عندما تصبح إسرائيل دولة طبيعية سيقبلها العالم .. !
د. صالح المعايطة
12-05-2024 09:48 AM
منذ قيام دولة إسرائيل في عام 1948 وهي تعيش هاجس الزوال انطلاقًا من اعتقادها انها محاطة بالاعداء ،لهذا ومنذ ذلك الوقت وهي تتبنى عقيدة العدوانية والخوف والتوتر، وتربية ابناءها على كراهية جيرانها العرب ، وتنظر نظرة دونية وعدوانية إلى جميع دول الجوار ،وتدعي انها هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط.
اليوم ظهرت إسرائيل على حقيقتها وأصبحت دولة متوترة ومتغطرسة سلوكا وايدولوجية بسبب الانحياز الأمريكي الكامل لها عسكريا واقتصاديا وسياسيا مما جعل من إسرائيل ان تكون دولة غير طبيعية ودولة مذمومة ودولة تمارس الغطرسة منذ احتلالها لفلسطين .
بعد السابع من أكتوبر 2023 انكشفت إسرائيل على حقيقتها وتبين للجميع أنها لا يمكن أن تعيش وتنتصر بدون حليف قوي ،وبدون الدعم الغربي واللوبي الصهيوني "الايباك"في الولايات المتحدة ، لا يمكن أن تستمر إسرائيل وهي تمارس العدوانية والقتل والتدمير والتمييز العنصري ،وترفض الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967.
اثبتت العمليات العسكرية المتخبطة والمرتبكة التي يقوم بها الحيش الإسرائيلي هنا وهناك في غزة من قصف نيراني بري وبحري وجوي يقتل ويدمر كل مظاهر الحياة، ولكن هذا القصف الميداني لم يحقق اية اهداف استرتيجية ولا حتى تعبوية رغم الجسر الجوي من المعدات والذخائر المستمرة من الولايات المتحدة ،إضافة إلى ان إسرائيل تستفيد من كل مصادر الاستخبارات الفضائية والأقمار الصناعية الأمريكية .
اليوم نسمع أن هناك خلاف واختلاف بين إسرائيل والإدارة الأمريكية ،والحقيقة لا ولن يوجد خلاف أو قطيعة بين إسرائيل والولايات المتحدة وإنما هناك اختلاف في وجهات النظر حول سير العمليات، لأنه على المستوى الاستراتيجي نجد أن امن إسرائيل جزء من الأمن القومي الأمريكي، وهناك توافق تام بين إسرائيل والولايات المتحدة على القضاء على حماس لكنهم مختلفين على الطريقة والمراحل.
إسرائيل خلال ال 76 عاما كانت تكذب ، وتخدع العالم من اجل كسب تعاطف المجتمع الدولي ،ولكن بعد اجتياح قطاع غزة انكشفت إسرائيل على حقيقتها وخسرت السمعة والتعاطف الدولي ،ولا احد يصدقها وهي تقول انها تعمل على حماية المدنيين بعد قتل اكثر من 35 الف فلسطيني وجرح اكثر من 80 الف ،فلا هناك مناطق إنسانية ولا آمنة امام آلة القتل والتدمير الاسرائيلية...
لا ارى ان هناك استراتيجية مفهومة لدى إسرائيل فلا يوجد مفهوم واضح للنصر ولا مفهوم واضح للهزيمة ، فبعد ٢٨١ يوم قتال هناك قصف وتدمير المستشفيات ومراكز الإيواء وقتل ومقابر جماعية وتهجير ولم يتحقق اي هدف سياسي او استراتيجي.
هذه ليست حرب بالمفهوم التقليدي وجميع المصطلحات المستخدمة لا معنى لها، هي عبارة عن حرب تم التخطيط على قواعد الغضب لتكون عمليات انتقامية ضد مدنيين وضد كل مظاهر الحياة.
ادركت اسرائيل انها فشلت في الاقناع والتاثير وفشلت سياسيا وعسكريا واستخباريا وامنيا لانها دولة غير طبيعية ودولة كانت متغطرسة ، وكلما أمعنت إسرائيل بالعمليات العسكرية تعمقت خسارتها السياسية والاقتصادية والعسكرية ، فعملياتها إنتقامية تندرج في خانة جرائم الحرب والإبادة الجماعية.
اجمع المحللون ان عملية اجتياح رفح تؤكد افلاس القيادة الاسرائيلية وتخبطها بالرغم من المأساة التي ستسببها.
في النهاية اقول اذا أرادت إسرائيل ان تكون مقبولة وتسعى الى التطبيع مع جيرانها عليها ان تكون دولة طبيعية وعقلانية امام العالم والشعوب وتعترف بحقوق الشعب الفلسطيني صاحب القضية العادلة ...