما الماضية، وأبرز مواقف الأردن وإنجازاته، وما واجهه من تحديات، وتطلعاته للمستقبل، بصيغ هامة وجوهرية تحتاج منهجية تنفيذية لكل ما تناوله سموه، في الشأن السياسي والاقتصادي والإداري والتحديث، والشباب، ففي مجمل القول تعدّ هذه المقابلة التاريخية لسموه خارطة طريق لقضايا المرحلة محليا وحتى خارج جغرافيا الوطن، علاوة على ما تحدث به عن الحرب على أهلنا في غزة والاعتداءات على الضفة الغربية، لتملأ تعابير وجه سموه لغة استثنائية استنكارا ورفضا لما يشهده أهلنا في فلسطين.
ومن المقاربات الذهبية التي تضمنتها مقابلة سمو الأمير الحسين لقناة العربية، ربط السياحة في المقابلة سواء كان لجهة المضمون بتركيز سموه على أهمية المنتج السياحي الأردني، وما يحتويه الأردن من مواقع أثرية حيث قال سموه «القطاع السياحي من أهم القطاعات لاقتصادنا، إذ يساهم بأكثر من 15 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.الحمد لله الأردن يوجد فيه كل شيء، مناطق خضراء، وجبال وبحر وصحراء، وعندنا آثار عمرها 14 ألف سنة.الأردن متحف، فلدينا أكثر من 100 ألف موقع أثري»..
معلومات سياحية تلخّص عشرات الخطط والبرامج التي أعدّت لهذه الغاية على مدى سنين، مقدّما الأردن كوجهة سياحية هامة ومتنوعة وثرية سياحيا بشكل مباشر، برسالة جوهرية تحمل مضامين ترويج وتسويق سياحي بحجم مكاتب سياحية عريقة.
السياحة في حديث سمو الأمير الحسين، تبعها إكمال سموه المقابلة في عجلون، وقيادة سموه الطائرة، وتقديم معلومات سياحية ثرية جدا عن المناطق السياحية الأردنية جرش وعجلون خلال الطيران فوق هذه المناطق، رسائل سياحية بحجم تاريخ هذا القطاع، طرح حديث متطوّر ثري وأسلوب ثقافي سياحي تاريخي، فقد حضرت السياحة في مقابلة سموه حضورا قويا استثنائيا متطوّرا، واصفا سموه القطاع بأنه «نفطنا المستقبلي» وفي ذلك إشارة لأهمية القطاع الكبرى، وضرورة ابقائه على الدوام أولوية.
وقال سموه في ذات الشأن «لا أخفيك، أنا لدي شغف بالقطاع السياحي، وعندي إيمان أننا نستطيع الوصول لوضع أفضل بكثير من الوضع الحالي، لكن حجم الاستثمار بالقطاع ليس بالمستوى المطلوب، وسيكون هناك عمل كبير، وإن شاء الله، سنسير إلى الأمام ليس خطوة فقط، بل نريد أن نسير عشر خطوات»، هي رؤية سموه الثاقبة الاهتمام بالسياحة، التي يؤكد سموه أننا نريد أن نسير بها للأمام ليس خطوة بل عشر خطوات، أيّ عبقرية في التخطيط السياحي والاستثمارات السياحية هذه التي يضعها سمو ولي العهد أمام قطاع السياحة، بأفكار جوهرية تقفز بالقطاع لأماكن أكثر سعة في العطاء والتطور والتحديث، وتحقيق نجاحات مستمرة.

الدستور