غيض من فيض في جمهورية الرعب
سليمان القبيلات
14-04-2011 09:23 PM
يجلس الرئيس بشار الأسد واسرته الصغيرة دقائق في المساء هربا من عناء المهمات. ينقر الرئيس على "لاب توب" فيشاهد بالصدفة او بالصدمة فيديوهات على يوتيوب صنعت احداثها اجهزة الامن.
افترض ان الرئيس واسرته "يصدمون" بالمناظر التالية:
-أطفال من درعا سامتهم الأجهزة "الضاربة" سوء العذاب .
- شاب عذبه الأمن بتبريح حتى تغضن جسده، فيجبره الجلاد على خلع ملابسه ليلج عصاه في دبر الشاب المهان، وهو هنا سوريا الرائعة الصابرة على الذل والقهر.
-قصة اغتصاب زوجة رجل امن رفض الانصياع لأوامر قائد الحرس الجمهوري بإطلاق النار على متظاهرين.
-ميليشيات الشبيحة التابعة لماهر الأسد وهي تردي السوريين جنودا وشرطة ومدنيين "عن جنب وطرف"، فضلا عن التحرش بالنساء الطاهرات العفيفات.
يخطر في البال أسئلة من مثل:
- ألم يرث فخامة الرئيس نظاما ارتكب مجازر حماة التي قضى فيها ألاف الأبرياء في العام 1982 ؟
- ألم يعرف الرئيس باستحواذ العائلة والأصهار على "سيريا تل" وسواها من الشركات الكبرى.
- ألا يقر الرئيس الحقوق الآدمية للسوريين فيرى ويعرف مدى البشاعة التي يعيشونها تحت سوط الأمن والرشوة المتفشية كسرطان؟
- ألا يعرف الرئيس أن الممانعة صنو المقاومة بصفتها طهرا أخلاقيا وسياسيا، تستدعي وقف التعذيب أقلها؟ وأن المقاومة تستدعي إلغاء قانون الطوارئ الذي يطلق يد الأمن ليبطش في ربوع سوريا الصابرة .
- ما هو موقف الرئيس لو ذبح الامن احدا من اقاربه فقط لأنه تظاهر، هذا الحق الذي تمارسه بحرية تامة قبلنا شعوب الأرض المتمدنة منذ نحو قرن أو يزيد.
- هل السوري الحر الذي ينتخب حاكمه بحرية وديمقراطية سيكون داعما لصمود بلاده في وجه "المخططات إياها" التي بلغنا الشيخوخة ونحن نجتر سيمفونيتها ؟
- هل يتابع الرئيس ماذا يجري في مصر وتونس؟ هل يرى زميليه السابقين في المهنة؟
- هل تناهى إلى مسامع فخامته تشكيل عصابات "الشبيحة" التي يشرف عليها شقيقه .
- هل يدرك الرئيس أن الشعب أقوى من جلاديه وانه جاهز لدفع ثمن حريته ؟ وهل يعرف الرئيس أن في الشام ستنبثق محاكم يساق إليها كل المجرمين الذين يعرفهم السوريون من درعا إلى تدمر فحلب؟
- هل يدرك الرئيس أن العالم غادر حكايات الحزب الواحد، الذي أفرغ من مضمونه فأصبحت نسبة عالية من أعضائه عونا احتياطيا للأمن؟
- هل يدرك الرئيس معنى أن يعرف العالم بإقالة رئيسة تحرير تشرين بعد تلفون من لواء في الأمن؟
- ترى لو كان الرئيس مواطنا عاديا وسألناه عن مدى شرعية حكم يحفل سجله بالذبح والقهر والاستبداد، فماذا سيكون جوابه؟
- ترى هل أدرك الرئيس معنى هتاف السوريين: واحد واحد واحد الشعب السوري واحد؟
- هل يعرف الرئيس أن شعبه يدرك ويعي أن محاولات الوقيعة بالفتنة يصنعها "شبيحة" الأمن، وأن السوريين يعتبرون اللغط حول العصابات والفتنة مجرد "ضحك واستهبال لوعيهم" ؟
أخيرا:
سيدرك الرئيس كل ذلك لا محالة! لكن متى ؟!
الرد على تعليق