facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مقابلة ذكية وزكية بنكهة بابونج عجلون


الاب رفعت بدر
27-05-2024 10:36 PM

أروع ما في مقابلة الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، أنه ذهب إلى عجلون في النصف الثاني من المقابلة الرائعة، والأولى لسموه على فضائية عربيّة. فوق عجلون حلّق بطائرته العمودية، ليرى الأشجار والغابات والتضاريس الجميلة، وطاف محلقًا فوق قلعة علجون وموقع مار الياس ومزار سيدة الجبل، ليكون في تحليقه أكبر مروّج للسياحة الأردنية الدينية والتاريخية والطبيعة والمغامرات، مبشّرًا بالخير بقوله: " أنا لديّ شغف بالقطاع السياحي، وعندي إيمان أننا نستطيع الوصول لوضع أفضل بكثير من الوضع الحالي".

فكل الشكر لقناة العربية والزميل العزيز طاهر بركة الذي رافق سموّ الأمير لبضع ساعات، واحتاجت للعمل من مكتب العربية في الأردن، بإدارة الزميل المبدع عماد العضايلة وفريق العمل المشارك معه، إلى ساعات وأيام من التحضير والإعداد. والشكر الموصول إلى سمو ولي العهد الذي أراد، ونجح بذكاء، بإيصال رسائل عدة إلى الداخل كما إلى الخارج. وجعل الفخر عاليًا في صدورنا وقلوبنا، وهو يشرب البابونج – أو الزعتر - العجلوني المميّز بطعمه ورائحته الطبيعية الزكية.

ومما استوقفني في المقابلة، من بين القضايا الشائكة التي دار بينها بجدارة ومهارة، أن "الدق على الصدور" لم يعد يؤدي النتيجة الإيجابية التي يودها المتكلم. وأنني أظن بأنّ من يدق على الصدر ولا يعمل بما وعد، سيحتاج إلى القرع على صدره نادمًا. فالإدعاء شيء والاستعداد الخارجي شيء، بينما الحاجة إلى الاستعداد الداخلي والتصميم على العمل، على أرض الواقع، وليس فقط على اللسان أو "دق الصدر". وفي الإنجيل المقدّس شيء مشابه، حين تحدّث السيد المسيح بأحد أمثاله عن أخوين، يطلب منهما والدهما أن يذهبا إلى الحقل، فيعتذر أحدهما، لكنه يندم، ويذهب للعمل، أما الآخر فـ"يدق على صدره" لكنه لا يذهب، فيجد الأول تأييدًا أما الثاني فتوبيخًا. قال السيد المسيح في إنجيل القديس متى الفصل 21:

ما رَأيُكم؟ كانَ لِرَجُلٍ ابنان. فدَنا مِنَ الأَوَّلِ وقالَ له: ((يا بُنَيَّ، اِذهَبِ اليَومَ واعمَلْ في الكَرْم)). فأَجابَه: ((لا أُريد)). ولكِنَّه نَدِمَ بَعدَ ذلك فذَهَب. ودَنا مِنَ الآخَرِ وقالَ لَه مِثلَ ذلك. فَأَجابَ: ((ها إِنِّي ذاهبٌ يا سيِّد!)) ولكنَّه لم يَذهَبْ. فأَيُّهما عَمِلَ بِمَشيئَةِ أَبيه؟)) فقالوا: ((الأَوَّل)).

يذكرنا سموّ الأمير بأنّ الالتزام بالوعد بالعمل مهم جدًا، واتقانه مهم، والصدق بالمواعيد أمر هام إذا أردنا النهوض بمؤسّساتنا ومجتمعنا ووطننا الحبيب الزاهر والزاخر بكل ما هو جميل. يقول سموه: "أنا تهمني النتائج، ولدي مشكلة مع الشخص الذي يؤكد مقدرته على فعل أمر ما، ويقول "حاضر سيدي"، و"أبشر"، ويعد بعمل أمر ما، ومن ثم أكتشف أنه لم يقم بعمله ولا يتحمل مسؤولية أيضًا".

وإن التذكير الذي أتى عليه سموه بأن الأردن غنيّ وفيه بترول السياحة والأماكن السياحية هو ما يبعث في النفس السرور والفخر والعنفوان، إلا أنّ ذلك لا يفيد لوحده، بل بحاجة إلى الكنز البشري، في الحفاظ على المكتسبات والجمال في أردننا الحبيب، أرض المعمودية، المقدّسة بمائها الطهور وترابها المبارك. فأن تملك المواقع الزاخرة بالقداسة والتاريخ في بلدنا الغالي، شيء جميل، والأهم من ذلك هي "العقول" التي تسوّق لهذا المنتج، وتجعل الناس يأتون لزيارته بل والحج إليه.

وبعد، فقد أتت المقابلة في اليوم التالي للاحتفال بالاستقلال الرائد للأردن، بعد 78 عامًا من التحرّر والاعتماد على الذات، وقد شعرت بالفخر العميم وأنا أشارك في رحاب قصر الحسينية، الأسرة الأردنيّة الواحدة والملتئمة حول قائدها الملك عبدالله الثاني، بعد خمسة وعشرين عامًا من البيعة للملك المعزّز، وكلها سنوات عطاء لا منقطع، ودائمًا يبقى الأمل، بألا ندق على الصدور مجاملة واستعدادًا شكليًا فقط، بل ولاءً للعرش الهاشمي الكريم، وانتماءً ووفاءً لكلّ ما أنجزه الآباء والأجداد على مدار عمر الوطن، والبناء عليه، وعلى أرض الواقع -وليس دقًا على الصدور- خدمة للأجيال الناشئة في المئوية الثانية ، التي بشرنا سمو الامير في مقابلته "الذكية" بأنها ستكون مئوية "زكيًّة" كرائحة بابونج وزعتر عجلون...





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :