لطالما كانت المقابلات الرسمية تغلفها المجاملات السياسية والأطر الدبلوماسية، فالإجابات مدروسة لأسئلة مسبوقة، ولكن في مقابلة بثت عبر قناة العربية مساء يوم الأحد الموافق ٢٦-٤-٢٠٢٤ كان لهذه المقابلة رأي آخر، شفافية في الحديث، ورصانة في الوصف الحصيف، مقابلة الأمير الحسين بن عبدالله ولي العهد الأردني التي خرجت عن المألوف وقدمت أنموذجاً في مقابلة غلفها التحليل السياسي العميق والاقتصادي الدقيق!
لقد كانت بعض العبارات ثاقبة، فمن لا يتحمل المسؤولية ليس له مكان في المواقع القيادية، والإنجاز الفعلي هو المقياس الحقيقي بين الأفراد، وأن الوقت لم يعد مناسباً لإضاعة الفرص المتاحة، وإن تكرار الأخطاء أمر غير مقبول، وأن الأولوية القصوى للقيادة هي المواطن، والعدالة الاجتماعية مطلب أساسي في حياة الناس.
العلاقات الدولية تبنى على مبدأ إحترام الحقوق والواجبات وعلى حق الدولة في تقرير مصيرها دون تدخل من أي جهة أو طرف؛ الأردن كان ولا زال يعمل جاهداً في سبيل الحفاظ على علاقات وثيقة ومتزنة بين جميع دول العالم، ولطالما دفع ثمناً لقاء مواقفه السياسية الصادقة والعادلة.
القضية الفلسطينية، هي قضية العرب والمسلمين الاولى، والأردن لم يبخل يوماً في تقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني في تحقيق أهدافه بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
السعودية والأردن مصالحهما الوطنية مشتركة، ويعملان جنباً إلى جنب لتحقيق الأهداف المشتركة بين البلدين الشقيقين، والنهضة الاقتصادية الشاملة التي تشهدها السعودية ستؤدي حتماً إلى نتائج إيجابية على المنطقة بأكملها.
الجيش العربي يلعب دوراً مهماً في تعزيز الأمن والاستقرار، ومحاربة التطرف والتصدي لكافة المحاولات لادخال المخدرات عبر الحدود، الحياة العسكرية لها أهمية كبيرة في صقل حياة الشباب، وتغيير نظرتهم إلى الوطن والمجتمع، وكل من عمل في المؤسسة العسكرية يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الدولة في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية.
السياحة كانت ولا زالت من أهم العوامل الرئيسية التي ساهمت في ازدهار الأردن، وقدمت الأردن أنموذجاً فريداً في مجال السياحة العالمية وأصبحت اليوم أحد أهم القطاعات التي ترفد الإقتصاد الوطني.
خلاصة المقابلة الخاصة لولي العهد الأردني والتي إستمرت لحوالي الساعة أن الأردن قوي بقوة أبناءه ومؤسساته، قوي بقوة جيشه العربي وتعليمه النوعي، وأن هنالك الكثير من الفرص والتحديات التي تواجه المنطقة والعالم، وأن علينا جميعاً العمل معاً لتحويل هذه التحديات إلى نجاحات حقيقية عبر العمل المشترك المبني على مبادئ العدالة والمساواة بين جميع الأطراف.