لا اريد في هذا المقال تناول انواع الضمائر في اللغة العربية : ضمير متكلم وضمير الغائب المذكر والمؤنث ، كما لا اريد ان اتحدث عن فلم سينمائي مصري قديم ايام الأسود والأبيض ، لكنني استعير العنوان لأتحدث عن التعددية والتي هي في رأيي علاج ناجع إذا تم الأخذ به سياسيا" واقتصاديا" واجتماعيا" وفكريا" وحضاريا" .
فغياب التعددية يعني سيطرة فرد على فرد أو مجموعة ، أو سيطرة دولة على أخرى، أو هيمنة فكر أقصائي على عباد الله . وقد حسم الإسلامُ الموضوع فقرر " لا إكراه في الدين " وجعل التعددية آية من الآيات الدالة عليه سبحانه" واختلاف ألسنتكم وألوانكم" ورفض الفرعنة الدكتاتورية فقال مستنكرا" سياسة فرعون :ما أريكم الا ما أرى
ولفت نظرنا إلى اختلاف التربة التي خُلق منها الإنسان " ومن الجبال جدد بيض و حمر مختلف ألوانه وغرابيب سود " وفسر الآية حديث نبوي ان اختلاف التربة جعل الناس في ألوان شتى .واختلفت الديانات والحضارات والعادات والطباع حتى بين الاخوة فالأمر محسوم ولهذا اعتمدت بعض الدول تعليم أطفالها في المدارس فور دخوله المدرسة عبارة : أنا لست أنت. وصار معروفا" لديهم تعدد الآراء وتنوع الناس وانبنى على ذلك حب الاستطلاع والتعرف .
التعددية تريح النفس وتزيل التوتر والحقد والحروب والهيمنة والدكتاتورية وكل المظاهر السلبية بين البشر .
لما تركوا التعددية ظهرت الحروب وما تبع ذلك من قتل ودمار وتشريد ودمار اقتصادي . ولما تركوا التعددية صارت المؤامرات ونشط الكيد والتخطيط السلبي . وترسخ الحكم الدكتاتوري وزاد عدد السجون وارتكبوا المجازر في المعتقلات . رفضنا التعددية فدفعنا الثمن في حرب لبنانية أهلية ، وحرب في تركيا بدعوى انفصال الأكراد ، وزالت مملكة الأحواز العربية على الشاطئ الشرقي للخليج العربي .
حتى أننا على الصعيد الأسري وجدنا أسر فيها القتل واخرى التشريد وثالثة الطلاق ورابعة المشاكل المستدامة وخامسة عيش المغلوب على أمره.
لا حل لمشكلات العالم الا بإقرار التعددية والتحضر والتعارف وتبادل المنافع بدل المدافع .
ما أقوله خيال ولكنه هو الطريق والا فسيستمر الفساد في الأرض على يد من طلب الله منهم ان يعمروها .