انتخابات "المتن" ستوجه بوصلة مستقبل لبنان ..
سلامه العكور
05-08-2007 03:00 AM
عمون - أكتب هذا المقال قبل يوم واحد من انتخابات "المتن" الفرعية اللبنانية لاختيار مرشح المقعد المسيحي ..
حيث تجري المنافسة على اشدها والتراشق الكلامي المر والزاخر بالاتهامات المتبادلة بين امين الجميل احد اقطاب الموالاة، ومرشح العماد ميشيل عون احد اقطاب المعارضة.. ويمكن القول ان نتائج هذه الانتخابات ستشير بصورة واضحة الى نتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة سواء كانت مبكرة او في موعدها..
واستطيع الزعم انه جراء هذه الانتخابات المقبلة سيتم تبادل المواقع بين اعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية ..
اما الرئاسة فقد تاتي بالتوافق اذا ما فتحت ابواب الحوار الناجح بين الموالاة والمعارضة قبل استحقاقها..
يؤخذ على قطب الموالاة امين الجميل انه من انصار بقاء لبنان تحت الوصاية الفرنسية او استبدالها بوصاية امريكية..كما كان يؤخذ على آل الجميل في الحكم،التوقيع على اتفاقية "17ايار" مع اسرائيل عندما كانت قوات الغزو الاسرائيلي تحتل جنوب لبنان، وكانت قد زحفت حتى بيروت العاصمة.. ومذابح صبرا وشتيلا لا تزال ماثلة في الاذهان..
وتلك الاتفاقية المشؤومة من حيث ما جاء فيها،فانها تعطي لاسرائيل حقوقا على حساب استقلال لبنان وسيادته على اراضيه ومياهه واجوائه ..
وتعطيها الحق في مطاردة المقاومة الفلسطينية حيثما كانت في العمق اللبناني ..مع اعتراف لبنان بالحزام الامني الذي اقامته اسرائيل في جنوب لبنان.. والتدخل في اتجاهات السياسة اللبنانية ...
*تشجيع قوات لحد على التحالف المصيري مع اسرائيل ضد المقاومة الفلسطينية وضد سيادة لبنان ،وبعدئذ ضد المقاومة اللبنانية..
كما ان حزب امين الجميل يتنكر للعيش المشترك بين جميع الطوائف والمذاهب اللبنانية وفقا لما جاء في اتفاق الطائف ، وفي الدستور اللبناني..
*في حين ان الحزب الوطني الحر بزعامة العماد عون يؤكد على حتمية العيش المشترك ويرفض الوصاية الفرنسية او الامريكية او غيرها على لبنان ..
كما انه ضد نزع سلاح المقاومة اللبنانية ويحظى بتأييد كل من حركة امل وحزب الله..باعتباره طرفا في المعارضة..
لقد تدخلت الامانة العامة لجامعة الدول العربية غير مرة لمعالجة الازمة اللبنانية المستفحلة..
كما تدخلت كل من العربية السعودية وايران واخيرا فرنسا على امل العودة بالوفاق الوطني اللبناني الى سابق عهده وتشكيل حكومة وحدة وطنية والتوافق على اختيار رئيس جديد للبنان يخلف اميل لحود..
لكن وقد اضحى لبنان ساحة لصراعات او لتصفية حسابات اقليمية ودولية او منطلقا لمشاريع امريكية –اطلسية مثل مشروع الشرق الاوسط الجديد او الكبير ، فان الازمة السياسية بين اطراف الموالاة والمعارضة في تفاقم وتأزم مستمرين..
واذا لم يستيقظ اللبنانيون بجميع طوائفهم ومذاهبهم واحزابهم وقواهم السياسية واداروا ظهورهم بالكامل لاشكال التدخل الاقليمي والدولي ورفضوا كل اشكال الوصاية الاجنبية ، والتحرك نحو بعضهم البعض لفتح ابواب الحوار الهادىء والمخلص وصولا الى وفاق وطني جديد يقوم على أسس راسخة في طليعتها التمسك باستقلال لبنان وسيادته ووحدة شعبه وانتمائه العربي ، والتمسك بالديموقراطية الحقة والولاء للوطن قبل الولاء للطائفة او المذهب ، فان النفق الذي زج فيه لبنان ، سيظل بدون نهاية مشرقة ومضيئة..