انضم السيناتور الامريكي هسندلي غراهام الى وزير الطاقة الاسرائيلي ايلي كوهين،بالدعوة الى استخدام السلاح النووي في قطاع غزة،لابادة سكان القطاع جميعا واراحة اسرائيل منهم،وانهاء الحرب الدائرة في القطاع نوويا،بغض النظر عن حجم الجريمة والكارثة التي يدعو لها غراهام.
خطورة هذه الدعوة لا تكمن فقط بحجم ما ينتج عنها من كوارث،وانما الاتعكاسات والارتدادات الكثيرة التي ستنتج عنها،ابرزها ،ان هذه الدعوة التي تنطلق من اسرائيل ومن امريكا ،تجعل امكانية حدوثها وتنفيذها على ارض الواقع امرا ممكنا وواردا ،لكن عن اي نووي يتحدث غراهام،هل سيؤثر فقط على مساحة قطاع غزة ،ويستهدف سكان القطاع ،هل سيمنع غراهام تأثيرها على الدول المجاورة ،وهل سيصبح استخدام النووي ضد اخرين غير قطاع غزة امرا واردا ايضا،بالنسبة للسيناتور غراهام والوزير كوهين،ومن المرشح القادم لضربة نووية بعد غزة .
ألم يشبع الامريكان والكيان الغاصب حتى الان من دماء ولحم الشعب الفلسطيني ،ألا يعلم جراهام ان الاسلحة الامريكية الاسرئيلية التي القيت على قطاع غزة تعادل اكثر من ثلاث قنابل نووية ضخمة ؟
هذه الدعوات لا ترعب ولا تخيف الشعب الفلسطيني لأن اسبابها معروفة ،اول هذه الاسباب الهزيمة في الحرب على غزة ،والفشل الذريع في تحقيق اهداف الحرب المجنونة على القطاع،والخسائر الفادحة التي يتكبدها العدوان خلال هذه الحرب،والصمود الاسطوري للشعب الفلسطيني في وجه العدوان ،ورفض التهجير واللجوء خارج ارض الوطن الفلسطيني،والازمات الداخلية التي يواجهها الاحتلال،والغضب العالمي جراء حرب الابادة الجماعية التي تشنها امريكا واسرائيل على قطاع غزة،وانعكاسات هذه الحرب على الشارع والرأي العام والشعب الامريكي والشعوب الاوروبية،والتغيرات الكبيرة والجذرية في المواقف الدولية،على الاقل شعبيا ، من اسرائيل وامريكا لصالح الشعب الفلسطيني،وبروز النزعة الجامحة للقتل والاجرام والارهاب،من قبل امريكا واسرائيل ضد الشعوب الاخرى ،وخاصة الشعب الفلسطيني.
اليأس والاحباط نتيجة الهزيمة والفشل ،تدفعان بعض المسؤولين الاميركيين والاسرائيليين ،مثل غراهام وكوهين،للدعوة الى ارتكاب حماقات كارثية ضد الشعب الفلسطيني ،لتعويض الهزائم التي لحقت بالاحتلال والخسائر التي تكبدها وما يزال خلال الاشهر السبعة الماضية في قطاع غزة.
الكيان الغاصب على حافة الانهيار،فهو يعيش اليوم حالة من التفكك والانقسام ،قد تتطور الى صدام داخلي عنيف بسبب سياسة نتنياهو وحكومته الفاشية العنصرية.
لا مخرج لحكومة الاحتلال والحفاظ على بقائها،وعلى تماسك المجتمع الصهويوني في الكيان الغاصب ،الا استمرار الحرب على قطاع غزة والانشغال بها، او افتعال حربا اخرى لاشغال الكيان بها.
غياب القيادة الجماهيرية في الكيان، القادرة على لملمة صفوف المعارضة ،ومنافسة نتنياهو وحكومته بقوة ،من اهم اسباب بقاء حكومة اليمين الفاشية في الكيان حتى الان.
حراك امهات الجنود الاسرائيليين القتلى والجرحى والذين يخدمون في قطاع غزة،وانضمامهم الى احتجاجات ذوي الاسرى الاسرائيليين لدى المقاومة ،من اهم عوامل الضغط على نتنياهو وحكومته للموافقة على صفقة التبادل ووقف الحرب بشكل دائم ونهائي.
"زبالة .. ومجرم " ،كلمتان تشكلان الخطاب الجماهيري المشترك للاسرائيليين، الموجه لنتنياهو خلال هذه الفترة.