ماذا بعد زيارة الملك لديوان المظالم ؟!
د.حسين الخزاعي
14-04-2011 03:44 AM
في مقال سابق في " عمون " وتحديد بتاريخ 21/ شباط / 2011 ، كتبت عن ديوان المظالم مقال بعنوان " بعد تقرير ديوان المظالم، ماذا فعلتم بالظالمين؟! ، واشرت الى ان انجازات الديوان تستحق الشكر والتقدير، ومدير الديوان " الدينمو " الذي منذ نسلمه امانه مسؤولية الديوان ونحن نتابع نشاطه وتحركاته الميدانية بفعالية في كافة الاتجاهات ومع مختلف الهيئات والوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة يوقع الاتفاقيات الثنائية معها والالتقاء مع العاملين والمدراء فيها بهدف ايصال رؤية وفلسفة ومهام الديوان للجميع ، ونجح في تأسيس قاعدة معلوماتية ومعرفية في المجتمع عن وجود مؤسسة وطنية اسمها ديوان المظالم بعد ان كانت هذه المؤسسة مجرد يافطة ديكوريه لا يعلم بها احد، والمحزن انه قبل تسلم مع حفظ الالقاب " عبد الآله الكردي " امانة ادارة الديوان كانت (48) الف شكوى مقدمة الى الديوان تم حفظها ولم يتخذ اي اجراء بخصوصها .
المتابع والمحلل والقاريء لانجازات ديوان المظالم يجد ان الديوان استطاع خلال العام الماضي التعامل مع ( 2716 ) شكوى قبل منها ( 1239 ( شكوى ، وبعد الاجراءات والمتابعات الدقيقة لهذه الشكاوى والتحقق منها تبين ثبوت خطأ الادارة العامة في ( 327 ) شكوى تمكن ديوان المظالم مشكورا حل ( 264 ) شكوى باستخدام طرق الحل الرسمي والودي وبنسبة ( 73ر80 %) في حين قدم الديوان توصياته في ( 63 ) شكوى وبنسبة (27ر19 % ) من مجموع الشكاوى التي ثبت فيها خطأ الادارة العامة.والتقرير السنوي الاول الذي صدر عن ديوان المظالم يلاحظ ان الشكاوى التي لم يكن بها خطأ من قبل الادارة العامه بلغ ( 641 ) شكوى من مجموع الشكاوى التي تم قبولها، وهناك شكاوى اخرى تم رفض عدد منها وحفظ عدد اخر كونها تخرج عن اختصاص الديوان او لا تنطبق عليها الشروط او لعدم استكمال الاجراءات بناء على رغبة المشتكي، والمفرح في تقرير ديوان المظالم انه انه تم تقديم ارشاد الى ( 177 ) شكوى مرفوضة اي ان الديوان لم يهمل هذه الشكاوى وقدم النصيحة والارشاد في كيفية متابعتها ، وهناك ( 105 ) شكاوى لم تزل قيد المتابعة الرسمية.
لقد تابع الاردنيون بفرح كبير زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني الى ديوان المظالم والاستماع من مديره والعاملين فيه الى الجهود التي يقوموا فيها في متابعة الشكاوى والملاحظات التي تقدم للديوان وكيفية التعامل معها ومتابعتها واسترجاع حقوق الموظفين ، وشدد جلالته خلال الزيارة على أن تحقيق العدل والمساواة بين جميع الموظفين بما يصون حقوقهم، ومواجهة جميع أشكال الظلم والتعسف والتمييز والاختلال الذي قد يلحق بهم هو الأساس لتطوير أداء القطاع العام، وتمحورت رسالة الملك التي اطلقها من ديوان المظالم الى كل مسؤول في اي مكان عمل في الحكومه او القطاع الخاص الى أن البيئة الوظيفية الآمنة التي تشجع روح الإخلاص والإبداع والانتماء تنعكس إيجابا على نوعية الخدمة المقدمة للمواطنين وتعزز ثقتهم بالمؤسسات الوطنية. ووجه جلالته الحكومة إلى تقديم كافة أشكال الدعم والتسهيلات اللازمة لضمان قيام ديوان المظالم بالمسؤولية الملقاة على عاتقه بكل كفاءة واقتدار، واعرب الملك عن اعتزازه في جهود الديوان في إنصاف المظلومين وتصويب أوضاعهم.
وبعد ،،، زيارة الملك الى ديوان المظالم تتطلب من الحكومه وتحديدا رئيس الحكومه القيام وبالسرعة الممكنة بالطلب من كافة المسؤولين في المؤسسات والوزارات والجامعات الحكومية يتقدمهم المسؤول الاول في ادارة هذه المرافق الوطنية ان يبادر الى تحصيح الاخطاء الادارية التي ارتكبوها، والحقوق التي اختلوسها من الموظفين العاملين لديهم، واعادة هذه الحقوق الى اصحابها ، وتوجيه كافة المؤسسات الى فتح ملفاتها امام ديوان المظالم والتعاون معه، ومحاسبة المسؤولين عن هذه التجاوزات واختلاس الحقوق الادارية او المالية للموظفين ، لا يوجد ابراج عاجية مغلقة محصنه عن المسائلة، والمدير الذي يعتقد بانه وشلله بعيد عن المسائلة؛ فهو واهم ويجب عليه اعادة فتح الملفات ومسح الاخطاء لا ان " يركب راسه " ويتمادى في الظلم وسلب الحقوق .ونتمنى على رئيس الحكومه ان يبادر فورا باخضاع كل من يعين برتبة مدير أو مدير عام او امين عام او رئيس جامعة لدورة تدريبية في ديوان المظالم قبل ان يباشر عمله حتى يعرف الحقوق التي له والواجبات التي عليه، ويستفيد من تجاربه وخبراته وعدم الوقوع في الاخطاء مستقبلا، وكل من ارتكب خطأ يجب ان يحاسب عليه، لا ان يبقى جالسا متربعا على كرسي غير جدير بالجلوس عليه.، والحقيقة المؤكده بانه لا يوجد في الاردن قانون او نظام او تعليمات فاسدة ، ولكن يوجد مسؤول فاسد ، والمسؤول الفاسد هو الذي يتطاول على حقوق الاخرين ويقدم الواسطة والمحسوبية والجهوية والقرابة على الحقوق المؤكده للموظفين ناسيا ومتناسيا بأن حقوق المواطن وكرامته خط احمر وهذه توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله .
مسك الكلام،،،، نيشان موشح بالفخر نعلقه على صدر مدير ديوان المظالم عبد الآله الكردي، واوسمه نقدمها الى نشامى ونشميات ديوان المظالم، هذه المؤسسة الوطنية التي نفتخر بها ونقدر جهودها وانجازاتها ومهنيتها ومنهجيتها في العمل ، والمؤسسات الناجحة التي تحظى بثقة الملك حفظه الله لها مكانة مميزة عند الاردنيين .
اكاديمي، تخصص علم اجتماع
ohok1960@yahoo.com