عمون - يتطور مرض السكري من النوع الثاني بصمت على مدى سنوات عديدة؛ حيث يبقى ارتفاع السكر في الدم من دون أعراض لفترة طويلة. وغالباً ما يتم اكتشاف المرض عن طريق الصدفة أثناء فحص الدم، أو عند حدوث مضاعفات.
لكن الجديد هو نظام غذائي يمكنه عكس مسار مرض السكري من النوع الثاني وتجنّب مخاطره. فما هو هذا النظام؟ إليكِ التفاصيل في الآتي:

أسباب ارتفاع السكر في الدم
يأتي ارتفاع السكر في الدم من انخفاض حساسية الخلايا- خاصة خلايا الكبد والعضلات والأنسجة الدهنية- للأنسولين. وهذا الهرمون الذي ينتجه البنكرياس، له دورٌ في تسهيل تغلغل الجلوكوز (الذي يُعتبر وقودها الرئيسي) إلى داخل الخلايا؛ مما يقلل من تركيزه في الدم.

ولتلبية الطلب المتزايد على الأنسولين الناتج عن عدم الحساسية هذه، تُنتج خلايا البنكرياس المفرزة للأنسولين المزيد؛ حتى تُستنفد. ويصبح إنتاج الأنسولين غيرَ كافٍ، ويتراكم الجلوكوز في الدم بشكل لا يمكن علاجه. وهذا ما يسمى الإصابة بمرض السكري.

السكري: نظام غذائي لخسارة 10 كيلوجرامات سنوياً
في المملكة المتحدة، ستقدّم خدمة الصحة الوطنية (NHS) لـ10000 شخص كل عام نظاماً غذائياً يحتوي على 800 سعرة حرارية يومياً؛ للمساعدة في عكس مرض السكري من النوع الثاني.
والهدف من هذا النظام الغذائي، هو تحسين صحتهم من خلال مساعدتهم على إنقاص الوزن والوقاية من مرض السكري من النوع الثاني أو الحدّ منه.
تتضمن هذه المبادرة الوطنية الجديدة، أن يستهلك المشاركون نظاماً غذائياً يحتوي على 800 سعرة حرارية يومياً من بدائل الوجبات منخفضة السعرات الحرارية، مثل: الحساء والمخفوقات وألواح الوجبات الخفيفة، لمدة ثلاثة أشهر.

وإذا ما تمَّ تقديم هذا النظام الغذائي وعرضه على أكبر عدد ممكن من الأشخاص في المملكة المتحدة؛ فذلك لأن فضائله قد ظهرت.
ووفقاً للبحث، في الواقع، هذا النوع من النظام الغذائي يؤدي إلى فقدان الوزن بسرعة، وحتى التخلص من مرض السكري من النوع 2 في حوالي نصف الحالات.

وفي مؤتمر السِمنة الأوروبي في مدينة البندقية الإيطالية، تمَّ الكشف عن أن المرضى الذين اتبعوا البرنامج، قد فقدوا ما متوسطه 10 كيلوجرامات في العام، وشهدوا تحسناً ملحوظاً في مستويات السكر في الدم لديهم.
تأتي هذه النتائج من بحث أجرته جامعة ليدز على 838 شخصاً.

مرض السكري من النوع الثاني له تأثير مدمّر على الصحة
تقوم هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) حالياً بتنفيذ هذا البرنامج على المستوى الوطني، مع إحالة الأطباء العامين. والهدف هو أن يستفيد 50 ألف شخص من هذا النظام على مدى خمس سنوات.
وقالت أماندا بريتشارد، الرئيس التنفيذي لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا: "إن الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، يمكن أن يكون له تأثير مدمّر على العديد من الأشخاص وأُسرهم، ويمكن لبرنامج هيئة الخدمات الصحية الوطنية هذا أن يغيّر الحياة حقاً، من خلال: المساعدة في عكس آثار المرض، وتقليل مخاطر الإصابة به والمضاعفات الكبيرة، ومساعدة المرضى على البقاء بصحة جيدة لمدى طويل".

السكري من النوع الثاني وعوامل الخطر
ممارسة الرياضة ضرورية للوقاية من السكري
ممارسة الرياضة ضرورية للوقاية من السكري
تشمل عوامل الخطر التي تساهم في تطور مرض السكري من النوع الثاني، الآتي:

مقدمات السكري.
التقدم في السن.
ارتفاع نسبة الدهون في الدم.
الخمول البدني وقلة النشاط.
ضغط الدم المرتفع.
زيادة الوزن أو السمنة.
تاريخ الإصابة بسكري الحمل.
التاريخ العائلي مع مرض السكري من النوع 2.
تشير الأدلة إلى أن مرض السكري من النوع الثاني وسكري الحمل، أكثر انتشاراً لدى بعض السكان في كندا، بمن في ذلك: السكان الأصليون، والأشخاص من أصل أفريقي وكذلك شرق وجنوب آسيا. ولعل الأسباب الشائعة، هي: تاريخ العائلة،
الاختلافات الثقافية وعدم المساواة، والاحتمالات المتغيّرة للحصول على الرعاية.
هذا ويكون خطر إصابتك بمرض السكري من النوع الثاني أعلى أيضاً، إذا كنتِ تعانين من مشاكل أخرى، مثل:

انفصام الشخصية.
أمراض الأوعية الدموية.
متلازمة المبيض المتعدد الكيسات.
عادات صحية يجب تبنيها لتجنُّب مرض السكري
هناك العديد من الطرق المختلفة لتبني عادات نمط حياة صحية تجنّبك الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وهي:

الإقلاع عن التدخين.
الحفاظ على وزن صحي.
الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم والراحة.
تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية والمتوازنة.
ممارسة النشاط البدني بوتيرة يومية.
إدارة ضغط الدم ومستويات الكوليسترول والسكر في الدم.

كما يجب عليكِ أيضاً إجراء اختبار منتظم لمرض السكري، والإبلاغ عن أيّة علامات أو أعراض إلى الطبيب المعالج الخاص بك.
ومن المهم أيضاً، إجراء فحوص طبية منتظمة لقياس ضغط الدم والكوليسترول والدهون الثلاثية ومستويات السكر في الدم.
ففي كثير من الحالات، كلما تمَّ اكتشاف مشكلة صحية معينة في وقت مبكر، كان علاجها أسهل بكثير.

"سيدتي"