استقلال العزة والمجد والفخار
د. بتول المحيسن
25-05-2024 11:32 AM
وسط أجواء عابقة بنشوة الفخر والكبرياء وبفيض من مشاعر الحب والاعتزاز بالإنجازات التي تحققت على كافة المستويات، وبنظرة تفاؤلية مفعمة بالإيمان بالغد الأفضل احتفل الأردنيون يوم أمس بالذكرى الثامنة والسبعين لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية، هذه الذكرى التي ترجع بنا إلى إعادة قراءة الصفحات البطولية والأدوار العظيمة الخالدة التي قامت بها القيادة الهاشمية بما أملاه عليها حسها القومي وانتماءها المطلق للإسلام والعروبة، فالاستقلال الذي نحتفل به اليوم لم يكن هبة أو تنازلا من محتل بل كان انتصارا واستحقاقا نالته المملكة بتضحيات القيادة بمختلف الوسائل والأشكال والأدوات بالحرف والسلاح والكلمة، تلكم القيادة التي آمنت بأهمية تحرير الإنسان الأردني والعربي على حد سواء لإعلاء شأن الأمة والعمل على بعث تراثها الخالد لتتبوأ المكانة اللائقة بها بين الأمم بما يتناسب وتاريخها التليد ورسالتها العظيمة وإسهاماتها الفاعلة في بناء الحضارة الإنسانية.
في عيد الاستقلال يتواصل جهد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين الذي علمنا منذ اليوم الأول لتسلمه سلطاته الدستورية ان الاستقلال يعني العدل والمساواة والتسامح واحترام حقوق الانسان وكذلك الوسطية والحرية والمسؤولية، كما انه يعني سيادة القانون والالتزام بالثوابت وحماية المصالح الوطنية العليا ومصالح الأمة، كما أن الاستقلال بنظر جلالته يعني أن يقوم كل مواطن بواجبه ويتحمل مسؤولياته بكل أمانة ونزاهة وأن يكافح كلٌّ منا الفساد صغر أم كبر تبعاً لموقعه، أي أن الاستقلال حالة متصلة من العمل المستمر الذي لا يتوقف.
لقد توالت في عهد جلالته الزاهر المبادرات الكريمة الخيرة فكانت قوافل الخير الهاشمية وشبكة الأمان الاجتماعي والسكن الكريم للعيش الكريم ومشروع الملك عبد الله الثاني لإسكان الأسر الفقيرة وتطوير التعليم ومبادرة كلنا الاردن، ورسالة عمان وغير ذلك من عطاءه الذي أعلى البنيان ورفع صروح النهضة والعمران وعزز الديمقراطية ومجتمع الحرية ودور المرأة ولثقة المطلقة بقدرات الشباب.
في عيد الاستقلال نستحضر حجم الجهد السياسي والدبلوماسي المكثف الذي قام ويقوم به جلالة الملك في سبيل مواصلة الدور التاريخي المشرف للأردن لخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية والتي تتقدمها القضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها بلا منازع، وتشهد المنابر والمحافل الدولية ولقاءات جلالته مع قادة العالم وصنّاع القرار فيه وقادة الفكر والسياسة ورجال الإعلام، أنه كان القائد الأكثر جرأة في طروحاته المنطقية المستندة إلى قرارات الشرعية الدولية خاصة فيما يتعلق بتسمك جلالته بحل الدولتين كأساس ومرجع لحل النزاع العربي الإسرائيلي بما يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران، كما لا يمكن نكران حجم التأثير القوي والحضور الدولي المؤثر لجلالته في اكثر من مرة في إعادة الزخم وتصدّر القضية الفلسطينية لواجهة الأحداث في العالم، الأمر الذي لم يكن لولا السمعة العظيمة له في كل مكان حلّ به حفظه الله.
ليكن الاستقلال علامة فارقة في مسيرتنا الوطنية كما هي أعياد الوطن كافة، مزيد من الإصرار على العمل والعطاء وتعظيم البناء، فالكل وبحسب رؤية الملك شريك في ورشة البناء والإصلاح.
* مديرة مركز الأميرة بسمة لدراسات المرأة الأردنية
جامعة اليرموك