في مثل هذا اليوم بزغ اول شعاع من شمس النهضة العربية بعد أن ظل محجوباً في كسوف السنين حقبة طويلة من الزمن .
في عام 1365 الواقع في 23جمادي الاخر والمصادف في 25 آيار عام 1946م نال الاردن استقلاله ناجزاً في ظل الحكم النيابي تحت رعاية المغفورله صاحب الجلالة الملك عبد الله الاول وقطفت البلاد ثمرة جهادها ونالت جزاء سعيها المكرر بعون الله وقدرته وبحكمة ودراية المغفور له الملك عبد الله الاول .حيث هرعت البلاد في ذلك اليوم أمة وحكومة لتقدم ولاءها وبيعتها وطاعتها لوريث المنقذ الاعظم ووريث النهضة العربية وللبيت العربي الهاشمي ,فأجتمع مجلس الأمة – المجلس النيابي والذي انتخبته الامة ووضعت امورها في يدي ممثليها –وأقر تعديل القانون الاساسي بمقتضى السلطة الدستورية الممنوحة له – للمجلس- وبعد صدور الارادة الملكية بالموافقة واعلان البلاد الأردنية دولة مستقلة استقلالاً تاماً على أساس النظام الملكي النيابي طبقاً للاماني القومية واستجابةً لرغبة البلاد العامة المبلغة للهيئات المسؤولة واعتبر هذا اليوم عيداً وطنياً سمي (عيد استقلال المملكة الاردنية الهاشمية ).
في هذا اليوم ونحن نتفيأ ظلال ذكرى الاستقلال .نفوسنا مفعمة بالفخر والاعتزاز على ما أنجزنا بقيادة الهواشم ،وبتحدي كل المعيقات حتى كان هذا الوطن البهي اليوم ،اردن العز والفخر ،والحضن الرؤوم لكل من لجأ اليه .ويتجدد الاحتفال اليوم بعيد الاستقلال ال 78 وسط أمن واستقرار تتمتع به المملكة الاردنية الهاشمية بفضل القيادة الحكيمة وتضحيات رجال ونساء نشامى في القوات المسلحة الاردنية وقوات الامن العام وكافة الأجهزة الأمنية العسكرية بالمملكة .
أن عيد الاستقلال في هذا العام يأتي في ظل مواجهات وتحديات وابرزها التحدي الاقتصادي والامني والتهديدات التي تحاك بالوطن الا أن الدور العسكري الذي يقوم به الجيش والقوات الامنية وما يقدمونه من تضحيات ما هي الا رسالة بعنوان ليستمر هذا الوطن ويصنع المجد والتاريخ الزاخر ،وسنبقى نستذكر هذا اليوم الخالد والمشرف في تاريخ المملكة عنوانا لحريتهم ومجدهم وفخرهم مجددين العهد بأن يبقى التاج الهاشمي درة على جباهم العالية ،مستمدين عزيمتهم من الآباء والاجداد في مسيرة بطولية ،منذ انطلاقة الثورة العربية الكبرى عام 1916م بقيادة الشريف حسين بن علي رحمه الله.
واليوم الاردنيين يواصلون هذا العيد بمسيرة البناء والعطاء والاصرار على الانجاز وتقديم الاردن انموذجاً للدولة الحضارية التي تستمد قوتها من تعاضد ابناء وبنات شعبها ،والثوابت الوطنية والمبادىء الراسخة التي حملتها النهضة العربية الكبرى ويلتف حولها الاردنيين كافةً .
ويفخر الاردنيين في هذا اليوم الأغر بأن يعيدوا قراءة التاريخ منذ أن التأم المجلس التشريعي الاردني الخامس بتاريخ 2551946م ،معلناً الاردن دولة مستقلة استقلالاً تاماً ،مع البيعة للملك الراحل المغفور له الملك عبد الله الاول ملكاً للملكة الاردنية الهاشمية ،حيث تواصلت مسيرة الخير والبناء والعطاء الى اليوم بقيادة الملك عبد الله الثاني بن الحسين . وتستمر المسيرة ،ونحن على العهد باقون .