اليوروفيجن 2024 : صرخة فلسطينية تعلو سماء مالمو
د. نعيم الملكاوي
13-05-2024 08:14 AM
في مسابقة اليوروفيجن لعام 2024 التي أقيمت في مالمو بالسويد ، أُثيرت العديد من النقاشات والمشاعر المتباينة التي عكست تعقيدات الوضع السياســي والإنساني الراهن وانعكاســـه على مجريات الحدث . شــهدت المسابقة فوز سـويســــرا بالمركز الأول بأغنية "The Code" برصيد 591 نقطة ، "إسرائيل" ، التي حلت في المرتبة الخامسة بعد حصولها على 375 نقطة ، رغم الاحتجاجات الكبيرة التي صاحبت تواجدها بسبب الأوضاع في غزة ، مما أدى إلى مظاهرات ودعوات لمقاطعتها.
في حين أثار إريك سعادة ، الفنان السويدي من أصل فلسطيني جدلاً واسعاً بارتدائه الكوفية الفلسطينية خلال أدائه ، مما جعل الحدث يتخذ بُعداً سياسياً رغم تأكيدات المنظمين على طابعه غير السياسي . لقد تم تأويل هذه الخطوة على أنها تعبير عن التضامن مع القضية الفلسطينية ، ما أدى إلى ردود فعل متباينة بين الجمهور والمشاهدين ، بعضهم أظهر دعمه بينما انتقد آخرون المسابقة لسماحها بمثل هذه التعبيرات.
خلال الأداء "الإسرائيلي" ، واجهت المغنية "إيدن جولان" أجواءً مشحونة بعد قام بعض الحضور بتغطية رؤوسهم تعبيراً عن الرفض وتم قطع البث التلفزيوني مؤقتاً ، مما يعكس حدة الاحتجاجات ضد مشاركة "إسرائيل" وتأثير الوضع السياسي على الفن والثقافة.
هذه الأحداث تبرز الدور المتزايد للفن والثقافة كمنصات للتعبير عن المواقف السياسية والإنسانية . تؤكد مسابقة اليوروفيجن ، من خلال تجربتها المعقدة في 2024 ، على أن الفن لا يمكن أن ينفصل عن السياقات الاجتماعية والسياسية التي ينشأ فيها ، وأن محاولات الحفاظ على طابعه غير السياسي قد تواجه تحديات كبيرة في ظل الأزمات العالمية.
قدمت مسابقة اليوروفيجن نفسها كمرآة تعكس الوعي العالمي المتزايد والاهتمام بالقضايا الإنسانية والسياسية ، مما يؤكد على الحاجة الماسة للتفاهم والحوار الثقافي والسياسي الأكثر شمولاً وعمقاً في عالمنا ، شهدت اللحظات الثقافية الفنية تحولاً نحو الوعي السياسي والإنساني في المجتمعات الغربية اتجاه القضية العادلة وحق الشعب الفلسطيني بالعيش الكريم على ترابه ، مما أدى إلى جدل واسع النطاق حول مشاركة "إسرائيل".
المظاهرات التي حدثت حول مكان الحفل والاحتجاجات ضد مشاركة "إسرائيل" تعكس ارتفاع درجة الوعي بين الشعوب الأوروبية تجاه القضايا السياسية والإنسانية . هذا الوعي يتماشى مع الحراك الطلابي في الجامعات العريقة والذي يعبر عن رفضه للحرب على غزة وتأثيرها المدمر على المدنيين وخاصة الأطفال والنساء في ظل التماهي والصمت العالمي وترسيخ التخاذل العربي.
هذه الديناميكيات تظهر كيف يمكن للفن أن يصبح ساحة للتعبير عن المشاعر السياسية والإنسانية ، وكيف يمكن أن تؤثر الأحداث العالمية في التظاهرات الثقافية مثل اليوروفيجن . في حين تعكس هذه الأحداث الحاجة إلى فهم أعمق وأشمل لكيفية تفاعل الثقافة والسياسة في العصر الحديث ، وتبرز الدور الذي يمكن أن يلعبه الفنان في تحريك الوعي العام نحو قضايا ملحة . كما أنها تشير إلى الدور المتزايد للفنانين والمشاهير في تسليط الضوء على القضايا السياسية والإنسانية من خلال منصات عالمية.
وما هي الا شرارةٌ للوعي اشعلها الطلاب والأكاديميين ، وزادها أهل الفن تأجيجا.