facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاردن ذو استقلالين


د.بكر خازر المجالي
25-05-2024 10:00 AM

* من استقلال الارض والسيادة الى الاستقلال التام

يمتاز الاردن بأنه ذو استقلالين ، ولكل واحد قيمته ومداه ويستحق أن يكون مدار احتفال وندوات ومحاضرات ،

والاستقلال الاردني هو رحلة نضال وكفاح تمكن الاردن من شق طريقه نحو السيادة وتثبيت اركان الدولة بمواجهة تحديات صعبة في زمن قوة الانتداب وهيمنة أذرع المشروع الصهيوني ، وانشغال العرب كل بمحيطه دون ادراك للخطر المحيق بالارض العربية .

وحين نقول الارض العربية فإن المعنى يذهب للهوية العربية والقومية والتراث ويمس الدين الاسلامي .

ومن هنا نرى كيف كان الاردن يصارع هذه الاخطار ليس فقط مع بداية تأسيس الدولة ووصول الامير عبدالله بن الحسين الى عمان في اوائل آذار1921 بل ولكون الاردن هو جزء من مشروع النهضة العربية فإن المعاناة كانت حتى خلال أحداث الثورة العربية الكبرى وما تلقته من غدر وطعنات أثرت في تحقيق أهدافها ، وما تعرض له مشروع الملك فيصل الاول في دمشق والذي جاء ليقضي على اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور ، ثم لتبدأ مرحلة الانفراد في كل منطقة عربية ومنع ووقف كل خطوط ومسارات الوحدة العربية .

وبعد معركة ميسلون التي جاءت لوقف المشروع الفيصلي بل والعربي ، كانت الراية ترتفع في معان وتتقدم الى عمان
ليشرع الامير عبدالله بمفاوضات التأسيس التي اصطدمت اولا بصك الانتداب الذي ينص على تكليف بريطانيا لتنفيذ وعد بلفور ، ويلغي مفهوم الدولة العربية ،

وتبدأ هنا نسج خيوط الاستقلال الاولى بنجاح الامير عبدالله بمفاوضاته مع بريطانيا وعصبة الامم بتعديل صك الانتداب ليلغي اي امتداد لتنفيذ صك الانتداب خارج فلسطين ، والذي نردده ونقول استثناء الاردن من احكام وعد بلفور ، واستغرق الامر وقتا بين وصول الامير الى عمان في 2 آذار 1921 وحتى يوم اعلان استقلال الاردن الاول في 25 ايار 1923 وهذه كانت فترة حرجة من التفاوض ، ليعلن الامير عبدالله الاول بداية الدولة الاردنية التي توافر لها السيادة على الارض الاردنية الكاملة .

ومن بعد كانت رحلة الدولة الاردنية الثانية من عام 1923 الى عام 1928 وخلالها كانت اجراءات تأكيد سيادة وبناء مؤسسات الدولة مع نجاحات في بناء الجيش والامن العام ولكن بلا قوانين اردنية وكان فقط لدينا القوانين الفلسطينية ، ومنع اي اجراء ديمقراطي ومنع الانتخاب حتى توقيع المعاهدة الاردنية البريطانية في 20 شباط 1928 ومن ثم الوصول الى اعلان القانون الاساسي في 16 نيسان 1928 الذي بموجبه كانت خطوات الانتخاب وممارسة كل السلطات والقرارات ولكن كان هناك العديد من التحديات ،

اما الرحلة الثالثة في مسيرة الاستقلال فهي في فترة الحرب العالمية الثانية منذ 1939، والتي بموجب المعاهدة الاردنية البريطانية فان الاردن هو حليف كامل مع بريطانيا . ودخل الاردن بجيشه في ميدان سوريا والعراق وفلسطين والعلمين وقاتل وقدم التضحيات ومنذ عام 1942 والاردن يقدم المذكرات الرسمية للحكومة البريطانية لمنح الاردن الاستقلال مبررا الامر بوفائه بالتزاماته وانه مؤهل بتمام الامر لاستحقاقه للاستقلال ، ولكن كانت المماطلة البريطانية بحجة الانشغال بالحرب ، حتى كان اعلان الحكومة البريطانية يوم 17 كانون الثاني 1946 بواسطة المستر بيفن من على منبر الامم المتحدة بمنح الاردن الاستقلال .

فعمت البهجدة والاحتفالات في الاردن ، وانهالت برقيات التهنئة على المقر العالي بهذه المناسبة ، ولتبدأ المرحلة الرابعة للاستقلال من 17 كانون الثاني 1946 حتى يوم 25 ايار 1946 . وفي هذه الفترة كانت المفاوضات من جديد مع بريطانيا لتعديل المعاهدة الاردنية البريطانية الموقعة في 20 شبط 1928 الى معاهدة جديدة تم توقيعها في 22 آذار 1946 ، وتعديل القانون الاساسي بطريقة يكون قاعدة للدستور الاردني الجديد بتغيير المسميات وتعديل قانون الانتخاب ، واشتراع القوانين ، واستمر الامر لفترة قاربت الاربعة شهور ، وكان قرار الملك عبدالله الاول أن يكون يوم 25 ايار 1946 هو يوم الاحتفال بالاستقلال تيمنا بذكرى الاستقلال الاول عام 1923.

ومن هذه السردية التاريخية يمكننا ان ندرك كيف تكون احتفالاتنا في الاستقلال بقيمته التاريخية ومعانيه العميقة ، وان ندرك معنى رفع الراية والشعار والهتاف ، بوعي ومسؤولية تنبعث من عميق الانتماء والوفاء للوطن ليبقى وطن العزة والخير بقيادته العاشمية وجيشه وأمنه البواسل وبإنسانه العظيم .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :