العملية العسكرية التي شنها العدو الصهيوني في مدينة جنين و مخيمها يوم أمس الأربعاء ٢٢ /٥ / ٢٠٢٤ تشكل احدث خطوات حكام تل أبيب لإجهاض الحلم الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة على جزء من التراب الوطني الفلسطيني مؤقتا الا أن يقضي الله أمرا كان مفعولا .
الهجوم المدمر الذي قامت به قوات العدو في قلب جنين القسّام و ما رافقه من قتل لمواطنين ابرياء لا علاقة مباشرةً لهم بالمقاومة الباسلة من بينهم أطباء و معلمين و اطفال يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الكيان الغاصب ينفذ خطة شاملة متكاملة ليس لتدمير الموارد البشرية الفلسطينية في مجالي الصحة و التعليم و استنزافها فحسب بل أيضا لتدمير البنية التحتية الفلسطينية التي لا غنى عنها لقيام هذه الدولة العتيدة .
قوات العدوان الصهيوني أقدمت خلال اجتياحها الاخير لجنين على تدمير الشوارع و الطرقات و تجريفها و استهدفت المستشفى الحكومي الواقع في غرب المدينة الصامدة على تخوم مخيمها بؤرة الجهاد و النضال و لم يألو الصهاينة من جهدهم جهد في مجال تعميم نموذج إرهاب الدولة المنظم بحق العزل الذين لا ذنب لهم سوى أنهم فلسطينيون مرابطون على هذه الارض الطيبة المباركة .
تزامن العملية الإجرامية الصهيونية مع إعلان ثلاثة من دول الاتحاد الأوروبي اي اسبانيا و ايرلندا و النرويج اعترافها بفلسطين كدولة مستقلة يؤكد أن الهدف الاستراتيجي لحكام تل أبيب يتمثل في منع قيام هذه الدولة بكافة الوسائل و السبل مهما بلغت دموية و قذارة هذه الأساليب و في هذا السياق يمكن قراءة تصريحات وزير الطاقة في الدويلة العبرية المسخ ايلي كوهين الذي جدد رفض كيانه الغاصب لقيام دولة فلسطينية مستقلة حتى من خلال اتفاقيات سلام و تطبيع مع الدول العربية .
تصريحات ايلي كوهين التي أكد فيها أنه لن تكون هنالك دولة فلسطينية و أن اسرائيل سوف تمتد من النهر إلى البحر ما يعني ضمنيا سعيها إلى تحقيق مفهوم الدولة اليهودية الخالصة من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط يقتضي من الأقطار العربية و الدول الإسلامية بل و المجتمع الدولي برمته اتخاذ موقف حاسم بدعم المقاومة الباسلة في قطاع غزة و الضفة الغربية و بفرض عقوبات رادعة على هذا الكيان المارق و خطوات عملية ملموسة لحماية الشعب الفلسطيني من جريمة الإبادة الجماعية و ملاحقة المسؤولين الصهاينة عبر المحكمة الجنائية الدولية وصولا إلى إرسال قوات دولية تابعة للأمم المتحدة إلى فلسطين لفرض قيام الدولة الفلسطينية بقوة السلاح إن لزم الأمر و الا فإن حكام تل أبيب ماضون قدما في مخططهم الشيطاني الإجرامي لقتل شعبنا العربي في فلسطين و تهجيره و اقتلاعه من أرضه و جذوره التاريخية في هذه البقعة المقدسة من وطننا العربي الكبير .