بعفوية يعرب الأردنيون عن ذاتهم، وعن معدنهم الوطني، ويخرجون للاحتفال بالاستقلال، ما يؤشر على سلامة الوجدان الوطني.
فمن تأمل فرحة الناس بالاستقلال، ظهر له أنه يحمل رسائل على رأسها أن الأردنيين بعفوية المحب لوطنه يعبرون عن ذاتهم، وأن سنوات من بث خطابات مضادة لهذا الوطن، لم تزد الناس إلا إيمانا بحكايتهم، ومبادئ هذا الوطن حية.
نعم، فالاردن هو وطن كبير بما بذل وبما تقدم قيادته الهاشمية، وحين نتحدث عن علاقة الأردنيين بوطنهم وقيادتهم وجيشهم، ومبادئ اعتزازهم، فهو حديث تترجمه فرحة الناس بمناسباتهم الوطنية، والتي تتجلى خلالها هوية شعبنا.
ومصادر اعتزاز الأردنيين بذاتهم تنبع من مصادر بينها تاريخهم على مدى أربعة أجيال الممتد بوفاء لملوك بني هاشم، حيث شرعيات القيادة، والدور، والقيم، وما مثله ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم.
ثم تاريخهم، إذ يدرك الأردنيون انهم في وطن له دوره، وله رسالته التي من خلالها كان بلدهم ملتزم تجاه مبادئ الإنسان والعروبة، وتجاه كل مبدأ عربي، وعلى رأسه فلسطين وقضيتها.
كما أن تعطش الأردنيين للتعبير عن ذاتهم الحقيقية من مصادره، إيمانهم بأن وطنهم استطاع البذل على علل الزمان العربي، وتحولات ما يحيط بهم حتى عالميا، إذ استطاعت قيم الوفاء والولاء الراسخة في نفوسهم أن تصوغ وطنهم الذي يرون فيه منجزا بنوه بكد وتعب وصبر، أيضا.
تكاد وانت تتأمل المشهد أن تشعر بفرح أجيال وطبقات مختلفة من الأردنيين يحملون علم البلد، ويحييون ملكهم، بما يظهر أن هناك رسالة وفاء ودلالة حضور بأن الأردن حي.
هذه المشاعر بالاعتزاز هي أسمى قيم يمتلكها أي شعب حي، وهي تعبير عن حيوية واعتزاز.. فمن حق كل شعب أن يفرح وهو فرح اعتزاز بذاته أولا، وبما أنجز وضحى في سبيله، والاردنيون ضحوا وبذلوا لأجل الأردن، وبوفاء كبير.
كل عام والأردن بخير، ودام ملكنا عبدالله الثاني وولي عهده بعزة وقوة، لأجل الأردن ولأجل الحق أينما كان.
"الرأي"