التاريخ طريُقنا إلى القمة ..
علي سليمان الحديثات
27-05-2024 11:10 PM
أستطاعت جامعة مؤته أن تصل إلى مكانة مرموقة ومتقدمة بين الجامعات الأردنية وأضحت تشكل رافد أساسي للمؤسسات الوطنية في سبيل تحقيق النهضة الشاملة في أردن الخير والعطاء، مؤتة وقدسية المكان وتاريخها المشهود وما يعرفه العالم الإسلامي عن معركة مؤته الخالدة التي كانت أول الفتوحات الإسلامية خارج الجزيرة العربية فاتسمت برمزية دينية وتاريخية.
جامِعة مؤته - السيف والقلم ذلك الصرح الوطني الذي يمتزج به الخبرة الأكاديمية مع الممارسة التطبيقية مما أفرز للوطن إنجازات شتى حيث جِيلاً قادراً على مواجهة التحديات والارهاصات التي يتعرض لها هذا الثرى الطيب، أجيالاً تُصقل على أيادي وسواعد أردنية، شخصيات علمية وطنية ريادية من أعضاء هيئة التدريس في هذا الصرح الوطني..
ومن هذا المقام يأخذني الحنين الى حقلي العلمي الذي اعشق التاريخ الذي هو الحافز الدافع للإنسان ان يتقدم ويحرز شيئا ما، واجزم ان امة لا تعرف تاريخها لا تحسن صياغة مستقبلها، ومن الجميل جدا ان تستنشق عبق التاريخ من جامعة مؤته، فعندما تشد الرحال عبر الصحراء الأردنية قاصدا مؤته فتشتم رائحة الشيح والقيصوم فتنبعث في النفس مشاعر الارتياح والكبرياء انك في الطريق الى المعرفة، وحينما تصل فأول ما يجذب انتباهك بعد رئاسة الجامعة كلية العلوم الاجتماعية التي تحتضن قسم التاريخ على الدور الثاني فعند صعودك الى القسم تختلجك مشاعر الانفة والعزة والشموخ، فهو الأصل والجذر لكل العلوم التي تدرس في هذا الصرح فهو الاب الروحي لمختلف العلوم، وبلا ادنى شك لا يأتي ذلك الشعور الا برمزية المكان التي تبلورت بوجود قامات علمية ترفع لها القبعات حاضرة بدورها الاكاديمي ثرية بالعلم والمعرفة وحاضرة بدورها الإنساني الذي خلق حالة من الآلفة بين المكان ورواده، واكاد اجزم بعيدا عن المجاملة والتزلف ان قسم التاريخ في هذا الصرح العلمي هو الأصل والمرجعية لمختلف الجامعات والمعاهد الأردنية والعربية في تاريخنا الإسلامي والحديث.
مرات عديدة واثناء مجالستي وزياراتي للجامعات والمعاهد الأردنية واعضائها وطلابها على امتداد ثرى الوطن فالكل يجمع ان قسم التاريخ في جامعة مؤته هو المرجعية التاريخية في الأردن وخارجه، مشاعر جياشة ليس له مثيل عندما تنصت للحديث عن أساتذة القسم شخصيا وأكاديميا في منارات العلم والمعرفة، نعم انهم اساتذتي الافاضل الذين أصبحوا في مقدمة ركب المؤرخين، وكم شعور الغبطة عندما تتابع دورهم الريادي سواء داخل الوطن او خارجه في الندوات والمؤتمرات العلمية...
اليوم اضحى قسم التاريخ إيقونة في سماء مؤته وانموذج يحتذى به، ومن هنا اخذت قلمي وورقتي لأكتب ما يجول في خاطري ويختلج صدري من مشاعر مختلطة من ألاحترام والفخر والكبرياء لتلك القامات التي قدمت للوطن وتقدم في سبيل الله ورفعة الوطن.
حقاً علينا اليوم ان نفخر بتلك القامات العلمية الشامخة على ارض مؤتة كشموخ سنابل القمح الذهبية في حوران الشمال، شكراً لكم بحجم السماء شكراً لكم بحجم الموسوعة العلمية التي نسجتموها بالعزيمة والإرادة خلال العقود الماضية، وفي الختام نتوسل الى العلي القدير ان تبقى مؤته منارة للعلم والمعرفة للأجيال القادمة...
علي سليمان الحديثات