الديموقراطية العربية بثوبها المدني وعباءتها العشائرية هل تنجح؟
د.محمد البدور
25-05-2024 11:44 AM
نحن العرب اصحاب ديموقراطية انيقة لكنها معقدة قد يصعب تفسيرها في القاموس السياسي المعاصر فما بين طموحاتنا بحكومات وبرلمانات وسلطات مؤسسية وبرامجية وانتخابية ومابين فزعتنا لحصاد عشائري لمواقع صناعة القرار والسلطة راحت الديموقراطية تبحث عن تفسيرات في قاموسها لايجاد حل معاصر لبناء الدولة المدنية العربية.
حقيقة لايمكن التجاوز عنها او القفز من فوقها او التسلل من تحتها ان امتنا العربية كلها تمارس الديموقراطية بالبدلة المدنية والعباءة العشائرية، فمن الشام لبغداني ومن نجد الى يمن الى مصر فتطواني كلنا ابناء عشائر وقبائل وحتى احزابنا نواتها مبنية على الفزعة العشائرية السياسية.
وبما ان مرشحينا للانتخابات النيابية واللامركزية وحتى النقابية والطلابية في الجامعات مظلتها الجماهيرية العشائرية والمناطقية وهي الاكثر ثقلا في موازين الفوز والنجاح رغم كل المصطلحات التي تنمقت بها الديموقراطية من التسابق الى ميادين العطاء برؤى واجندات برامجية وادوات عصرية وكنتونات فكرية او تكوينات سياسية.
والسؤال الاهم كيف لنا ان ننجح في صناعة الفرق بين الامس ونحقق التغيير لطالما نمارس الديموقراطية بالثوب المدني والعباءة العشائرية؟
معادلتنا صعبة لكن حلها يسير اذا احتكمنا الى ان مصلحة الوطن هي العليا وان امانة الضمير الوطني سراطنا المستقيم بعيدا عن المكاسب الفئوية على حساب العدل والصالح العام والمحسوبية والتغول على مصالح الناس والاستكبار بالعشيرة على حقوق الاخرين والاستقواء على قوانين الدولة وعدالة فرصها بين الجميع عندها نتقدم بالاردن ونصنع مستقبلا افضل تنتظره اجيالنا وثوب ديموقراطي معاصر وعبائة عشائرية اصيلة.
هذه ديموقراطيتنا العربية العشائرية تختلف في مضمونها ومحتواها كما نراها عن ديموقراطية امريكا والغرب والصين وبكين وغيرها طالما نواتها في تلك الدول التنافسية بين الاحزاب وقوى الضغط البرامجبة باهداف سياسية واقتصادية وفكرية تقود دولها الى مراتب تطلعات شعوبها.
وبما اننا في الاردن سئمنا من ديموقراطية لم تشفي غليلنا او تداوي سقمنا ولم تروي ضمأنا ولم تصنع لنا الفرق بين الامس واليوم وكانت مخرجاتها نتاجا لصنيعتنا وانعكاسا لسلوكنا ومرآة لنهجنا، الا بات من المسؤولية والواجب الوطني علينا اليوم ان نتغير لنصنع التغيير؟
لقد ندبنا حظنا على سوء اختياراتنا لمن مثلنا في مجالس نيابية خلت الا ان الاوان ان لاتأخذنا بحق انفسنا ووطننا لومة لائم ونحسن اختيارنا ونستأجر القوي الامين ونحتكم الى امانة الضمير ومخافة الله؟