تُوْقُظني الليلةَ من نَوْمي
تُلبسُني «كَرْمِلَها» سيفاً
وتُعيدُ إلى عَيْنَيَّ اللَّونَ،
وتَمْسَحُ عن شَفَتيَّ الحُزْنَ،
وتُنْسيني «ثَلْجَ المنفى»!
وأُنادي: يا وَجْهَ حبيبي
يا قَمَراً يَمْلؤني صَيْفا
يا وَتَراً مَسْكوناً بالجمرِ:
اغْمُرْنا عَزْفاً، أو نَزْفا
واحْمِلْنا احملْنا في الآفاقِ
وخُذْنا للبَحْرِ المُشتاقِ..
لِنُرسيَ فيهِ مراسينا..
ونُطَهِّرَ عُشْبَ أيادينا
من وَسَخِ الأيام العَجْفا!!
وأُنادي: يا نَخْلَ حبيبي
كُنْ ظِلّي الوارفَ، والمَرْفا
والبيتَ الدافيءَ، والمَلْفى
يا قَلْبَ حبيبي كُنْ قَلْبي
والزّنْدَ الأَسْمَرَ، والكَفّا
.. ولكي لا يَبْقى نَبْضُ رَغيفي
آَخِرَ نَبْضٍ في الأَقْمارْ
ورَصيفي آخِرَ خَدٍّ في الأَشْجارْ
ونَزيفي جَمَلاً يَرْكَبُهُ التُّجارُ،
وزُوّارُ الآثارْ..
يا خَدَّ حبيبي كُنْ تُفّاحَ النّار
وأَحْرِقْ مَنْ يَستَجْدي باسمِكَ
عَطْفاً، أو لُطْفا
واصرُخْ بالمَنْفيّين التَّعبانينَ، وبالمَنْفى
لا يَرْكَبْ أَحَدٌ منكم جُرحي،
فقد اسْتَيْقَظَ فيهِ «الكرملُ» سَيْفا!!
* إلى حفيدي «طَلال» الذي سألني: كَم كان عُمْرُك حين غادرتها، لأُجيبَه: كنتُ في مثل عُمرك الآن «ستّ سنوات».. وإلى سائر الأحفاد أَيضاً!!
الدستور