ستبقى جباه الأردنيين تعانق السحاب فخراً ببلادهم ، و سيغمضون عيونهم عليه من أذى يصيبه ، لا قدّر الله ، و سيبقى ترابه أطيب من زعفرانه ، نسيّجه بضمّة من أيدينا و نمسح على فؤاده بأنفاس الأمهات الطيبات في بلادي ، نرقب فيه نخوة عرفناها و كرامة عهدناها و بيوتاً مشرّعة ل" الضيفان " ما خانت يوماً عروبتها و لا تأخرت عن نجدة طلبها ملهوف أو " جيْرَةِ " لمستجير به !.
شيَّد بنيانه من كان خلقه وَعِرَاً و من كان عناده مُرّاً ، هم صخرة الوادي و ريحان رباها ، ربع اعتادوا " العُقل ميّاله " ، لا ينامون ليلة دون ثأرهم ؛ و في الكرامة درس لمن جاوز يوماً حماهم ، يبيتون على الطوى و لا يبيتون يوماً على ضيم !.
فرسان على ظهور خيولهم و شيمتهم بياض وجوههم ، يصبرون على أذى ذوي القربى لكنهم لا ينسون ، يمسحون عرق جباههم بمناديل صبرهم ، من أجل وطن راهن كثيرون على زواله ؛ فزالو ا و ظلّ شامخاً كشامة في وجه نشمية أردنيّة ، تنادى بها الأردنيون ، فهذا " أخو عليا " و ذاك " أخو خضرا " و آخر " أخو حمدة " !.
شدّوا أحزمتهم على بطونهم مرّة و لكنهم شدّوا على الضُمّر مراراً ، كلهم " حرٌّ ع كف صيّاد " و كلهم من " ينطح الموت " و " تهابه الخيل " ، و كلهم " شديد الحيل ع المعنقيّة " ، لا مكان بينهم لمتخاذل أو " دوّار الدنيّة " ، لا يعتلون إلا " الخيل المْطَلّعات"!.
سلام على الأردن و شعبه و قيادته و حرّاس أمنه عسكريين و مدنيين !.