facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




احتجاجات الجامعات الامريكية والغربية على غزة والضمير العربي


أ.د تركي الفواز
13-05-2024 11:32 AM

في زمن الصراعات والتحديات السياسية، تتضح معاناة الشعوب بوضوح، ومن بين هذه المعاناة تبرز محنة الاهل في قطاع غزة بشكل بارز، وتتزايد هذه المعاناة بسبب خذلان الدول العربية، فبينما يتصدى طلبة الجامعات الأمريكية والغربية بقوة وتصميم لدعم ومساندة شعب غزة، نرى الدول العربية تقف موقف المتفرج ولا تحرك ساكن.

لقد اخذ مسار الاحتجاجات الطلابية المناصرة لغزة والمناهضة للكيان الاسرائيلي المحتل طريقاً انطلق من امريكا وصولا إلى أوروبا، واجتاحت هذه الاحتجاجات الطلابية أعرق الجامعات العالمية الامريكية والاوروبية، حيث يدعو الطلاب جامعاتهم إلى الكشف عن استثمارات هذه الجامعات في الشركات والمنظمات المرتبطة بإسرائيل وحربها على غزة وسحبها، مع رفض بعض الادارات الجامعية سحب الاستثمارات من إسرائيل، إذ ان أكبر 30 مؤسسة في الولايات المتحدة تمتلك وقفًا جامعيًا واستثمارات بأكثر من 493 مليار دولار بحسب أرقام عام 2023.

فما هو بالضبط مفهوم سحب الاستثمارات وكيف يريد الطلاب أن تقوم جامعاتهم بسحب الاستثمارات؟

يعني مفهوم سحب الاستثمارات ان يتم سحب الاستثمارات في بعض الشركات التي تم إنشاؤها بأموال من صندوق الهبات التابع للجامعة، اذ تمتلك الجامعات التي جرت فيها الاحتجاجات الطلابية ثروات هائلة تقدر بمليارات الدولارات المستثمرة في الأسواق المالية، لا سيما في الأسهم والعقارات وصناديق الاستثمار الضخمة. ويعني سحب الاستثمارات ببساطة بيع الممتلكات، ومن الأمثلة على سحب الاستثمارات ما قامت فيه جامعة كولومبيا في الثمانينيات حيث باعت ما قيمته 39 مليون دولار من الأسهم التي كانت تمتلكها في شركات مثل كوكا كولا، وفورد، وموبيل أويل، بعد احتجاجات الطلاب على الشركات التي كانت تتعامل تجارياً مع جنوب أفريقيا ابان حكم الفصل العنصري، إن المطالبة بسحب الاستثمارات ليست جديدة في الحركة المناهضة للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، في الواقع يعد سحب الاستثمارات جهد دولي يدعو إلى مقاطعة الشركات المتواطئة مع اسرائيل، ومن شأن ذلك ان يفرض ضغطاً كبير على هذه الشركات لسحب استثمارتها.

وطالب الطلاب المتظاهرون في جامعة كولومبيا من ادارتها بسحب استثماراتها من الشركات التي يعتقدون أنها تستفيد من الحرب الإسرائيلية على غزة، ومن هذه الشركات: لوكهيد مارتن، وهيكو، وبلاك روك، وجوجل، ومايكروسوفت، كارولين آن بيسونيت، بينما دعا موقع خريجي جامعة نيويورك من أجل فلسطين، جامعة نيويورك إلى إنهاء جميع العقود مع الشركات التي تلعب أدوارًا ثانوية في الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، وهي: سيسكو ،ولوكهيد مارتن، وكاتربيلر، وجنرال إلكتريك ، حيث تعد شركة لوكهيد مارتن أكبر شركة عسكرية في العالم، وقد وجد تحقيق أجرته AFSC أنها تزود الحكومة الإسرائيلية بالأسلحة، بالإضافة إلى ذلك وجد التحقيق أن الأسلحة في بعض الأحيان تُهدى إلى إسرائيل من خلال برنامج التمويل العسكري الأجنبي التابع للحكومة الأمريكية، بينما تقوم شركة كاتربيلر الأمريكية المصنعة للجرافات باهداء هذه الجرافات الى إسرائيل من خلال برنامج التمويل الأمريكي. ووجدت AFSC أن الجيش الإسرائيلي يستخدم بشكل روتيني جرافات كاتربيلر D9 لهدم الممتلكات في قطاع غزة.

