تعاون الأردن وسلطنة عمان في مجال الاذاعة والتلفزيون
د. محمد المناصير
23-05-2024 07:58 AM
ساهم في إدارة وتشغيل إذاعة وتلفزيون سلطنة عمان كل من : عاكف المجالي ، إحسان رمزي ، محمد أبو زيد في الإخبار، عبد الحليم عربيات ، محمد عطا الله الطراونة مخرج ، منذر الشوا ، محمد المناصير خبير برامج إذاعية وكاتب نص ، صالح ارتيمة خبير برامج تلفزيونية وكاتب نص .. ولا ننسى دور الاستاذ امين ابو الشعر في الاذاعة العمانية كما قام بتأسيس صحيفة " عمان" الصحيفة الاولى في سلطنة عمان ..
وقد بدأ التعاون الاعلامي بين البلدين من عام 1979 حين استعان وزير الإعلام العماني عبد العزيز الرواس بكادر أردني لإدارة التلفزيون في مسقط وصلالة بدلا من الشركتين الألمانية والانجليزية ، وقد كان بعض الأردنيين يعملون مع الألمان في تلفزيون سلطنة عمان قبل أن يتسلم الفريق الأردني إدارة العمل في التلفزيون ، وكان على رأس الفنيين الأردنيين الإعلامي إحسان رمزي شقم وكان معه زيد فريز وغسان عبيدات كمخرجين وفنيين ، وكان في تلفزيون صلالة عاكف المجالي كمذيع ومنذر الحديدي كمخرج.
وكان وزير الإعلام العماني عبد العزيز الرواس ؛ قد وجه دعوة إلى مدير التلفزيون الأردني محمد كمال ومدير الهندسة راضي الخص ، وطلب منهما أن يحل إعلاميون أردنيون محل الألمان والانجليز لإدارة التلفزيون وتطويره ، وتدريب الإعلاميين العمانيين على العمل الإعلامي ، والعمل على زيادة ساعات البث من خمس ساعات يوميا إلى ساعات أكثر ، وقد أعرب الجانب الأردني عن استعداده التام لإدارة التلفزيون وتدريب العمانيين ، وقدم الوفد الأردني ضمانات للوزير الرواس . وتمكن الطاقم الأردني من إدارة التلفزيون عوضا عن الطاقم الأجنبي بجدارة استحقت الشكر من الجانب العماني . وقد وصف الوزير الرواس جهود الأردنيين ودورهم في تطور التلفزيون العماني وتعمينه من خلال التدريب العملي للكادر العماني قائلا : " أخرجتمونا من عنق الزجاجة ".
وفي هذا الإطار تم استدعاء العديد من الأردنيين إلى التلفزيون العماني ؛ من مخرجين وفنيين ، زاد عددهم عن خمسة عشر ، منهم مستشار الوزير لشؤون التلفزيون والمشرف العام على تطوير التلفزيون وعلى المخرجين في نفس الوقت إحسان رمزي شقم والذي كان في الوقت نفسه كبيرا للمخرجين ، ومعه من المخرجين محمد الطراونة ومنذر الشوا والتحق بهم سعود الفياض.
أما من المهندسين الأردنيين ؛ فقد التحق بالتلفزيون العماني المهندسين ؛ علي أبو كويك الذي عمل رئيسا للمهندسين ، ومعه من المهندسين حسان مرعي وسفيان النابلسي ، وفريد شاهين لهندسة الصوت ، ومحمد أبو الهوى للإضاءة .وقد أصبح المهندس فكتور البهو رئيسا للمهندسين بعد علي أبو كويك ، وهو الذي اشرف على برنامج تقوية الإرسال التلفزيوني في كل أنحاء سلطنة عمان في جهد كبير استحق التقدير والثناء.
أما في مجال الأخبار ؛ فقد أدار الأخبار والتحرير الإخباري في تلفزيون سلطنة عمان ، منذ استلم الأردنيون إدارته الفنية بعد الشركة الألمانية ؛ طاقم أردني كامل مكون ؛ من عبد الحليم عربيات وعلي الهباهبة ومحمد أبو زيد ، كما عمل في أخبار التلفزيون في البدايات كل من سليمان القضاة ومحمد عمايرة كمحررين أخبار للإذاعة بالإضافة إلى عملهما في جريدة عمان ، حينما كانت الإذاعة في بيت الفلج قبل أن تنتقل إلى القرم.
وقد كان عبد الحليم عربيات وفريق التحرير الأخبار في التلفزيون الذي معه ؛ يقومون بكافة عمل الأخبار في التلفزيون في مسقط ، كما عمل في إخبار تلفزيون صلالة ؛ يوسف الربضي في فترة الشركة الانجليزية وما بعدها حيث استمر بعد عام 1979.
