مشاهير التواصل الاجتماعي وغزة
خولة كامل الكردي
14-05-2024 09:05 AM
يشعر الإنسان في هذه المرحلة الحرجة من حياة أمتنا العربية والإسلامية، أنه من الضروري وضع الأمور في نصابها وأحداث ومواقف في مكانها الصحيح، وفي خضم حرب الكيان الإسرائيلي على غزة وارتفاع أعداد الشهداء والجرحى وجلهم من الأطفال والنساء، وخروج معظم المرافق الصحية عن الخدمة والمتبقية على شفا الإنهيار، والكارثة الإنسانية تتفاقم يوماً بعد يوم خاصة بعد الاجتياح الإسرائيلي الهمجي لمعبر رفح، والذي يشي عزم حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة توسيع عملياتها العسكرية في رفح، يظهر في زاوية ما من تسلسل الأحداث جدلاً واسعاً حول مشاهير التواصل الاجتماعي ودعمهم لغزة.
مع تصاعد الحرب الشرسة ضد أهلنا في القطاع، وتشديد الحصار عليهم وتكثيف القصف المجنون، تزداد معاناتهم وحاجتهم إلى الدعم الكبير والمتواصل، نرى بعض مشاهير التواصل الاجتماعي يتجاهلون الإشارة إلى ما يحدث في غزة، وما يتعرض له أهل القطاع من قتل وقصف وتجويع ونزوح، وعلى الجانب الآخر ثلة قررت التوجه إلى القطاع وتعريف الناس على حجم المأساة التي يعيشها كل مواطني القطاع، وهذا بحد ذاته من الأهمية بمكان للتأثير على الجماهير العربية لمساندة أهل غزة بقوة، وتقديم المساعدة والإغاثة العاجلة لهم.
لا صوت يعلو فوق صوت الحرب، لم يكن من المنطق التهوين من تلك الجهود التي يقوم بها قلة من مشاهير التواصل الاجتماعي، بحجج ومبررات مختلفة، لسنا بصدد التطرق إليها لاعتقادنا أن من يذهب في هذه الأوقات العصيبة إلى غزة، قد لا يرجع إلى بلده مرة أخرى ربما يكون مصيره مثل مصير العديد من أهل غزة إما الشهادة أو التعرض للإصابة، فالسؤال الملح ما الذي يجبر أولئك على ترك أهلهم ووطنهم والتوجه نحو أكثر مكان خطورة في العالم والذي قد يفقد حياته فيه.
ما أحوجنا أن ندعم أهلنا في القطاع بكل السبل والوسائل المتاحة، ومشاهير التواصل الاجتماعي الذين دخلوا القطاع وشاركوا أهلها مصابهم وأوجاعهم هم جزء هام من دعمهم، سواء اختلفنا أو اتفقنا مع الجدل حول ذلك، لكن لا نستطيع أن نغفل أنهم وضعوا بصمة محمودة تبقى في ذاكرة الغزيين، أما الخوض في النيات فالنية لله ولن نكون بأي حال من الأحوال الحكم على ما يجول في قلوب الخلق، قاموا بخطوات جادة وعملية بينما كثيرين لم يقوموا بها واكتفوا بالتنظير في مواقفهم، في حين تناسوا مشاهير اكتفوا بجني أرباح لقنواتهم والحرص على زيادة متابعيهم، وكأن شيئاً لم يكن وأهل غزة يتعرضون لأبشع إبادة يشهدها العصر الحديث.
التاريخ سيسجل المواقف المشرفة والأخرى المخزية، وسيكتب عن أولئك الذين وقفوا بجانب غزة ولم يتخلوا عنها، ولم يعبأوا بزيادة عوائد قنواتهم وخسروا أناس مقابل ذلك، واختاروا مساندة أهل غزة والوقوف بجانبهم بالاحترام والتقدير.