facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الفضيلة والرذيلة


فيصل سلايطة
24-05-2024 06:13 PM

نقرأ كل يوم صراعات مختلفة ، اخرها في الشقيقة مصر ، بين احزاب و تيارات و مؤسسات ، كلٌّ منها تدعم فكرة تراها الاحق ، كل طرف يرى فيه الفضيلة و في المقابِل المغاير الرذيلة.

منذ أن بدأت علاقة الانسان و الاديان ، و بدأ يتعرف على الممنوع و المسموح من الافعال ، بدأ يكوّن محفظة خاصة به ، كلٌ حسب دينه ، إلى هنا الخط يسير باتزان ، بشر تصلي و تعبد و تحاول ألّا تقع في الممنوع الذي يُغضب السماء ، فمتى و أين وقع الخطأ؟

قد يراه البعض خطأ ، و يذهب آخرون إلى تفسيرات تندرج تحت مبدأ النُصح أو الارشاد ، فالمنطق يقول ما دام الانسان يقوم بواجباته الكاملة تجاه دينه ، يصوم و يصلي و يتعبد ، يحاول جاهدا الالتزام بهذه العلاقة العامودية بينه و بين ربّه ، فلماذا يُسطّح العلاقة لتصبح أفقية؟
لماذا يذهب في حوارات عنوانها التشدد لرجم الآخر ، تلك تبرّجت و ذلك لم يصلّي ، ألم تنادي جميع الاديان برسالة " لا اكراه في الدين" ...

بالتأكيد هنالك هامش من الحرية ، هامش من النُصح ، هامش من السعي لرأب الصورة التي قد يحتاج الآخر لمعينٍ عليها ، لكن هذا الهامش يحدده في عصرنا الحالي القانون، فلا يستطيع شخص الدخول لمرقص و ضرب الناس بحجة الايمان ، و على الجانب الآخر لا يستيطع متحرر أن يغلق معبدا تطبيقا لمنهج يراه متطورا ، فمع كامل التقدير لما فعله بورقيبة رئيس تونس الأول بعد عصر البايات ، التشدد اللاديني الذي قام به ، هو الوجه الآخر لما قامت به طالبان مثلا...كلُّ طرف يتطرف للتطبيق!


السعي للفضيلة بالاكراه سيتحول لرذيلة بالقبول ، هذه قاعدة يجب على الجمهور استيعابها ، الاب الذي يضرب ابنته لكي تتديّن ، سوف يمهّد الطريق لانحرافها في الظِل ، الأم التي تربّي ابنها و تصفّق له في مغامراته النسائية ، سوف تضرب ابنتها إن خرجت مع شاب حتى لو ضمن الآداب للتعارف ، لذلك قد تكون الرذيلة أحيانا أقل ضررا من السعي لتطبيق الفضيلة ، و منطقها أوسع و أشمل من أولئك الذين يقمعون بحجة الايمان..

التطرف ليس دائما التفجير أو حمل السلاح و الترهيب ، بل قد يأخذ شكلا من الثقافة المقنعة أو التحضّر الزائف ، أو قد يلبس عباءة التقاليد و العادات ، فيصبح انحرافا سلوكيا تتلون به الفضيلة و الرذيلة و يضيع بها الخيط الفاصل.

في عصر الانترنت ، يستطيع المرء اليوم دراسة كل الاديان و الاخلاقيات و عادات الشعوب و المسموح و الممنوع ، نستطيع أن نُبحر في البوذية ، التعمّق في التصوّف ، تحليل السيخ ، فهم المسيحية ، التبحّر في الاسلام ، الاطلاع على فكرة الالحاد، فهم اليهودية ، جميع هذه المواضيع نستطيع من المنزل التطرق لها و فهمها ، فوجود انسان يحاول الركوب على قطار التديّن و المقامرة في بورصة الدين لن يغيّر شيئا من الواقع ، أما من يتاجرون بالدين و هم كُثر ، فهم سبب رئيسي لما نراه على أرض الواقع من عزوف متطرف عن اخلاقيات الدين الاساسية السمحة ، التي هي في الاساس الفطرة النقية للاخلاق الاساسية ، التي بدين أو بدون ، ظهرت في الانسان قبل الاديان ، و نُقشت و دُوّنت عبر الحضارات المختلفة التي كانت سابقة للاديان .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :