وزارة التربية والتعليم .. مؤسسة تربوية عريقة فلا تظلموها
د. ريما زريقات
14-05-2024 08:12 AM
أبدأ كتابتي هذه بطرح سيرتي حيث أنني درست رياضيات وإحصاء في جامعة مؤتة، التخصص الذي أعشق والذي اخترته عن قناعة ومحبة، فقد عشقته من محبتي لمعلمة الرياضيات المميزة والمحفزة، مس ماري، ولن أنسى حين كانت تستدعيني لحل مسائل رياضيات لطالبات الصفوف المتقدمة عن صفي متباهية بي في مدرسة الربة، شكرا لكل معلم محفز ومعزز، والحمدلله في الجامعة، كنت الأولى على التخصص وعلى دفعتي وأنهيت دراستي الجامعية بثلاث سنوات وفصل صيفي.
وبعد ذلك ولحاجة القسم تم تعييني مباشرة بوظيفة مساعد بحث وتدريس وبعقد في قسم الرياضيات والإحصاء مع بداية الفصل الدراسي الأول وبترشيح دكاترتي الأفاضل ورئيس القسم آنذاك د.إبراهيم، له كل التقدير، وقد تم ابتعاثي في ذلك العام لبريطانيا للماجستير والدكتوراة ،لكني لم ألتحق بهذا الابتعاث، وبعد عام تعينت معلمة في وزارة التربية والتعليم، وبكل صراحة لم أجد نفسي إلا في وزارة التربية والتعليم والحمدلله.
وبدأت مباشرة بتدريس التوجيهي العلمي وكنت بمدارس الكرك الريادية ونهلت على يداي طالبات متميزة أثبتن جدارتهن بعد تخرجهن والتحاقهن في مختلف مواقعهن الوظيفية، ما أريد الوصول إليه هو أن المخرج وهو طالب متمكن علميا يعتمد على جميع عناصر العملية التعليمية، طالب ومعلم ومقرر مدرسي، لا يوجد طالب ضعيف، هناك طلبة بقدرات متنوعة وذكاءات متعددة وأنماط شخصيات مختلفة وأنماط تعلم متعددة واستعداد مختلف.
حين بدأت التدريس ولأن الفجوة موجودة بين طالب جامعي حديث التخرج متخصص وبين طالب مدرسي حتى بالثانوية العامة، وكون الفجوة موجودة بين مساقات الجامعة في تخصص الرياضيات والمقررات الدراسية للرياضيات في وزارة التربية والتعليم وقد كان منهاج الثانوية العامة جزء من محتوى مساق رياضيات 101 وهو أول مساق في الفصل الأول، أتذكر أنني كنت ذات مرة أشرح أو احل مسألة رياضيات شفويا لاعتقادي أن هذا أبسط موضوع بفكري كطالب جامعي حديث التخرج، في نهاية الأسبوع الأول طلبت من الطالبات تقديم تغذية راجعة مكتوبة دون كتابة الاسم، فكانت بعض الملاحظات انك معلمتي تشرحين بمستوى عالي، والبعض نحن لا نتمكن إلا بالكتابة على اللوح بخطوات، فهنا أيقنت الفجوة العلمية بيني وبين الطالبات وقمت بتغيير أسلوبي وافترضت أن الطالبات لا يوجد لديهن أدنى معلومة وسأبدأ من الصفر، وبدأت بالمهارات التأسيسية والتكاملية، واستطعنا تحقيق النتاجات المرجوة بحمد الله.
لماذا طرحت ذلك ؟ طرحت ذلك لأني قرأت أن سبب ضعف الطلبة باللغة الإنجليزية هو ضعف معلمي اللغة الإنجليزية، حقيقة لا يوجد معلم ضعيف بتخصصه، فغالبية المحتوى المدرسي يقابل أبسط مساق للسنة الأولى في التخصص الجامعي، لكن المعلم حديث التعيين بحاجة للتأهيل والتدريب في استراتيجيات التدريس ومتابعة حثيثة من المشرف التربوي، متابعة إرشادية وتوجيهية تخصصية وليست تقييمية، ليس السبب في ضعف الطالب هو ضعف معلم، نسبيا الأسلوب وهناك أسباب كثيرة جدا، كيف يكون معلمنا ضعيف وهو يخضع لامتحان تنافسي ويجتازه ومقابلة ووووو، وكيف ضعيف و99% من أساتذة الخصوصي هم من المدارس الحكومية، وكيف ذلك إن كان غالبية المتقاعدين يتوجهون للمدارس الخاصة ويتم البحث عنهم وتعيينهم لخبرتهم، كيف توصلنا لضعف الطلبة باللغة الإنجليزية ولماذا هذا التصريح ؟!
تارة طلبة العاشر لا يقرؤون ولا يكتبون، وتارة ضعف الطلبة باللغة الإنجليزية وتارة ضعف معلمي اللغة الإنجليزية! عفوا لماذا تم فتح المدارس إذا، لماذا يتم تعيين معلم ومدير ومشرف ومدير تربية وووووو؟! لماذا نلوم الطالب والمعلم فقط؟ أين هم المعنيين والمتابعين: مدير المدرسة والمشرف وووووو، هل لدينا أرقام وبيانات بضعف الطلبة وضعف المعلم؟ الطالب والمعلم بحاجة لبيئة تعلم وبيئة تعليم مناسبتين وبحاجة للدعم والتعزيز والتحفيز، ثم لماذا المقارنات مع المدارس الخاصة، هناك فرق بين برنامج وطني وبرنامج دولي، يجب أن تكون المقارنة بين طلبتنا في المدارس الحكومية والبرنامج الوطني في المدارس الخاصة فقط، من قال أن جميع طلبة المدارس الخاصة بالبرنامج الوطني متمكنين باللغة الإنجليزية، وأغلب المعلمين أيضا حديثي التخرج والتعيين فيها، لكن المعلم في المدرسة الخاصة يبذل قصارى جهده لكي لا يخسر وظيفته ، وولي الأمر يتابع بشكل حثيث لأنه يدفع رسوم مدرسية بتعبه وجهده.
ما أريد أن أختم به، أن جميع المعارف والخبرات التي اكتسبناها كانت من وزارة التربية والتعليم، لا أعتقد أن هناك وزارة تقوم بتأهيل كوادرها وموظفيها كما تقوم وزارة التربية والتعليم مع كل الاحترام، هناك تدريب وتأهيل نوعي وتخصصي ومتقدم لجميع الوظائف التربوية بداية من وظيفة معلم فمنذ تعيينه وحتى قبل دخول الغرفة الصفية، وزارة التربية والتعليم وزارة عريقة، أنتجت للوطن قيادات مميزة نفخر بها في كل المواقع، فلا تظلموا وزارة التربية والتعليم يا سادة ....وللحديث بقية.