حماة الديار عليكم سلام .. إلى أحرار سورية
ياسر ابوهلاله
14-04-2011 06:38 PM
ليس مقبولا من رئيس مجلس النواب الأمة الأردني أن يزور سورية إلا إذا أراد التدخل لوقف سيول الدم المراق. وليس مقبولا من المعارضة الأردنية إسلامية أم قومية أم مستقلة أن تشارك بالجريمة صمتا بدعوى دعم المقاومة. والغريب أن الحكومة تشارك المعارضة صمتها في توافق نادر.
لا أزاود على أحد، وأقحم الشخصي هنا. كنت أفتخر بزيارتي لسورية في العقد الأخير باعتبارها فعلا لا قولا ملاذ المقاومة في العالم العربي. أول مرة دخلتها عام 99 وجلا مع أني كنت على طائرة الملك. فقد كنت ممن ينطبق عليهم نص المادة 49 القاضية بأعدام كل من انتسب لجماعة الأخوان المسلمين .
بعدها واصلت الزيارات لم أكن أخشى الأمن السوري ، كنت أخشى من الموساد أن يأخذني بالمعية في أثناء لقاءاتي مع قادة حماس.وكنت أشعر بحجم العبء الملقى على النظام السوري الذي يحسن ضيافة قادة المقاومة سواء في فلسطين أم لبنان أم العراق.
وكنت أعرف التقييم الأميركي الحقيقي لدور سورية في "دعم الإرهاب" . ما كان يريح في سورية على غياب الديموقراطية هي أجواء التسامح ، كنت ألاحظ الجو الإسلامي المعارض بصمت للنظام. وكانت انتهاكات حقوق الإنسان ضمن السياق العربي.
في آخر زيارة لسورية وكنت مع الزملاء فهد الخيطان ومحمد المصري ومحمد أبو رمان، استدعيت للمراجعة الأمنية على غير العادة. قلت لهم لدينا موعد مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.قالوا أن الاستدعاء ضروي ولن تغادر سورية دون المراجعة. وخلال يوم كامل واتصالات مع اللواء علي مملوك. سمح لي بالمغادرة شريطة أن أسوي وضعي في المرة المقبلة.
لا أعرف ما هي الوشاية التي تطلبت الاستدعاء. لكن قد يكون السبب ما كتبته عن ملف آلاف المفقودين أو ما كتبته عن اعتقال المدونة طل الملوحي.مع أني في كل ما كتبت وإلى اليوم، لن أغير موقفي المؤيد لسورية في مواجهة أميركا وإسرائيل. لكن ذلك الموقف ليس مشروطا بتأيد النظام في مواجهة الشعب السوري.
قبل خطاب الأسد كان يمكن أن يفهم ما جرى بدرعا، خطأ أمنيا من المحافظ فيصل كلثوم الذي سبق وأن نال مسدس شرف البعث في أحداث حماة. لكن الخطاب كان مخيبا للآمال وجارحا للضحايا. والسلوك الذي تلاه في التعامل مع المحتجين أكد أن مقولة الفرق بين الرئيس والأجهزة مجرد وهم.
لم تكن يد الرئيس السوري ملوثة بالدماء عندما وصل إلى السلطة، وكان المطلوب منه أن يقطع أخلاقيا مع الماضي وينصف الضحايا. لم يفعل ذلك ، وتورط النظام بفساد مالي جسده رامي مخلوف مخول الرئيس الشاب الثلاثنين الذي حول نظام الخصخصة إلى نظام " الرمرمة" على قول السوريين . وتحول القطاع الاشتراكي العام إلى قطاع عائلي شركاتي خاص.
في درعا وأخواتها تلوثت يد الرئيس بالدماء ، والمسؤولية لم تعد أخلاقية فقط . بل جنائية أيضا. ومن سوء حظ فلسطين أن تكون مغسلة لأيدي الطغاة.والحقيقة أن الدم الذي يراق في سبيل الحرية من الاستبداد هو ذات الدم الذي يراق في سبيل الحرية من الاحتلال. وفي بداية الصراع مع المشروع الصهيوني كان الفلسطينيون يعتبرون أنفسهم سورية الجنوبية. ونحن سوريون نردد " حماة الديار عليكم سلام أبت ان تذل النفوس الكرام "