facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إسرائيل من الداخل


داود عمر داود
16-05-2024 10:20 PM

يُعتبر الجنرال والخبير العسكري الإسرائيلي "إسحق بريك" من أشد الناقدين للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية. وتؤخذ انتقاداته على محملِ الجد نظراً لخدمته الطويلة، حيث أمضى ثلاثة عقود ونصف في العمل العسكري، تقلد خلالها مناصب رفيعة. وهو يتهم جيش الاحتلال ووزارة الدفاع، بسوء إدارة الحرب. وقد أخذ يوجه سهام النقد بشكل خاص بعد عملية "طوفان الأقصى"، في السابع من اكتوبر من العام الماضي.

وكان "بريك"، قبل ذلك، يتحدث عن "فقدان الروح القتالية" بين جنود العدو وعدم جاهزيتهم لأي حرب قادمة، وقد ثبتت صحة ملاحظته في غزة. أما الضباط فيقول إن وضعهم أسوأ بكثير، فهم يأملون أن لا تقع حربٌ خلال خدمتهم في الجيش.

وقد تحدث "بريك" في مقابلة مؤخراً عن الوضع فى رفح، ونتائج دخول جيش العدو إليها. وتطرق إلى الآثار السلبية على الكيان اجتماعياً، واقتصادياً، وعلى موقف العالم المناهض للاحتلال ولعدوانه على قطاع غزة والتعاطف الدولي مع القضية الفلسطينية.

جيشُ الاحتلال هش: يقول "بريك" إن جيش الاحتلال غير مهيأ للقضاء على "حماس". ويعزو ذلك إلى تقليص الجيش الإسرائيلي، على مدى سنوات، حتى أصبح جيشاً "صغيراً جداً". ويضيف "نحن في وضع خسرنا فيه الحرب في غزة، في كل الأماكن التي دخلناها وقمنا باحتلالها، إذ أن لدينا مئات القتلى، وآلاف المصابين، من بينهم مصابون بإصابات خطيرة، ثم انسحبنا من الأراضي وتركناها".

ويعلق أنه ليس هناك جيش في العالم يحتل أرضاً، (وبعد أن يحتلها، ويدفع أموالاً طائلة، يخرج ويترك الأرض). ويشير إلى أن الأراضي التي انسحب منها جيش العدو عاد إليها الآلاف من المقاتلين الفلسطينيين، (من خلال الأنفاق، إلى مدينة غزة، وجباليا، والزيتون والشجاعية، والآن أيضاً إلى خان يونس، وقد سيطروا على 80% من الأرض التي قمنا باحتلالها).

المقاومة تعيد بناء قوتها: ويشير "بريك" إلى أن المقاومة تعيد بناء قدراتها العسكرية من جديد، وأنها (ستعود إلى سابق عهدها خلال سنة أو سنتين، لأن كل الأنفاق في أيديهم، والأهم هي الأنفاق التي تمر من سيناء، تحت محور فيلادلفيا، بعمق 40 متراً، وترتبط بمئات الكيلومترات مع أنفاق غزة، حيث تتدفق عبرها الأسلحة بشكلٍ مستمر حتى اليوم).

ويضيف أن جيش الاحتلال لن ينتصر لأنه هو الذي (أوجد هذا الوضع بسبب عدم توفر أعداد كافية من الجنود كبديل للقوات الأساسية التي دخلت غزة) لإعطائها فرصة لإعادة التنظيم، وأخذ إستراحة، مما يؤثر سلباً على معنويات الجنود، ويُضعّف قدراتهم القتالية.

ومن ناحية اخرى يرى "بريك" أنه مهما بلغ عدد الذين خسرتهم المقاومة من مقاتليها فإنه (يأتي بدلاً منهم، إذ أن لديهم شبابٌ يريد أن يتجند. والأخطر من ذلك، بما أننا لم ننجح في تدميرهم فإن لديهم القدرة على إعادة بناء قواتهم بشكل سريع جداً، من خلال الأنفاق من داخل مصر، ومن خلال تعويض المقاتلين والقادة الذين سقطوا، وفي الواقع هم يشعرون بأنهم منتصرون).