ولا يطالب طلبة الجامعات إلى التوقف عن الاستثمار في شركات تصنيع الأسلحة فقط ، بل أيضا ببيع ممتلكاتها في الصناديق والشركات التي يقول الناشطون إنها تستفيد من الغزو الإسرائيلي لغزة. كما يدعو الطلبة المتظاهرون في مختلف الجامعات الأمريكية والغربية إلى قدر أكبر من الشفافية بشأن استثمارات مؤسساتهم، وحسب المصادر فقد كانت أهم أكبر مطالبهم هو أن تكشف الجامعة عن استثماراتها، والسؤال الذي يطرح نفسه هل لسحب الاستثمارات الجامعية لها أثر اقتصادي على الوقف الجامعي او الاقتصاد الاسرائيلي؟
حسب الدكتور مارسيكانو من كلية ديفيدسون بولاية نورث كارولينا أن سحب الاستثمارات لن يكون له على الأرجح تأثير اقتصادي كبير على الأوقاف الجامعية أو الاقتصاد الإسرائيلي، إلا أن التأثير السياسي قد يكون أكثر أهمية، في الواقع قد يكون من الصعب جدًا على معظم الجامعات التي تدير صناديق وقفية كبيرة أن تسحب استثماراتها من الشركات التي تتعامل مع إسرائيل وشركات تصنيع الأسلحة، ويرى بعض الباحثون إن تأثير سحب استثمارات داعمة لإسرائيل سيكون ضئيلاً في نهاية المطاف على الشركات وعلى الاحتلال الإسرائيلي، معتبرين أنه إذا تخلت الجامعات عن أصواتها كمساهمة في الشركات فإن سحب الاستثمارات قد يؤدي إلى نتائج عكسية في الضغط على الشركات لتغيير ممارساتها.

وإلى جانب سحب الاستثمارات، يريد الطلاب في امريكا وخارجها أيضًا مؤسساتهم إلى مقاطعة الجامعات الإسرائيلية وبرامج التبادل، وإجراء حوار مفتوح حول الحرب على غزة، وإدانة قتل المدنيين الفلسطينيين. اذ ان أحداث العنف والصراع في الشرق الأوسط لا تزال تثير الجدل والانقسامات حول العالم، ومن بين أحدث تلك الأحداث هو العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفي ظل هذه الأحداث شهدنا تجاوباً عالمياً بما في ذلك في الجامعات الأمريكية والغربية، فتتجلى قوة الضمير الإنساني في تفاعل الطلاب والمجتمعات الجامعية مع الأحداث الدولية.

وكانت الجامعات الأمريكية والغربية لها نصيب كبير من هذا التفاعل خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، فعلى الرغم من بعدهم الجغرافي وثقافاتهم المختلفة فإن الطلاب والموظفين في هذه الجامعات تحدثوا بصوت واحد ضد العنف والقمع والابادات الجماعية ، وأعربوا عن دعمهم للشعب الفلسطيني وحقهم في العيش بكرامة وأمان، فهذا التضامن تجلى من خلال عدة مظاهر، بما في ذلك الاحتجاجات السلمية، والندوات والمحاضرات التوعوية، والمسيرات، وحملات جمع التبرعات لدعم الجهود الإنسانية في غزة.

كما عبر الطلاب عن تضامنهم ودعمهم من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الوعي وتبادل الآراء والمعلومات،ان هذه الاستجابة القوية في الجامعات الأمريكية والغربية تؤكد على أن القضية الفلسطينية تتجاوز الحدود الجغرافية وتمتد إلى قضية إنسانية تهم الجميع. فالعدوان الإسرائيلي على غزة لا يؤثر فقط على سكان المنطقة بل يثير قلق العالم بأسره بشأن العدالة والسلام الدوليين.

إن طلاب الجامعات الأمريكية والغربية يذكروننا بأن النضال من أجل الحق والعدالة لا يمكن أن يقتصر على حدود جغرافية معينة، بل هو تحدي يجب أن يتقبله الجميع من أجل بناء عالم أكثر إنسانية وعدالة.

عندما يتخاذل العرب، تظهر قوة وإرادة الشباب في جميع أنحاء العالم، وفي هذا السياق، يتجلى دور طلبة الجامعات الأمريكية والغربية كمدافعين عن قضية غزة وداعمين للعدالة وحقوق الإنسان، وفي المقابل سبات الشعوب العربية بكافة اطيافها، فاللهم استعملنا ولا تستبدلنا.

وفي ختام مقالي، يظل التحدي الأكبر هو تحويل هذا التضامن إلى تغيير فعلي على المستوى السياسي والدولي، فالجامعات ليست فقط مراكز للتعليم والتوعية، بل يمكن أن تكون أصواتاً قادرة على ان تؤثر في صياغة السياسات وتحقيق التغيير.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :