ليس فرحا بعيدنا إنما أكثر
نيفين عبد الهادي
26-05-2024 01:03 AM
ليس فرحا عاديا وليس فرحا فحسب، إنما هو الفرح بيقين السعادة والراحة والاطمئنان والثقة بأن لا وطن كوطني، فرح مليء بالفخر والوفاء والمجد بقائد له في قلوبنا النبض وفي مشاعرنا كل ما في هذه الدنيا من حبّ، هو العهد والوعد بأن نبقى أردنيين في مشاعرنا وحياتنا ويومنا وغدنا كما كنّا في تاريخنا، وللأردنيين تعريف في مصطلحات اللغة لا يعرفها سواهم، وفي تعريف الأردنيين تعجز اللغات ليبقوا حالة خاصة من الحبّ والوفاء والعهد.
هو عيد الاستقلال الثامن والسبعين، الذي يتزامن مع اليوبيل الفضي لتسلم جلالة الملك سلطاته الدستورية، نحتفل به بأردن الصمود والعطاء والسلام، أردن المجد والحضارة والتميّز، أردن المواقف الصلبة الداعمة للأشقاء منتصرا للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية المركزية فلسطين، وتجلت هذه المواقف بعد السابع من تشرين الأول الماضي، فكان السند والداعم لأهلنا في غزة الذين يواجهون حربا من الاحتلال الإسرائيلي هي الأعنف بتاريخ البشرية، فكان الأردن بقيادة جلالة الملك الأهل والعزوة لهم بلد النشامى الذين كانوا بحرفيّة المعنى «قولا وفعلا» للغريين ولأهلنا في الضفة الغربية.
يوم أردني بامتياز معطّر بأريج الفخر والوفاء، ففي احتفالاتنا بعيد الاستقلال نمر على تاريخ حافل بالمجد والعطاء والتميّز، والبناء، لنكون اليوم الأردن الحديث المتميز، لنصل إلى يومنا هذا الحافل بالإنجازات بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ومتابعته الشخصية للتحديث السياسي والاقتصادي والإداري، وللتنمية والتطوّر في مجالات متعددة، ليكون أيقونة تقدّم وحداثة وتحديث وسلام، ليكون الأردن ونكون الأردنيين، وكما نقول دوما فخامة الاسم تكفي.
أينما نظرنا سنجد من حولنا ما يدعونا للفخر، ما يجعل من القادم مسؤوليتنا جميعا، على العهد نمضي بعزيمة الأردنيين التاريخية، ووفاء للقيادة الهاشمية، بمزيد من العطاء والمساهمة بمسيرة الإنجاز، يدا بيد وقلبا على قلب خلف حامي الاستقلال جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، وسمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي عهده الأمين، نمضي لتحقيق المزيد من التقدّم واستثنائية الحضور عربيا ودوليا بما يليق في الأردن هذا البلد الذي يشكّل حالة نادرة اليوم وعلى مستوى عالمي من الحضور السياسي والاقتصادي والشعبي النادر، فهو الأردن وهو الأردنيون.
في (25) أيار عام 1946، أعلن الأردن استقلاله، لتنطلق مسيرة حافلة عنوانها السيادة والحرية، تنطلق في درب من الإنجازات المتواصلة التي لم تتوقف، ولن تتوقف بقيادة هاشمية عظيمة، يمضي الأردنيون نحو المجد والعلياء، بعطاء وتفان متجاوزين بقيادة جلالة الملك تحديات أقل ما توصف به أنها الأصعب لأي دولة في هذا العالم، فهو البلد الذي تحيطه اضطرابات سياسية وأمنية لم تهدأ يوما، ليبقى صامدا يبني ويعطي ويمنح أمانا لكل باحث عنه.
مع كل صباح يوم (25) أيار، يبدأ الأردنيون بإصرار وعزيمة النشامى بدايات جديدة لمزيد من العطاء والتميّز، بقيادة حكيمة عابرة بنا كل الأزمات الكبرى التي حولنا، بقوة وحسم وحزم، حافظ بها على أمن وطننا في منطقة مزدحمة بالتطرف والإرهاب، والحروب والأزمات السياسية والأمنية ومواجهة حرب المخدرات حماية للوطن والمنطقة، وتبعات الصراع العربي الصهيوني، هي بدايات للجديد لوطن يليق به كل العطاء، اليوم عيدنا.. ليس فرحا إنما أكثر.
الدستور