الحزب الديمقراطي الاجتماعي يقود نفسه نحو المعلوم
د. عبدالله هزاع الدعجة
21-05-2024 05:44 PM
تعلمنا من مدرسة الهاشميين العظيمة والخالدة عبر الزمان ، تقاليد ممارسة الأصول الديمقراطية حتى أصبحت مدونة تربوية اجتماعية ديمقراطية راسخة تظهر تلقائيا لأنها شكلت هيئة عميقة باللاوعي في كل بيت و مدرسة و جامعة و حزب و مكان عمل في كافة مجالات الحياة بالدولة الأردنية الرائدة.
و هذا ما انعكس فكرا و قيما و سلوكا على الأردنيين في فرحهم و في ترحهم و في حلهم و في ترحالهم و عند كبيرهم و عند صغيرهم حتى أصبحوا نجوما في السماء يهتدى بها ، و هذا تاريخهم و مجدهم التليد يخبر عنهم أكثر من ذلك الكثير و في أكثر المنعطفات حرجا و أكثر المراحل دقة.
و الحزب الديمقراطي الاجتماعي كسائر الأحزاب الأردنية التي تميزت بفهم الرؤى الملكية من خلال تحليل مضامين الفكر الملكي الواردة في الخطابات الملكية و في كتب التكليف السامية للحكومات و في الأوراق النقاشية الملكية و الرسائل و التوجيهات الدائمة و المستمرة و مخرجات لجان التحديث للمنظومة السياسية و الاقتصادية و الادارية و معاينة كافة مخرجات الدولة من الاجندة الوطنية و لجان الحوار الوطني و كلنا الاردن و الاردن اولا و اير ذلك الكثير مما يؤشر الى اهتمام بالغ بتطوير الحياة السياسية يسعى لها الحزب كأدة فعالة للتغيير مرتكزة الى العلم و المعرفة ومناهج البحث لتقصي الحقائق و معرفة نقاط الضعف و القوة لتحسين الأداء ، و استطاع الحزب من استشراف المستقبل و عمل لذلك بجد و كياسة فكافح الشخصنة و أرسى الاعراف الجديدة التي أكد عليها جلالة الملك بأوراق النقاشية في حديثه عن تطوير الاعراف و الذي يعني تطوير آليات التفكير نحو أهداف موضحه بشكل جلي بالأوراق النقاشية الملكية.
و اليوم بعد إجراء عملية انتخابية ديمقراطية نزيهه و شفافة في مجلس أمناء الحزب أسفرت عن فوز استاذ العلوم السياسية الدكتور أسامة تليلان رئيسا لمجلس الأمناء المسؤول عن ضمان سير الحزب على مبادئه كهيئة عليا تراقب و تجود الأداء و تضبطه ، و تفوقه على رفيقه بالمجلس معالي العين بسام حدادين ، تفاجأ جميع أعضاء الحزب بتصريحه حول وجود تيار يقود الحزب الى المجهول ، فإذا كان هذا التيار موجود فعليا فلماذا لم يعلن ذلك معالي الأخ بسام عند انتخاب سعادة العين الشيخ طلال الماضي رئيسا للمجلس العام منذ أكثر من ثلاثة أشهر؟ و لماذا الآن ؟ ولماذا قرر الانسحاب من الهيئات القيادية للحزب الآن ؟ معلنا تقاعده من العمل الحزبي ، و مؤكدا وجود تدخلات خارجية حالت دون فوزه ،و لماذا لا يتم الافصاح عن هذه الجهات الخارجية و تدخلاتها ؟ و لنفرض أن هذا صحيح و واقعي ، أليس جديرا تحمل عناء و مشاق رسالة التحديث السياسي و رفد الكوادر الحزبية بالتجربة و الإسناد بالبقاء معهم و من حولهم لتسديد تجاربهم و صناعة قيادة عبرتطبيق مفهوم ظاهرة التجييل اي ربط الاجيال بعضها ببعض لاكسابهم الخبرة لخوض غمار الحياة المستقبلية و مواجهة تحدياتها و تذليل صعوباتها.
أليس حريا بمعالي الاخ بسام قبول نتائج عملية انتخابية ديمقراطية شفافة و نزيهة ، أجريت اليوم أمام جميع الأعضاء و هم ذوات مقدرة و بيوت خبرة مهمة ، كما قبلتها أنا أمام معالي الأخ بسام قبل أكثر من عام من اليوم بانتخابات المجلس الاستشاري و حصلت على صوتين مقابل خمسة عشر صوت لمعالي الأخ بسام بترتيبات مسبقة معروفة جيدا لم أعترض عليها في حينه.
اليوم بصفتي مستشارا سياسيا و برلمانيا للمكتب السياسي بالحزب الديمقراطي الاجتماعي ، أؤكد بما لا يدع مجال للشك أو الريبة أن الحزب يسير بخطى ثابتة راشدة مستنيرة مدروسة لا يأتيها الباطل من بين أيديها أو من خلفها نحو التغيير و التحديث وفق أجندة الدولة الأردنية المعلنة بهذا الخصوص ، و أن الحزب يعبر عن أرقى الأطر و البنى الإدارية و التنظيمية و القانونية و بمحتوى معرفي برامجي محكم و بريادة العمل السياسي بفضل وجود قامات سامقة كثيرة و عديدة بحمد الله و فضله حريصة كل الحرص على وطنية الحزب و تطبيق الفكر الملكي بكل حذافيره مهما صغرت أو كبرت من خلال مدرسة حزبية أصيلة تبني الأجيال و تخدم الأمة و سيبقى هذا الحزب كما كان على الدوام وعلى العهد و الوعد في خدمة الشعب الأردني العظيم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
و الله من وراء القصد .