مقتل رئيسي ورفاقه .. أين الصندوق الاسود؟
كمال زكارنة
20-05-2024 11:46 AM
كل المعطيات والمؤشرات التي تحيط حتى الان بمقتل الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية الايراني، واعضاء الوفد المرافق للرئيس اثناء عودتهم من اذربيجان، على متن مروحية ايرانية ،تشير الى أن سقوط المروحية ناجم عن عملية مدبرة،اي ان ما حصل عملية اغتيال اسرائيلية مخططة ومنظمة ومبرمجة .
الاغتيال وارد بقوة لعدة اسباب ،اهمها حالة العداء الظاهرة بين ايران واسرائيل ،وتبادل الضربات وعمليات الاغتيال، وضرب المصالح بين الطرفين،اما بشكل مباشر او عبر الوكلاء ،متواصلة منذ عدة سنوات في البر والبحر،وعلى اراضيهما وفي الخارج.
ومن المعروف ان اهم واضخم قواعد التجسس الاسرائيلية في تلك المنطقة ،موجودة في اذربيجان على الحدود الايرانية ،وفي مكان اخر قريب من ايران وعلى حدودها ايضا،لكن في عملية الاغتيال هذه، استخدمت القواعد التجسسية الاسرائيلية الموجودة في اذربيجان.
السؤال الكبير المطروح حاليا ،لماذا انفصلت الطائرتان المرافقتان لطائرة الرئيس وهما مروحيتان ايضا ،عن السرب ،ولم تتعرضا لأي سوء ،اعتقد ان الصندوق الاسود،الذي يمكن ان يسهل على اجهزة الامن الايرانية الامساك بطرف الخيط لعملية الاغتيال، موجود في الطائرتين معا .
الفرضيات والاحتمالات التي سيقت على شكل توقعات او احتمالات لسقوط طائرة الرئيس المروحية،مثل الحالة الجوية ،التي اعتبرها اضعف الاحتمالات او الاسباب لسقوط المروحية،لأن تقلبات الجو السريعة المتتالية المتعاقبة خلال فترات زمنية وجيزة ،من امطار الى ثلوج الى ضباب الى حرارة منخفضة جدا ،خلال ساعات قليلة،رواية مشكوك بها،الا اذا كانت الاحوال الجوية تلك مفتعلة او مصطنعة،وقد حصل ان تسببت حالات استمطار، قامت بها اسرائيل وامريكا سابقا فوق ايران ،بفيضانات غامرة مدمرة في الاراضي الايرانية،وطالت دولا اخرى مجاورة لايران.
ثم ان شعور الطيار بالخطر ومواجهة حالة جوية صعبة بهذا الشكل ،ولم يطلق نداء استغاثة ،ونفس الحالة الجوية لم تؤثر على الطائرتين المرافقتين لطائرة الرئيس ،يثير العديد من الشكوك والاسئلة.
كما ان عدم وجود مؤشرات حتى الان، على حدوث عملية تفجير لطائرة الرئيس ،بعد العثور على حطام الطائرة،يبقي الشكوك تدور حول احتمالين هما الاقوى حتى اللحظة،وهما، استخدام التشويش الالكتروني على الطائرة والطيار،او استخدام مادة معينة تم وضعها داخل الطائرة قبل الاقلاع ،اثرت على تركيز الطيار بعد فترة زمنية معينة ،والطائرة في الجو،فقد الطيار اثرها القدرة على التركيز والتحكم بالطائرة ،مما ادى الى سقوطها .
الحالة الجوية الصعبة ،كان يجب ان تؤثر على الطائرات المروحية الثلاث ،وليس على طائرة الرئيس وحدها .
هناك لبس ولغز وسر كبير ،يضع علامة استفهام كبيرة جدا، حول اسباب مقتل الرئيس الايراني ورفاقه،لكن الاحتمال الاقرب والاقوى انها عملية اغتيال اسرائيلية مدروسة جيدا.
فمن الذي دس السم "المادة المخدرة او المؤثرة على تركيز الطيار" داخل الطائرة ،وهي في الاراضي الاذرية ،هذا السؤال برسم الاجابة ،لدى اجهزة الامن الايرانية.