ماذا نريد كشباب من الأحزاب السياسية؟
همام الفريحات
19-05-2024 10:26 AM
كثر في الاونة الاخيرة الحديث عن الأحزاب السياسية بين شباب وعن مشاركة الشباب في عملية صنع القرار، والسؤال الذي يطرح نفسه ما الذي نحتاجه من الأحزاب السياسية؟.
لقد كان نشأة الأحزاب السياسية في المملكة مُرافقاً لنشأة الدولة الأردنية وتشكيل كيانها السياسي فقد بدأت الحياة الحزبية في الأردن مبكرا، ففي عام 1956 تم تأسيس اول حكومة حزبية ترأسها سليمان النابلسي وتوقف النشاط الحزبي بين عامي 1957 - 1989 وفي عام 1992 تم إقرار قانون الأحزاب السياسي رقم 32 وكانت خطوة كبيرة في الحياة الحزبية الأردنية ثم زاد النشاط الحزبي في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني.
ودائما ما كان يشير له قائد الوطن بتفعيل الدور الشباب و الاستحقاق الدستوري لهم من خلال التمكين السياسي والمشاركة بصنع القرار، ففي كل لقاء لقائد الوطن يوجه مجلس الامة إلى دعم الشباب وتفعيل دورهم فهم عماد الوطن طاقات متفجرة.
ولكن كثيرا ما يُستبعد الشباب كمرشحين سياسيين وعادة ما ينظر إلى سياسة كمساحة للرجال ذو الحنكة السياسية، وفي حين أن المرأة غالبا ما تكون محرومة من فرص تلقي الخبرة في السياسة فإن الشباب يتعرضون للتهميش المنهجي، وذلك بسبب صغر سنهم والفرص المحدودة وقلة الخبرة.
الباب ما زال منحصرا داخل دوائر القوى العشائرية والمال سياسي وتوريث المناصب لرجال وسيدات نفذ كل مالديهم من إنجازات ان كانت سلبية او إيجابية وتجاوزت أعمارهم العمر الافتراضي لحدود طاقات العقلية والإنجازات لنفاذ كل ما لديهم من فكر و تقديم آراء الا انهم متمسكين بالمناصب وحب السلطة -للأسف- مما زاد من ضجر الشباب والتفكير في الهجرة من البلاد لقلة الفرص المتاحة لهم وتحطيم امالهم وطموحاتهم.
نحن كشباب نطالب من الأحزاب السياسية وأصحاب القرار بالعمل وتفعيل دورهم داخل الميادين السياسية و الاقتصادية والاجتماعية و ألا تكون المناصب فقط إلى أصحاب النفوذ والمال لان الشباب تريد أن تكون هي من تصنع القرار بمساعدة مع أصحاب الخبرة.
لا أعلم هل ستكون الانتخابات القادمة غير تلك التي اعتدنا عليها سابقا بحيث تكون نسبة جيدة مقاعد للشباب والنساء في مجلس النواب القادم؟.... نتمنى ذلك.
فإذا حاز الشباب والنساء مقاعد البرلمان فإن نسبة الدعم تزيد وهذا ما يلبي تطلعات ورؤي قائد الوطن وعدم تجاهل التوجيهات الملكية السامية بدعم الشباب، حيث أن لهم دور في تجديد الوضع الحالي للمجتمع من خلال الابتكارات الريادية والمهارات وخاصة الأساليب العملية الحديثة وتطور العلم و التكنولوجيا والشباب قادر على التحدي ومواجهة المجهول ويمتلكون الشجاعة الكافية للتصدي لكل ما يواجه الوطن في كافة المجالات، شباب أكثر تحرراً وانفتاحاً لذلك يمتلكون القدرة على تحقيق أهدافهم في تغيير السياسات حيث هم الأكثر دراية بالحقوق و الواجبات و الاحتياجات التي تخدم الصالح العام.
الشباب هم براعم الربيع لشجرة المجتمع، هم كالبذور المخفية في الزهور والنوى التي تحملها الثمار، وإن الحياة المشرقة والمزدهرة سوف تولد من هذه البذور والنوى، الشباب يعني المستقبل، ومستقبل أي أمة بدونهم يعتبر منعدماً. وإذا كان نقل قيم الأمة الإنسانية إلى الأجيال القادمة عبئا، فالحامل المقدس لهذا العبء هم الشباب.
يقول الراوي المعروف جورج دونالد: "تنتهي وظيفتنا في الحياة عندما نتوقف عن فهم الشباب"، أي أن الشباب هو المجهول الذي يجب معرفته، وكلمة السر لباب المستقبل التي يجب إيجادها..