الأحزاب الأردنيه بين الانتماء للحزب والمصلحه!!
الدكتور ثابت المومني
26-05-2024 10:51 AM
رغم مرور اكثر من خمس وعشرين عاما على عودة الحياة البرلمانية للاردن بعد انتخابات 1989, فان العمل الحزبي في الاردن لازال كفرق كرة القدم في حارات قرانا الاردنيه.
لقد كنت من السباقين في هذا البلد في الحديث والكتابة بفكر سياسي عميق ، وسطرت عشرات المقالات التي تتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية وملفات العدل والعدالة والديمقراطيه وحقوق الانسان والتمييز بين منظومتي الولاء والانتماء ، الا انني ولغاية الان لم اجد الحزب الذي تدفعني سيرته الفعليه للانضمام الى صفوفه .
سياسيا وكحزب حقيقي منظم قادر على العمل فانني اكاد اجزم تحديا انه لا يوجد لدينا الا حزب واحد وهو حزب جبهة العمل الاسلامي رغم تحفظاتي القليلة على ممارسات بعض شخوص هذا الحزب.
بقية الاحزاب فهي اما ان حزب الحكومه او حزب صاحب الجاه والمال او حزب ذا طيف خارجي وهذا بالقطع لا يروق لي.
جميع الاحزاب الاردنية او غالبها دائما ما تتعرض لهزة ارضية قبل الانتخابات بمجرد انتقاء مرشحي كل حزب اي بعد توزيع الكعكه.
هذه الاحزاب تتعرض لهزات ارتداديه بعد ظهور نتائج الانتخابات حيث من ظفر بالكعكة سيتمسك بالحزب ومن لم يوافقه الحظ سيخرج من الحزب لتاسيس حزب جديد او الارتماء في احضان حزب اخر.
خلاصة القول ان الاحزاب في الاردن لم ترتقي بعد لتسمى احزاب دوله (وهنا يجب ان نفرق بين مفهومي الدولة والحكومه)حيث ان نظرة الحكومات للعمل السياسي تسيطر عليها العقلية الامنية احيانا وحسابات الموالين للحكومة ولا اقصد المنتمين الحقيقيين للوطن والدوله.
فحكوماتنا ومن خلال بعض ازلامها المتنفذين تخطط لاعطاء الاولويه لتفويز او توزير من يظهرون الولاء لها ولو نفاقا، فامر تفويزهم لا يتعلق بمقياس انتمائهم الحقيقي للوطن بقدر ما هو علاقاتهم الشخصية والمصلحية ومصالح مع متنفذين في الحكومه.
الامر الاخر يكمن في عدم نضوج الفكر السياسي والحزبي لدى الكثير ممن يتسابقون للعمل الحزبي في الاردن ، حيث انهم سريعا ما يهجرون الحزب الى حزب اخر لمجرد اختلاف المصلحه او لخلاف شخصي بين الاشخاص داخل الحزب نفسه او ربما اكتشاف ان هذا الحزب لم يلبي الافكار التي تم تسويقها له قبل الانخراط في هذا الحزب بما يؤكد بان العمل الحزبي لا يقوم على اساس النظام الداخلي والقوانين والانظمة والاطر التي تم تأسيس الحزب على اساسها.
اي كان ، فلنتظر الانتخابات القادمه ونعيد رسم المشهد الحزبي في الاردن وان غد لناظره لقريب.