facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اي حقل هذا .. ؟!


د. صبري ربيحات
12-05-2024 06:16 PM

لا أذكر اني وقفت في حقل مزروع بالتبغ العربي " الهيشة " منذ ان كنت طالبا في السادس الابتدائي في قرية عيمة وقد كان ذلك عام ١٩٦٧. حتى ذلك العام كانت معدلات الأمطار السنوية أعلى من المعدلات التي تسجلها دوائر الارصاد هذه السنوات بكثير كانت الينابيع تتفجر والارض تحرث مرتين او اكثر والقوى العاملة من الشباب والنساء والأطفال متوفرة بكثافة ودون الحاجة الى أجور.

كان لدى الاهل الرغبة والدافعية لزراعة كل شيء يمكن ان تستهلكه الاسرة او يغذي حيواناتها. كنا نزرع التبغ العربي (دخان الهيشة ) والذرة البيضاء والصفراء والكرسنة والحمص والعدس الى جانب القمح والشعير وفواكه المقاثي ( البطيخ والفقوس والشمام والخيار والقرع).

اليوم اصطحبت مجموعة من الاصدقاء في سيارتي التي اثق بها وانا اتسلق الجبال او اتتبع طرق المنحدرات الوعرة فقد الفتها واعرف مدى قدرتها وتجاوبها وتحملها واتجنب تحميلها ما لا طاقة لها به .

كان مقصدنا سفوح ميسرا الغربية من اراضي السلط حيث تتلوى الجبال وتتبدى الاودية الضحلة والهضاب الرملية الخصبة الشكورة فمقصدنا الوصول الى يسار الطريق الواصل بين السلط ودير علا .

لا أحد يصدق خصوبة التربة للأراضي الممتدة على يسار الطريق ففي هذه الجبال الوعرة بدت أوراق الأشجار المزروعة في بعض الأراضي المستصلحة مائلة للزرقة من فرط خضرتها وفي الحيازات المحدودة بدى الشعير ناضجا وجاهزا للحصاد والدرس وقد عثرنا على سفح تلة تغطيها المئات من شجيرات الجعدة التي كانت ولا تزال سيدة الاعشاب الطبية .

بالرغم من كون طقس اليوم غائم و مغبر الا ان ذلك لم يقلل من متعة الرحلة التي انطلقت من قرية ابونصير مرورا بالبقعة وعين الباشا و الرميمين وجلعاد وام العمد وصولا الى علان والصبيحي والتوجه بعدها الى تلال ميسرا وحمرة الصحن حيث امضينا غالبية وقت ما بعد الظهر بين التأمل والاستكشاف والحديث مع المارة وبعض اصحاب السيارات المعطلة على جانب الطريق.

الحديث الشيق لرفيق الرحلة الشيخ علي العبادي والصديقين جهاد العملة واحمد الشوابكة جعل الوقت يمضي دون شعورنا به وشجعنا على تحويل هذه القسدرة الاعتيادية الى رحلة تعليمية وتثقيفية وترفيهية امضينا خلالها اجمل الاوقات وتمنينا لو تمكنا من تمديد ساعات النهار لنستسلم للسكينة والتأمل والجمال الذي يصعب ان تصفه لتضاريس وجغرافيا السفوح المطلة على حفرة الانهدام وتقابل مدن وبلدات واغوار فلسطين التي يعيش شعبها اجمل ايام زهوهم باذلال وكسر انوف الاعداء على ايدي رجال المقاومة الشرفاء في اكثر فصول الصراع ذراوة .

اكثر ما جلب انتباهي وأسعد قلبي كانت اللحظات التي امضيناها مع المزارع ومربي الاغنام الذي فاضت روحه كرما وشهامة وهو يكرر دعوته لنا على العشاء بعدما استأذنت منه ان ادخل حقل الدخان العربي لاتلمس الأوراق واشم ازهار هذه النبتة التي كان والدي يزرعها في سني الخصب والغلال ويكلفنا بقطاف أوراقها ثلاث او اربع مرات في الموسم الواحد.

كنا نرتب الأوراق في أكياس كما نرتب أوراق العنب وجهود بها الى الدار ليجري تجفيفها في أماكن لا تسمح بتعرضها المباشر لاشعة الشمس كي لا تسود فقد كان من الضروري ان يجري تغيير موقع واتجاه العرائش التي تفرد تحتها الأوراق





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :