إن امعان إسرائيل في القتل لن يحقق لها ما تريد فالإسراف في القتل لا يقود الى الانتصار ولو كان كذلك لما وصلت الى هذا المنعطف الذي تقف عليه الآن .
يقول ألبرت ميمي في كتابه "المستعمِر والمستعمَر " ( إن الطرف المستعمِر الذي يفرض قوته بالنار والحديد والقتل والتعذيب يحتاج الى استعادة إنسانيته أكثر مما يحتاجها الطرف الآخر . لأنه يظلم نفسه ويسير إلى تقويض ذاته عبر الممارسات غير الإنسانية التي يفرضها لتأكيد ذاته …)
ولقد عرف الناس عالمياً وتاريخياً أن العنف يولد مزيداً من الضحايا ومزيداً من المقاومين أيضاً .
وكلما كانت المستعمرة مقلمة الأظافر وهادئة أصبحت تثير الرعب بصورة أكبر ، لأنها تُخزن الغضب وتعد نفسها لانفجار كبير لا تقوى عليه القوى الظالمة المستلبة للحقوق . والبديل عن التقييد والممارسات الجائرة هو تحقيق الحرية والعدالة ، فالشعب الذي يعبر عن رأيه ويمارس حريته أفضل وأكثر تحقيقاً لعنصر الأمن من الشعب الصامت الذي قد يفجر الأحداث في أي لحظة ويقلب الطاولة على ظالميه ، إذ يعمل ويخطط بصمت لاستعادة كرامته وحقوقه في الحياة الحرة الكريمة مهما كلفه ذلك من تضحيات .
الورقة الرابحة الآن في الحرب على غزة هي الوقف الفوري لإطلاق النار ، والتوقف عن أعمال العنف ، وحقن الدماء ، والوصول إلى تفاهم ينهي هذه المأساة ، وينتصر للحياة.