كما استقدم العمانيون بعض المذيعين الأردنيين للتلفزيون ، في فترات متقطعة منهم ؛ المذيعتان رغدة شومن وعفاف قضماني . وبريهان قمق ، والمذيعة رولا الطراونة التي عملت مذيعة في التلفزيون من عام 2004 إلى 2005.
كما عمل في التلفزيون عدد من المصورين الأردنيين منهم ؛ خالد مساد رئيس قسم المصورين ، وعمر عبد الرحيم ، وحمدي أبو غربية ، وخليل مهاجر، وزياد المجالي . ومهندس ديكور بسام فاروقة.
كما استعان التلفزيون العماني وكذلك الإذاعة ؛ بمدققين لغويين ومدربين لغويين أردنيين منهم ؛ محمد الصليبي الذي كان يعمل مدرسا في السلطنة ، ثم عمل في النادي الأدبي العماني.
وكان الطاقم الأردني يقوم بكافة الأعمال المهنية والفنية في التلفزيون العماني ؛ فقد كان يدير عملية النقل الخارجي وتغطية الأعياد الوطنية ، وتنفيذ وإخراج البرامج الوثائقية العمانية ، والبرامج السيارة واليومية الاعتيادية ، والفوازير الرمضانية ، إضافة لتدريب الكادر العماني على العمل.
كما احضر العمانيون فرقا تلفزيونية وأطقم كاملة للمؤتمرات من الأردن لرفد الكادر العماني في مؤتمرات دول مجلس التعاون الخليجي التي عقدت في مسقط ، وكذلك للأعياد الوطنية والمهرجانات ، كان منهم ؛ موسى النجداوي ، وفوزي شاهين ، ومهندس النقل الخارجي ( O.B ) إيهاب الوزني ، وسليمان قطيشات وغيرهم.
وقد نفذ الأردنيون العديد من الأعمال الكبيرة في تلفزيون سلطنة عمان ؛ ففي عام 1976 اخرج إحسان رمزي المسلسل العماني " احمد بن ماجد " وكذلك مسلسل " السندباد عام 1984 ، كما شارك مهندس الديكور كرام النمري بتنفيذ الديكور لسفينة السندباد ، وعمل المخرج محمد الطراونة منتجا منفذا للعمل . كما قام وليد سيف بكتابة نص الفيلم العماني " عمان منذ فجر التاريخ "، وقام المخرج حسن أبو شعيرة بإخراج المسلسل التاريخي " عمان في التاريخ " عام 1995.
وقد ساعد الأردنيون بالنهوض بالدراما العمانية ، وبرامج الأطفال ، حيث شاركت المذيعة الأردنية بريهان قمق ، في إعداد وتقديم برامج الأطفال في تلفزيون سلطنة عمان خلال الفترة من 1990- 1997، وشارك الشاعر الأردني رافع أبو صغيرة في المسابقات الرمضانية العمانية ؛ فقد قام بكتابة الأغاني التي رافقت مسابقة الأطفال " الأودية في عمان " والتي كتبت على الحان أهل تلك الأودية ، وقد أخرج المسابقة المخرج الأردني محمد الطراونة ، كما استقدم العمانيون بعض الأردنيين كمترجمين للأفلام والبرامج العمانية ، منهم ؛ بولص وكيلة ورفعت عبد المجيد وعلي عارف قردن ، الذين كانوا يقومون بترجمة المواد والأفلام والمسلسلات من اللغة الانجليزية إلى اللغة العربية.
وفي عام 1992 في عهد معالي وزير الاعلام عبد العزيز الرواس ووكيل الوزارة الاستاذ حمد الراشدي استقدم العمانيون الخبير الإعلامي محمد عبد الحفيظ درويش المناصير ليعمل خبيرا للبرامج الإذاعية وكاتب نص ، والخبير الإعلامي الأردني صالح عبد الرحمن ارتيمة ليعمل خبيرا للبرامج التلفزيونية وكاتب نص . حيث شارك محمد المناصير و صالح ارتيمة في الإشراف على تطوير البرامج ، وعلى التدريب في التلفزيون للمعدين والمحررين ، وكتاب النصوص ، والمذيعين والمخرجين . كما قام المناصير وارتبمة بالإعداد وكتابة النصوص للعديد من البرامج ، والمسابقات التلفزيونية والبرامج الوثائقية والتسجيلية . وقاما بإلقاء المحاضرات في الدورات التدريبية التلفزيونية ، بالإضافة إلى الإشراف عليها ، في مجالات الأخبار والتحرير الإخباري ، والإعداد البرامجي وكتابة النصوص ، والبرمجة التلفزيونية.
فقد قام الدكتور محمد المناصير خلال الفترة 1992- 1995 بالاشرف على تطوير البرامج في اذاعة سلطنة عمان بإشراف عطوفة وكيل الوزارة الاستاذ حمد الراشدي وقام المناصير بإعداد وتنفيذ البرامج التدريبية والخطط التدريبية في اذاعتي مسقط وصلالة وكانت الدورات تعقد في اذاعة سلطنة عمان وفي نادي الصحافة كما قام بالقاء المحاضرات في اندية سلطنة عمان وتدريب المذيعين والمراسلين الاذاعيين في مسقط وصلالة وتدريب المعلقين الاذاعيين والبرامجيين والرياضيين كما قام المناصير باعداد العديد من البرامج في اذاعة سلطنة عمان ومنها برنامج “ عمان وعد وانجاز” وبرنامج “ مسيرة الشورى” واعداد المسابقة الرئيسية في اذاعة سلطنة عمان “ أوائل منجزات عهد النهضة “ في شهر رمضان المبارك عام 1995 والبرنامج البيئي الذي فاز في مهرجان تونس “ ابتسامة على شفة الارض” وبرنامج للاطفال اشترك في مهرجان تونس ..
وقام الاستاذ صالح ارتيمة بالاشتراك في دورات التدريب في مسقط وصلالة واعداد البرامج الوثائقية في تلفزيون سلطنة عمان وتقديم الخبرة في تطوير برامج التلفزيون العماني ..
وبعد عام 1995 استمر المخرجان محمد الطراونة ومنذر الشوا للعمل في السلطنة كمخرجين في التلفزيون ، لما لهما من خدمات في مجال الإخراج البرامجي ، وقد فازا بجوائز عديدة من مهرجانات القاهرة وتونس والبحرين باسم تلفزيون سلطنة عمان ؛ فقد فاز المخرج محمد الطراونة في إعداد وإخراج برنامج " الأفلاج العمانية ، شريان الحياة " وبرنامج وثائقي عن " النحل والعسل" ، واستقدم العمانيون الأردني جريس مضاعين كخبير صيانة معدات وكاميرات تلفزيونية ، وإسماعيل كشت كخبيرغرافيك ، وعزيز طهبوب كمهندس استوديوهات ، وقام إسماعيل كشت بتدريب كادر عماني على أعمال الغرافيك ، وأسس قسما خاصا بالغرافيك .وحسن ذياب خبير ستوديوهات ، وعماد محمد توفيق عيد من 2006الى2017 تطوير الاستوديوهات من انالوج الى (HD) وعمل عمهم عبد الناصر الكسواني وجمال عوف.
وعني كاتب هذا المنشور د. محمد المناصير فقد أرسلت إعارة من مؤسسة الإذاعة والتلفزيون إلى سلطنة عمان للعمل في إذاعة سلطنة عمان خبيرا للبرامج وكاتب نص من عام 1992-1995 . ثم عدت بعد انتهاء الإعارة إلى وظيفة مراقب الدراسات والبحوث والأرشيف في دار الإذاعة الأردنية.
ومن عام 1998 انتدبت إلى الديوان الملكي الهاشمي لأعمل في مكتب ولي العهد سمو الأمير الحسن بن طلال لأقوم بتنظيم الأرشيف هناك إلى عام 1999 ثم عدت لمدة شهرين الى مؤسسة الإذاعة والتلفزيون واستدعيت بعد ذلك مرة أخرى إلى مكتب سمو الأمير الحسن الذي أصبح يطلق عليه ( مجلس الحسن )، إلى أن عدت إلى المؤسسة بناء على طلب المدير العام نارت بوران والمدير الإداري محمد برمامت لأعمل مراقبا عاما للمكتبات والتوثيق لإعادة تنظيم المكتبات في المؤسسة وهي : مكتبة الفيديو ، مكتبة أرشيف الأخبار في التلفزيون ، المكتبة الثقافية ، المكتبة الموسيقية في الإذاعة ، المكتبة الثقافية في الإذاعة ، أرشيف التلفزيون ، أرشيف الإذاعة وذلك خلال الفترة من عام 2003-2006.
وقد تمكنت من إدخال كافة المواد الإعلامية في الإذاعة والتلفزيون لنظام الأرشيف ، وقمت بنقل مئات المواد الإعلامية التي كانت على أشرطة السينما وأشرطة 2 أنش و 1 أنش بأجهزة نقل حصلت عليها من منظمة أرشيف حوض المتوسط في مرسيليا بفرنسا ، وقمت ببناء مبنى لأرشيف الالكتروني مجاور لأستوديو محمد كمال مكون من طابقين، ليحتوى وحدات عمل وسيرفرات ضخمة لحفظ المواد السمعبصرية والربط مع الاستوديوهات في البث ووحدات المونتاج في برنامج محوسب . وفي عام 2006 تم ترقيتي إلى وظيفة مستشار المدير العام، إضافة إلى الوظيفة الأساسية مراقبا عاما للمكتبات والتوثيق والأرشفة الالكترونية. إلى أن أحلت إلى التقاعد في 2/4/2007.
وبعد التقاعد فوجئنا بإدارة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون للأسف تقوم بتحويل مبنى الأرشيف الالكتروني إلى مكاتب للعلاقات العامة ووحدات مونتاج.