الإبادة الجماعية أضرت بإسرائيل: ويقول إن المقاومة الفلسطينية تشعر أنها انتصرت وهي "على حق". إذ أن قتل الآلاف من الأبرياء المدنيين قد عمل لصالح الفلسطينيين لأن صور ذلك قد انتشرت في العالم (وتسببت لنا بأضرار كبيرة. فصورة الأم التي تحمل طفلها، والضحايا بين أنقاض بيت تم تدميره، يجعلهم منتصرين في كل العالم الذي أصبح يعادينا اليوم ويعزلنا، ولا يطيقنا، وهذه هي البداية، وسيكون الوضع أكثر صعوبة).

تلغيم رفح: ويشير إلى أن الوضع اليوم أن المقاومة قد قامت (بتلغيم رفح، كل بيت وفناء سوف ندخله سيكون لنا فيه خسائر كبيرة). ويضيف أن الأسوأ بالنسبة لإسرائيل أن آلاف المقاومين سوف ينتقلون إلى الأراضي الآمنة مع اللأجئين، (ولن نعرف كيف نميز بين هذا وذاك).

خسارة الحرب تعني الانهيار: ويخشى "بريك" أن يؤدي اجتياح رفح إلى (فقدان السلام مع مصر، ومع الدول العربية، وأن نفقد العالم، ونفقد المختطفين، ونفقد في الدقيقة الأخيرة الاحتمال الوحيد الذي تبقى لدولتنا). ويؤكد أن عملية "رفح" سوف تتسبب بضررٍ كبيرٍ جداً لإسرائيل، ولجيشها، ولن يتحقق أي شيء من هذه العملية.

لا يوجد طريقة للتغلب على المقاومة: ويضيف أنه في اللحظة التي تصل فيها إسرائيل إلى عجز جيشها عن الانتصار، (تكون قد خسرت خسارة كبيرة. وأنا أقولها، بكل صراحة، إنه لا يمكننا أن ننتصر بعد أن انسحبنا من الأراضي. وحتى لو لم ننسحب وبقينا هناك فلا يوجد طريقة للتغلب على حماس. فالهجمات التي سنقوم بها ستكون حرب استنزاف لسنوات. وإذا اتسعت رقعة الحرب واستمرت عندها سوف ننهار من ناحية عسكرية واقتصادية واجتماعية ودولية. وهذا ما يحدث الآن).

إنتصار إسرائيل غير وارد: ويقول "بريك" إن نتنياهو، وغالانت، وهرتسيا هاليفي، (يريدون أن تستمر الحرب بأي ثمن، لأنهم لا يملكون أي بديلٍ آخر يلجئون إليه. والجمهور الإسرائيلي يصدق مقولتهم أننا نستطيع أن ننتصر، ومعه الوزراء وأعضاء الكنيست، الذين يقولون يجب أن نستمر في القتال حتى نحقق النصر. وهذا غير صحيح، فقد خسرنا الحرب في غزة بالفعل. فالقتال حتى النصر سيؤدي إلى انهيار ودمار دولة إسرائيل، لأنه ليس لدينا القدرة على الانتصار على حماس لوحدها، ناهيك عن دخول أطراف اخرى وتحول الحرب إلى حربٍ إقليمية. يجب أن نعيد تنظيم الجيش الإسرائيلي بشكل فوري).

خلاصة القول: كذب مقولة الجيش الذي لا يُقهر: هذه هي الصورة القاتمة التي رسمها واحدٌ من قادة جيش العدو، تُظهرُ بوضوح أن اسطورة الجيش الذي لا يُقهر كانت عبارة عن كذبة كبيرة، بغض النظر عمن اخترعها وروج لها. وها قد جاء اليوم الذي مرغ فيه نفرٌ من المقاتين الأشداء أنفَ جيشٍ كان يُعتبر من أوائل جيوش العالم. وهذا يؤكد صدق مقولة الشاعر:
وما فلسطين إن صحت عزائمنا
بعيدةَ الدارِ تستعصي على الطلبِ
فارموا بأبصارِكم تلقوا منازلها
أدنى إلى القاصدِ المشتاقِ من حلبِ





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :