الاستقلال .. تاريخ وحاضر مجيد من النضال لأجل فلسطين والقدس
عبدالله كنعان
26-05-2024 11:16 AM
يحتفل الأردن في هذه الايام المباركة العطرة وبكل مشاعر الفخر والاعتزاز بالذكرى (78) لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية، هذه المناسبة التاريخية التي تبعث في الوجدان مسيرة عقود عريقة من العطاء والنضال والتضحية لاجل حرية ونهضة الوطن ووحدة الأمة والدفاع عن قضياها، سطرت حروفها الخالدة بعلاقة وثيقة بين قيادتنا الهاشمية والشعب الاردني الذي أحبها والتف حولها وتمسك برؤيتها وحكمتها التي ساهمت بفعالية في عبورنا لبر الأمان والاستقلال.
ومن المعلوم أن المعنى الحقيقي للاستقلال، مرتبط بشكل وثيق بمسيرة الكفاح الوطني لاجل نيله والدفاع عنه والحفاظ عليه أمانة في أعناقنا للأجيال، حيث تخلل ذلك كله محطات مشرفة مهمة ترسخت عبرها قيم الحرية والتنمية والنهضة والسعي نحو الوحدة في وجه التحديات والاحتلال، تلك المضامين التي تعود جذورها إلى رسالة الثورة والنهضة العربية الكبرى التي قادها ورسخ مبادئها المغفور له الشريف الحسين بن علي، وعلى خطاه حمل شعلتها وأكمل نهجها القادة الاخيار من بني هاشم، الذين كانت وما تزال فلسطين والقدس بوصلة مواقفهم وضميرهم القومي وجهودهم الدؤوبة، يتقدمها تضحيات شهيد القدس والاقصى وموحد الضفتين وصانع الاستقلال المغفور له الملك عبد الله الأول بن الحسين وانجاله من بعده ممن رسخ دعائم الاستقلال وشارك في بناء المؤسسات وعززها، ومن محطات النضال التي دافعت عن فلسطين حروب عام 1948م و1967م ومعركة الكرامة عام 1968م التي كشفت زيف وخرافة الجيش الاسرائيلي الذي قيل أنه لا يهزم، الى جانب غيرها الكثير من معارك الدفاع عن كل شبر من أرض فلسطين والقدس التي قدّم خلالها الجيش العربي الاردني ومن تطوع من أبناء الشعب الاردني إلى جانب اخوانهم من الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين الكثير من التضحيات أثناء القتال والاستبسال ضد أطماع العصابات الصهيونية، فما من بادية وقرية ومدينة أردنية الا ومنها شهيد أو جريح على ثرى فلسطين والقدس يدافعون عن ارضها وانسانها ومقدساتها الاسلامية والمسيحية.
وفي إطار تلك التضحيات وبالتزامن معها كانت السياسة والدبلوماسية الأردنية بقيادتها الهاشمية وعلى كافة المستويات والمحافل تبذل جهودها للدفاع عن القضية الفلسطينية وتوضيح حجم جرائم اسرائيل وممارساتها التهويدية للرأي العام العالمي، فالقضية الفلسطينية وعلى الدوام حاضرة في التفاهمات والمعاهدات الاردنية والدولية المعنية بالسلام العادل الضامن لحق الشعب الفلسطيني، فعلى مدار التاريخ الدبلوماسي الاردني يمكن مطالعة الكثير من الجهود التي تضمنت تقديم الاردن وبالتنسيق مع الاشقاء والاصدقاء صيغ مشاريع في هيئة الامم المتحدة والمنظمات التابعة لها بما فيها اليونسكو، وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي وغيرها من اللقاءات والمحافل الدولية، تتمسك بطرحها الذي ينص على حق الشعب الفلسطيني التاريخي والشرعي في تقرير مصيره وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م، انطلاقاً من قرارات الشرعية الدولية.
واليوم تستمر المسيرة ويتعاظم العطاء كواجب خالد، ليحمل جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله حامي الاستقلال وراعيه واجب دعم اهلنا في فلسطين ، انطلاقا من الارث الاردني الهاشمي ومن أمانة الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، والمتمثلة باستكمال جهود الاعمارات الهاشمية واطلاق المبادرات الملكية، والعمل على تنفيذ التوجيهات الملكية السامية المتضمنة القيام برعاية شؤون القدس وتقديم كل مظاهرالدعم لفلسطين سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا وخدماتياً من قبل الجهات الحكومية الرسمية الى جانب تشجيع القطاع الخاص الاهلي على دعم الاشقاء في فلسطين، وهذا الدعم الذي يتزامن اليوم مع العدوان الاسرائيلي الوحشي على قطاع غزة المحتل وكافة مدن الضفة الغربية والذي ارتقى على اثره الالاف من الشهداء والجرحى والاسرى وشرد بسببه اكثر من مليون من منازلهم، ولتعزيز رباطهم ونضالهم وصمودهم في مدنهم تمسك الاردن منذ البداية برفضه العدوان الهمجي ومواصلة الدعم الاغاثي بالعلاج والغذاء والمستشفيات الميدانية للشعب الفلسطيني، ومساهمة الاعلام الاردني في فضح جرائم الاحتلال والابرتهايد والابادة الجماعية التي تقوم بها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الاعزل.
إن اللجنة الملكية لشؤون القدس وبمناسبة ذكرى عيد استقلال المملكة الاردنية الهاشمية، ترفع اسمى عبارات الاعتزاز والمباركة والتهنئة للقيادة والاسرة الهاشمية ممثلة بعميد آل هاشم جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين صاحب الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، وتتقدم من الشعب الأردني العظيم بالتهنئة والمباركة، وتؤكد أن الاستقلال مدرسة للوطنية والكفاح في سبيل البناء والتنمية ورسالة قومية في الدفاع عن الامة وقضاياها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ورسالة انسانية للأمم الحرة فحواها حقوق الشعوب بتقرير مصيرها والنضال والكفاح المشروع لنيلها، وان الاستقلال التاريخي هو بوصلتنا للدفاع عن الأمة العربية والاسلامية وثرواتها ومقدساتها وهويتها ، وفي طليعة ذلك النضال من أجل القضية الفلسطينية العادلة وزوال الاحتلال، باعتباره مفتاح الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم، فالأردن شعبا وقيادة هاشمية على عهده ونهجه الهاشمي الرصين من أجل تحقيق السلام، مما يجعل العالم وقواه مطالبين بدعم الوصاية الهاشمية ومساندة الاردن في رسالته الانسانية السمحة والتي عبر عنها الاردن في دستوره وميثاقه الوطني ورسالة عمّان.
ان اللجنة الملكية لشؤون القدس في ذكرى الاستقلال، تذكر العالم ومنظماته بأن الاستقلال فطرة بشريه واستحقاق انساني للشعوب، فمن واجبها كمنظمات شرعية دولية نصرة فلسطين والقدس وشعبها المظلوم، والذي تمارس عليه الابادة الجماعية وكل اشكال العنف والتقتيل والاعتداء الاسرائيلي، وبضرورة نهجها كتعبير عادل عن ارادة الشعوب سياسة متزنة لا تعتمد على ممارسات الكيل بمكياليين والانحياز الظالم لاسرائيل.