من النكبة 48 الى غزة .. بين متفرج ومذبوح
د.بكر خازر المجالي
14-05-2024 05:43 PM
ثلاث بدايات للمأساة
اين كانت بداية النكبة؟
ليس لدينا الجرأة الكافية للقول أن البداية الاولى كانت مع صدور قرار التقسيم رقم 181 تاريخ 29 تشرين الثاني 1947. وقد نصح الملك الشهيد عبدالله الاول العرب بأن يدرسوا القرار ويتعاملوا معه، وقال: إن فاتكم ذلك ستهزمون ثانية وثالثة ورابعة.
واستمر العرب وخاضوا معركة هي مسرحية بين انسحاب وتثبيت لحدود خط الهدنة، وخسرنا علاوة على قرار التقسيم 33% من ارض فلسطين.
والبداية الثانية في حرب 67، خضناها بغرور وعنجهية في غياب المعلومات والتخطيط، بل سيطرة الوهم في الظفر القاهر، وتضاعفت خسارة الارض وزد عليها الجولان وسيناء.
اما بداية البدايات فهي اوسلو، وبموجبها سيطرت اسرائيل على ارض فلسطين ببنود جائرة قيل انها تمهيدا لقيام دولة فلسطينية بعد عدة سنوات. ولكن كانت المأساة في تفتيت القرار الفلسطيني وتمزيق التنسيق العربي ودفع العرب خاصة الاردن الى توقيع اتفاقية سلام طالما تخلت فلسطين عنه وما ارادت دعمه او اسناده.
والابلغ هنا انقسام هو البداية لانقسام وتشرذم على الساحة الفلسطينية. ووصلنا الى انقلاب حماس عام 2007، وهنا يتذرع الاسرائيليون بقولهم مع من نتفاوض ومن صاحب الشرعية؟
ولكن هناك قواسم مشتركة في هذه المسيرة على مدى اكثر من سبعة عقود:
الذبيح واحد، والمشرد واحد، والقاسم الاقوى هو وجود المقاومة التي لا يمكن ان تتحول الى جيش يسهل تفكيكه وهزيمته ، بل هي جذوة نار يستمر اشتعالها حتى تحت الرماد.
غزة تتعرض لأشرس هجمة بلا انسانية وبلا قواعد القانون الدولي وبمخطط شيطاني قرأنا عنه في البروتوكولات وفي تعاليم ابادية ،
وهل نبقى في خانة الوصف وقرارات دولية وادانات واهلنا يبادوا ؟؟ بالطبع لا حول لنا ولا قوة ، فتزدحم مدرجات المشاهدين ، وان كانت هناك جهود هنا وهناك ، ولكن ما وصلت الى الجهد الاردني ، فمنذ اليوم الاول للعدوان وجلالة الملك عبدالله الثاني يحذر من العواقب والنتائج التي بدأنا نلمسها ، والاردن في قلب المعركة من خلال مستشفيين في غزة وخان يونس ، وانزالات جوية شبه يومي ، وقوافل برية مستمرة ، واعانات من الشعب الاردني تتواصل ومرضى غزيين يصلون الى الاردن .
ولكن لا زالت هناك اسئلة تبحث عن اجابات ، وقد نتوقع اجاباتها،
والاهم اين العروبة والقومية وشعارات الصمود والتصدي ؟؟
طوبى لك يا اردن الخير والعزم