موكب العرجاني .. والاغاني التائهة في رمال سيناء
أحمد سلامة
14-05-2024 04:51 PM
وزع على نطاق واسع ومحموم امس، فيديو موكب الزعيم الملتبسة هويته (مصري / فلسطيني) الحج ابراهيم العرجاني وتزامن مع موكب السيارات الامريكية الباذخة الرفاه، بث اغنية عجيبة في لحنها وكلماتها تزف بشرى ولادة قائد جديد، وتلتمس من الله العلي القدير، أن يحرسه!!
الى اين يتجه هذا الموكب ؟! سؤال برسم القلق
قبل محاولة الاجتهاد في تحليل اتجاه موكب الزعيم الجديد فانني ولشدة ذهولي من امرين متلازمين سادا في منطقة الشرق الاوسط لعشرات من السنين خلت !!!
الاول: قدرة القاهرة وعبقريتها في المفاجأة بصناعة الزعماء في ليل مفاجئ وشحنهم بروية الى دوائر الفعل في الوطن العربي (اليمن / السلال .. العراق / عبدالسلام عارف / … فلسطين / ياسر عرفات / الجزائر . بن بيلا / السودان / جعفر نميري … وليبيا / القذافي)
ان القائمة تطول والابحاث تحتاج الى سنوات عديدات حتى يتمكن المرء من استخلاص الموجبات والاسباب المصرية في تعليب مثل هذه القيادات… لكن يحسب لمصر واجهزتها المهيمنة بصرف النظر من يكون في (قصر الاتحادية) تنفيذ اية رغبة في خلق (زعيم الضرورة) !!
الثاني: ان تبعية بمعنى اللذة تهيمن على الفعل الفلسطيني حين يتعلق الامر بتنفيذ اوامر المحروسة!! (مبارك) في ارجح الروايات صرخ في وجه الزعيم المدهوش في الزعامة المصرية (لهجة وسياسة) ابو عمار وقال له (امض يا اسمك ايه) ومضى دون تردد!!
ومن قبله ناداه (السادات) ليتخلص من التزام وقعه عبد الناصر للاردن بانه لن يفتح قناة السويس ولن يجري اي صلح إلا بإعادة القدس والضفة الغربية للاردن وابلعه الطعم (طعم السم الممثل الشرعي والوحيد) واقبل عليه الزعيم طائعا راضيا وفلسفه على انه قرار فلسطيني ثوري افضى بانقى ظاهرة كفاح فلسطينية (فتح) لتكون بوليسا يذود عن حمى اليهود ويدعم وجودهم في ارض فلسطين!!
ومن قبل… فان من وافق واقر مبادرة روجرز في وقف اطلاق النار عام ١٩٧٠م كان المرحوم جمال عبد الناصر وليس الاردن، لكن اعلان الحرب تم على الاردن وعلى ارضه واستبيحت سيادته ومن لاذ به واستنجد به الزعيم الفلسطيني الخالد (ابو عمار) كان هو جمال عبد الناصر نفسه.
واليوم.. تشهد المنطقة بهدوء وروية ميلاد زعيم جديد (قدماه في سيناء وعيونه في بئر السبع) بطبيعة الحال ما بينهما (غزة)!
وهذا الزعيم (العرجاني) يحمل الغازا واسرارا ونوايا الله وحده يعلم ما هي
كل هذه الخاطرة، قد راودتني ليس اعجابا في مصر وادارتها لازمة غزة وليس دهشة بسرعة صناعة هذه التركيبة العجائبية التي لا يقدر عليها سوى مصر وحدها! بل كل ما حفزني للكتابة حزنا عتيقا يسكن في داخلي!
تخيلت لوهلة ان الذين يعترضون على دور الاردن في ازمة غزة ويصفون الاردن وسياسته باقذع صفات اللوم والتجريح والنقد.. تخيلت لوهلة لو ان الاردن من اقدم على هذه الخطوة ماذا ستكون ردة الفعل!
احسست ان نيكولاي تشاوتشيسكو سيصحى من مثواه ليشجب ويستنكر!
طيب اسقاط المسيرات تعرض لشجب ممن هم بين ظهرانينا واعتبر مؤامرة! وقصة البندورة، واغلاق السفارة المغلقة والخ…
السؤال السؤال السؤال.. اين كل هولاء من اغنية ولادة الزعيم العرجاني!؟ كلمة واحدة ما سمعناها
انا لا احرض ضد العرجاني ولا تعنيني زعامته او خروجه من اللعبة كما دخل وليس في قائمة اهتماماتي الوطنية ولا القومية لكنني مهتم بالالسن والعقول التي ترصد كل شيء وتنتقد اي شيء حصل وشيء لم يحصل وفجأة يحدث (صمت القبور)
يا لعزتك يامصر ما اقوى ذاكرتك وما ارقى مهاراتك في صناعة القادة وتبديلها!؟ ويا حوف على الذين لا يتمرجلون الا على الذين هم منهم ولهم!
شرعي ووحيد !؟ وابو عمار لا تعبس !! ويحفظ ابو عصام العرجاني !؟ كلها اغاني باغاني.. على الاقل سيبوها لمن اسال دم الصهاينة لاول مرة في تاريخ الصراع ولم يركب باخرة ولم يعد تحت حراب احتلال
يا ليت حماس تتقن السياسة مثلما اتقتت روح التضحية والافتداء.. بادروا بادروا ايها الابطال الى عمل سياسي ينجيكم من شيء غير محمود