يقف الأردنيون في هذا اليوم احتراما وتقديرا لمسيرة خيرة قادها الأردنيون وسطروها في أحرف من دم ليكون الأردن كما هو في عيوننا وعيون الآخرين، فقد مر الأردن بظروف عصيبة ما بين مد وجزر وشُحٍ ورخاء فتقاسم الأردنيون الحلوة والمرة وفي بحرٍ متلاطم تعصف به الأمواج كان للأردن قيادة وشعباً الموقف الناجز وسجلوه في حساب تراكمي مواقفٌ تضاف إلى مواقف سجلها الأجدادُ والآباءُ ويحملها الأبناء كابراً عن كابر، بأن الأردن شُعلةً مضيئة علينا الحفاظ عليها وأن يكون دائما وأبدا القمر المضيء لمن حولنا.
فبالرغم من شُح الإمكانات وتكالب الظروف والموجات البشرية والمواقف التي تفرضُ على الأردن بأن يكون السندَ لمن حولهُ، جعلته يدفع ثمن فواتيرٍ في الواقع ليس له علاقة بها إلا من قبيل الفكرة والشعار الذي يحملهُ الأردن هذا الفكر القومي والعروبي الذي يدافع عنه ويدفع من أجله بالغالي والنفيس.
فالأردن يغبطهُ ويحسدهُ الكثير منهم المحبين وللمحبين مساحة وكذلك الحاسدين فلهم مساحةٌ وهذا وضعٌ طبيعي ونحنُ نرى ما حولنا، فالأردن لم ولن يتدخل في أي شأن داخلي لأي دولة من الدول ولكنه كذلك لن يسمح لكائن من يكون بأن يرسم مصالحه ومستقبلهُ؛ فمستقبل الأردنيون يرسمه الأردنيون وقيادتهم، وليس من حق أحدٍ التدخل في شؤوننا الداخلية. وكان الأردن وما زال وسيبقى العونَ لكل محتاج ولكل ضال سبيل هكذا هم الأردنيون وهكذا هو الأردن، ومن ينظر ويتابع المشهد وبرغم كل هذه الظروف يجد بأن الأردن يتقدم بخطى ثابته ويبني مستقبل لا أحلى ولا أجمل. فهذه الجامعات منارات ُعلمٍ وكذلك التقدم بمستوى الخدمات بمختلف أشكالها وأنواعها، وكذلك الاحترافية في التدريب العسكري والانضباطية العالية التي تسجل وبالرغم من كل الظروف المحيطة فالأردن قادر على إجراء الانتخابات النيابية وممارسة الديمقراطية عبر المؤسسات دون خوف وتردد، فهنالك الرأي والرأي الآخر شريطة أن يكون منبعه حب الأردن ومصلحة الأردن، ونحن على أعتاب مرحلة جديدة يسجل فيها الأردنيون نموذجاً جديداً في الانتخاباتِ القائمة على التعددية الحزبية دون إغفال الحاجات المحلية والمصلحية لأبناء الأردن، فهكذا هو الأردن يتقدمُ يوماً بعد يوم ويسجل خطى ثابتة نحو مستقبل آمن .