الحوار الاستراتيجي بين اليابان والشرق الأوسط في الجامعة الأردنية
السفير الدكتور موفق العجلوني
13-05-2024 09:42 AM
انطلقت في كلية الامير الحسين بن عبد الله للعلوم السياسية والدراسات الدولية في الجامعة الأردنية، يوم أمس الأحد، النسخة الأولى من مؤتمر الحوار الاستراتيجي بين اليابان والشرق الأوسط، والتي ينظمها مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية مع مركز البحوث المتقدمة في جامعة طوكيو. ويهدف المؤتمر الذي تحتضنه الجامعة الأردنية على مدار يومي ١٢ و١٣ هذا الشهر، إلى التركيز على مستقبل العلاقات اليابانية مع دول الشرق الأوسط في مجالات التكامل الاقتصادي والإقليمي ونقل التكنولوجيا والتنمية فضلا عن بناء السياسات الأمنية.
وجاءت هذه الفعالية الهامة في ظل ما يشهده العالم من تغير جذري وتهديدات كبرى، وسط حالة التنافس المحموم الذي يشهده النظام الدولي. واختيرت العاصمة عمّان بالذات لإقامة المؤتمر نظرا لأهمية الأردن في المشهد الجيوسياسي والدولي وعلاقاته الرزينة مع دول الإقليم الفاعلة والدول العالمية ذات الثقل السياسي والاقتصادي.
وشكل الأردن محورا لتلاقي الارادات السياسية والاقتصادية بحكم علاقاته الواسعة والممتدة وخبراته الواسعة في المجالين الأمني والسياسي.
أما أهمية الحوار الاستراتيجي بشكل عام، فهي تكمن في المعطيات التالية:
•يساعد الحوار الاستراتيجي على تعزيز فهم مشترك بين الأطراف المشاركة في المحادثات، مما يسهم في تقليل التوترات وتعزيز التعاون البناء.
•يمكن للحوار الاستراتيجي أن يسهم في تحقيق الأهداف السياسية والاقتصادية المشتركة بين الدول، سواء كانت تلك الأهداف تتعلق بالأمن الإقليمي، أو التجارة، أو التنمية.
•من خلال منصات الحوار الاستراتيجي، يمكن للدول تبادل وجهات النظر والمخاوف والعمل على حل الخلافات بشكل سلمي وبناء، مما يساهم في تجنب الصراعات والأزمات الدولية.
•يمكن للحوار الاستراتيجي أن يساهم في بناء الثقة والثقة المتبادلة بين الدول، وهو عنصر أساسي لتعزيز التعاون والشراكة على المدى الطويل.
•يوفر الحوار الاستراتيجي منصة لتبادل الأفكار والخبرات وتطوير السياسات والاستراتيجيات في مجالات متعددة، بما في ذلك الأمن، والاقتصاد، والتنمية.
•تعزيز التعاون الاقتصادي: يساهم الحوار الاستراتيجي في تعزيز التعاون الاقتصادي بين اليابان ودول الشرق الأوسط، وهو أمر بالغ الأهمية لكلا الجانبين نظراً للإمكانيات الاقتصادية الكبيرة التي يتمتع بها الطرفان.
•تعزيز الشراكات الاستراتيجية: يمكن للحوار الاستراتيجي أن يساهم في تعزيز الشراكات الاستراتيجية بين اليابان ودول الشرق الأوسط في مختلف المجالات مثل الطاقة، والتكنولوجية.
أما اختيار العاصمة الأردنية لإقامة هذا الحوار الاستراتيجي بين اليابان والشرق الاوسط فلم يأتي من فراغ، فالأردن له أهمية في المشهد الاستراتيجي في الشرق الأوسط والعالم . وعلاقاته الرزينة مع دول الإقليم والدول العالمية ذات الثقل السياسي والاقتصادي، علاوة فأن العلاقات الأردني اليابانية تسير من بخطى ثابتة ومتقدمة ومتوازنة منذ عام ١٩٥٤، بحكم الرزانة السياسية التي تشكل القاعدة الرئيسية في علاقتهما مع قضايا الإقليم والمنطقة، وبحكم الجيرة السياسية التي تفرض على البلدين اشتباكات من نوع خاص.
ويضم المؤتمر في جلساته الممتدة على مدار يومين، نخبةً من الخبراء من الأردن وجميع أنحاء الشرق الأوسط واليابان، بهدف دعم السلام والاستقرار عبر تعزيز الشراكة اليابانية الشرق أوسطية. بنفس الوقت يشارك في المؤتمر أصحاب الدولة والمعالي والسعادة والعطوفة و أساتذة الجامعات.
ويناقش المؤتمر الاستثمارات اليابانية الكبيرة في قطاع ريادة الأعمال المتنامي في الشرق الأوسط، مع التركيز على المشروعات الصغيرة والمتوسطة، فضلاً عن استثماراتها الواعدة في البنية التحتية للطاقة في المنطقة، حيث اسهمت في التحول من إنتاج النفط والغاز نحو الطاقة المتجددة، سواء عبر شراكتها المتميزة مع الأردن، أو مع دول الخليج. وتركز النقاشات خلال المؤتمر على مستقبل العلاقات اليابانية مع دول المنطقة، وذلك في مجالات متعددة منها التكامل الاقتصادي والإقليمي ونقل التكنولوجيا والتنمية، بالإضافة إلى بناء السياسات الأمنية.
