بحادث طائرة .. مصرع جاجارين أول رائد فضاء
22-05-2024 01:54 PM
عمون - بالقرن الماضي، عاش الاتحاد السوفيتي (سابقا) على وقع العديد من حوادث الطائرات الدامية. فعام 1972، عرفت الرحلة أيروفلوت 1491 (Aeroflot Flight 1491) نهاية مأساوية أسفرت عن مقتل 122 شخصا. وبعدها بأربع سنوات عرفت الرحلة أيروفلوت 909 نهاية مشابهة حيث سقطت الطائرة مسفرة عن مقتل 111 راكبا. إلى ذلك، اهتز الاتحاد السوفيتي سنة 1968 على وقع حادث طائرة أدى لمقتل أحد أهم رواد الفضاء بالعالم. فخلال ذلك العام توفي يوري جاجارين (Yuri Gagarin)، المصنف كأول إنسان بلغ الفضاء، عقب سقوط طائرته التي كانت من نوع ميغ 15 (MiG-15).
طائرة يوري جاجارين
يوم 12 نيسان/أبريل 1961، دخل رائد الفضاء السوفيتي يوري جاجارين التاريخ عقب نجاحه في بلوغ الفضاء الخارجي والدوران حول الأرض. على متن المركبة الفضائية فوستوك 1 (Vostok 1)، حقق الأخير هذا الإنجاز وعاد سالما نحو الأرض ليصنف بذلك كأول إنسان يحقق هذا الإنجاز.
وفي خضم الحرب الباردة، أثار نجاح يوري جاجارين قلق الولايات المتحدة الأميركية التي تخوفت من إمكانية تخلف برنامجها الفضائي وخسارتها لسباق الفضاء أمام الاتحاد السوفيتي.
وبعد حوالي 7 سنوات فقط من هذا الإنجاز التاريخي بمجال الفضاء، فقد الاتحاد السوفيتي جاجارين بحادث طائرة يوم 27 آذار/مارس 1968.
وبناء على التقارير السوفيتية، كانت الطائرة التي تواجد عليها جاجارين، يوم مقتله، من نوع ميغ 15 تم تصنيعها في وقت سابق عام 1956 بأحد مصانع تشيكوسلوفاكيا. وفي الأثناء، اتجه السوفييت لإصلاح هذه الطائرة بمناسبتين عقب ظهور عطب بها. من ناحية أخرى، صنع محرك هذه الطائرة عام 1954 وتم إصلاحه بأربع مناسبات قبل الحادث.
مقتل جاجارين
عقب نشر أطروحته بكلية تدريب المهندسين التابعة لسلاح الجو السوفيتي، اتجه جاجارين للقيام بعدد من التدريبات بمجال قيادة الطائرات. وما بين يومي 13 و22 آذار/مارس 1968، أجرى جاجارين 18 طلعة جوية على متن طائرة تدريبية من نوع ميغ 15. وقبل الحصول على إذن بإجراء طلعات جوية بشكل منفرد، استوجب على رائد الفضاء السوفيتي القيام بطلعتين جويتين رفقة مراقب تمثل في العقيد فلاديمير سيريوغين (Vladimir Seryogin).
في حدود الساعة العاشرة وثماني عشر دقيقة صباح يوم 27 آذار/مارس 1968، أقلع جاجارين، رفقة العقيد سيريوغين، على متن طائرته ميغ 15 من قاعدة تشكالوفسكي (Chkalovsky) الجوية في شيولكوفو (Shchyolkovo). وبعد مضي 8 دقائق، طلب جاجارين الإذن بالنزول عقب إنجاز المهمة. ومع حلول الساعة العاشرة وتسع وعشرين دقيقة، حصل جاجارين على الإذن بالعودة للقاعدة الجوية. وبعد دقيقة واحدة من ذلك، انقطع الاتصال بطائرة جاجارين.
وبعد مضي فترة من الزمن، تخوف المسؤولون السوفييت من حصول مكروه لطائرة جاجارين لتنطلق بذلك عمليات البحث التي استمرت لثلاث ساعات وأسفرت عن تحديد موقع حطامها الذي تواجد على بعد 65 كلم من المطار بالقرب من نوفوسيولوفو (Novosyolovo). وعقب تفحصها للطائرة المنكوبة، تمكنت فرق الإنقاذ من استخراج أجزاء من بقايا جسدي جاجارين وسيريوغين.
لاحقا، شكل الاتحاد السوفيتي لجنة للتحقيق بالكارثة. وبتقريرها، تحدثت اللجنة عن تغيرات بالبيئة الجوية أثناء الرحلة وقيام جاجارين بمناورة جوية مفاجئة أدت لدوران الطائرة. وعلى الرغم من جهود الطاقم لإعادة المحرك إلى الاتجاه الأفقي، إلا أن الطائرة تحطمت على الأرض مما أدى إلى مقتل الطيارين. أيضا، أكد تقرير اللجنة على عدم وجود أية عيوب أو أخطاء فنية بالطائرة أو مواد كيميائية بدماء الطيارين.
ومع صدور هذا التقرير الذي أحاط به جانب من الغموض، ظهرت العديد من النظريات التي تحدثت عن عملية اغتيال جاجارين من قبل عدد من المسؤولين السوفييت.
العربية.نت