عندما يهدد غراهام بالقنبلة النووية!
ايهاب الدهيسات
14-05-2024 05:01 PM
عندما تضيق الكارثة بمقاس الكلمات نميل للصمت، نتألم بهدوء، فأي محاولة توصيف لما يجرى بحق أهلنا في غزة قد تقلل من شأن المصاب.
ولكن في المقابل ثمة قيادات في الولايات المتحدة لم تكتفي بعد من دماء الأبرياء ، فتقوم بالتصريح دون بذل أي جهد بانتقاء الكلمات، ليصوبها بشكل عشوائي نحو اجساد الضحايا التي ما زالت تنبض بالحياة.
لطالما كنت احترم السيناتور غراهام بسبب مواقفه المؤيدة لترامب، ولكن بعد تصريحاته الأخيرة بشأن غزة سقطت عنه كل الأقنعة واتضح أنه ليس إلا مسخ بشري خدمته الظروف ليكون بسدة الحكم.
تناسى غراهام أن قصف هيروشيما وناكازاكي بالقنابل النووية هو أكبر وصمة عار بتاريخ الإنسانية إلى جانب المحرقة النازية، فظهر متبجحا بمسح مدن مكتظة بالسكان عن وجهه الخريطة ومطالبا بإعادة مشهد حرق البشر الأحياء من خلال تزويد اسرائيل بالقنابل النووية بهدف استخدامها ضد غزة ! .
حتى نتنياهو وعندما طالب أحد وزرائه باستخدام السلاح النووي علق على ذلك بأنه أمر خارج نطاق المنطق، فكيف لسيناتور امريكي أن ينحاز بهذه الوحشية وأن يتطرف بكل بشاعة نحو الحرب العالمية الثالثة متناسيا أن الصين وروسيا أيضاً تملكان السلاح النووي ، وأن العالم لن يقف متفرجا إذا ما بدأت فعاليات استعراض يوم القيامة، على الأقل سيكون ذلك مبرراً لاستخدام السلاح النووي في نزاعات مشابهة مثل أوكرانيا او كشمير او بين الكوريتين.
القنبلة النووية ضد من تحديداً ؟ ألم يكتفي غراهام وهذه الوحوش البشرية في حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف بقتل خمسة وثلاثين الف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، ليخرج علينا بوجه دراكولا كما لو كان خارجاً من لعبة الأخطبوط وباحثا بخياله المريض عن مستوى أعلى من الإجرام، وهو الذي لا ينفك عن استغلال اي مناسبة ليهاجم الرئيس الروسي بوتين واصفاً إياه بمجرم حرب.
على الأقل بوتين لم يهدد أحدا بالسلاح النووي ، وإذا ما كان العالم يتجه إلى النهاية فالسبب بهذه التصريحات الغير مسؤولة ، والتبجح باستخدام السلاح النووي كنقطة عمياء من التفوق الذي غاب عن غراهام وأمثاله بأنه لم يعد حكراً على دولة او حلف بعينه.
في مقابلتها الأخيرة قالت الملكة رانيا أنها دائماً تبذل جهداً كبيراً بوضع نفسها مكان الآخرين قبل أن تحكم عليهم، فكانت العبارة بمثابة حكمة ودرس أخلاقي لكل إنسان تقدم للعمل العام ، فشاهدت تعليقا لمواطن امريكي يقول أن هذه الملكة تتكلم افضل من جميع القيادات لدينا، وبالفعل نحن وللأسف أمام قيادات في الغرب لا تبذل أي جهد ليس فقط بوضع نفسها مكان الآخرين ، بل حتى بالتفكير بأنفسهم ومستقبلهم لأن الحديث بهذه السذاجة عن القنبلة النووية في عالم متناقض ومزدحم بالدول النووية لن يبقي احدا على وجه الأرض.