ولا شك فان انعقاد هذه المؤتمر في الأردن يأتي من ادراك الأردن واليابان المعطيات التالية:
•تعزيز الفهم المشترك: يساعد الحوار الاستراتيجي على تعزيز فهم مشترك بين الأطراف المشاركة في المحادثات، مما يسهم في تقليل التوترات وتعزيز التعاون البناء.
•تحقيق الأهداف السياسية والاقتصادية: يمكن للحوار الاستراتيجي أن يسهم في تحقيق الأهداف السياسية والاقتصادية المشتركة بين الدول، سواء كانت تلك الأهداف تتعلق بالأمن الإقليمي، أو التجارة، أو التنمية.
•تجنب الصراعات والأزمات: من خلال منصات الحوار الاستراتيجي، يمكن للدول تبادل وجهات النظر والمخاوف والعمل على حل الخلافات بشكل سلمي وبناء، مما يساهم في تجنب الصراعات والأزمات الدولية.
•تعزيز الثقة والثقة المتبادلة: يمكن للحوار الاستراتيجي أن يساهم في بناء الثقة والثقة المتبادلة بين الدول، وهو عنصر أساسي لتعزيز التعاون والشراكة على المدى الطويل.
•تطوير السياسات والاستراتيجيات: يوفر الحوار الاستراتيجي منصة لتبادل الأفكار والخبرات وتطوير السياسات والاستراتيجيات في مجالات متعددة، بما في ذلك الأمن، والاقتصاد، والتنمية.
•تعزيز التعاون الاقتصادي: يساهم الحوار الاستراتيجي في تعزيز التعاون الاقتصادي بين اليابان ودول الشرق الأوسط، وهو أمر بالغ الأهمية لكلا الجانبين نظراً للإمكانيات الاقتصادية الكبيرة التي يتمتع بها الطرفان.
•تعزيز الشراكات الاستراتيجية: يمكن للحوار الاستراتيجي أن يساهم في تعزيز الشراكات الاستراتيجية بين اليابان ودول الشرق الأوسط في مختلف المجالات مثل الطاقة، والتكنولوجي.
•تعزيز العلاقات الثنائية: يعتبر هذا المؤتمر فرصة لتعزيز العلاقات بين اليابان ودول الشرق الأوسط، وتوطيد الروابط السياسية والاقتصادية بينهما.
•تعزيز التعاون الاقتصادي: يمكن لهذا المؤتمر أن يساهم في تعزيز التعاون الاقتصادي بين اليابان ودول الشرق الأوسط، سواء من خلال الاستثمارات المشتركة، التجارة، أو التعاون في المجالات التقنية والعلمية.
•تبادل الخبرات والتجارب: يمكن للمؤتمر أن يكون مناسبة لتبادل الخبرات والتجارب في مختلف المجالات، مثل الاقتصاد، والتعليم، والصحة، والتكنولوجيا، والطاقة، وغيرها، مما يمكن أن يفتح الباب أمام فرص جديدة للتعاون والتطور.
•تعزيز الأمن والاستقرار: من خلال بحث سبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، يمكن لهذا المؤتمر أن يساهم في التصدي للتحديات الأمنية المشتركة، مثل الإرهاب، والتطرف، وتهديدات الأمن الإقليمي.
•تعزيز الدبلوماسية اليابانية: يمكن لمشاركة اليابان في هذا المؤتمر أن تعزز مكانتها الدبلوماسية في المنطقة، وتسهم في تعزيز دورها كلاعب دولي مهم في تحقيق السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي.
أما اهمية انعقاد المؤتمر في عمان، فيشير مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية للأسباب التالية:
موقع استراتيجي: يحظى الأردن بموقع جغرافي استراتيجي في قلب الشرق الأوسط، مما يجعله مكانًا مثاليًا للاجتماعات والمؤتمرات الدولية التي تهدف إلى تعزيز التعاون والحوار بين الدول.
استقرار سياسي: يتمتع الأردن بسمعة دولية كونه جزءًا من المنطقة ذات الاستقرار النسبي في الشرق الأوسط، مما يجعله مكانًا مناسبًا لعقد الفعاليات الدولية، حيث يمكن للمشاركين الشعور بالأمان والاستقرار أثناء تواجدهم هناك.
حوار متعدد الأطراف: يتيح اختيار الأردن كمضيف للمؤتمر فرصة لمشاركة دول الشرق الأوسط الأخرى في الحوار، مما يعزز من شمولية المناقشات ويسهم في تعزيز التفاهم والتعاون في المنطقة.
علاقات ودية: يتمتع الأردن بعلاقات ودية مع اليابان ودول الشرق الأوسط، وهذا يجعله مكانًا مناسبًا لتنظيم فعاليات دبلوماسية واقتصادية تهدف إلى تعزيز التعاون بين الأطراف المشاركة.
بشكل عام، فإن اختيار العاصمة الأردنية عمان لاستضافة مثل هذا المؤتمر يعكس الأهمية الاستراتيجية للأردن ودوره في تعزيز الحوار والتعاون الإقليمي والدولي في منطقة الشرق الأوسط. ويمكن أن يكون هذا المؤتمر فرصة لتعميق التفاهم والتعاون بين اليابان ودول الشرق الأوسط في مختلف المجالات، مما يعود بالفائدة على الطرفين وعلى استقرار المنطقة بشكل عام. ويعتبر الحوار الاستراتيجي أداة قيمة لتعزيز التفاهم والتعاون بين الدول، وتحقيق الأهداف المشتركة، وتجنب الصراعات والأزمات، مما يساهم في بناء عالم أكثر سلاماً واستقراراً.
مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية
muwaffaq@ajlouni.me