في ظلال الانتخابات .. وانكشاف العورات .. اتركونا نقرر مصيرنا
محمود الدباس - ابو الليث
10-05-2024 01:06 PM
يقال بأن الفأر اذا اراد الشرب من جرة الماء، ولم يستطع الوصول بفمه، استدار وانزل ذيله فيها لكي يفسد وينجس الماء.
وفي ايامنا هذه لم يعد الامر مقتصرا على الفأر، فهناك من بني البشر من يراه وهو ينزل ذله ولا يمنعه، والانكى والأمر، هم الذين اصبحوا يمسكون بذيل الفأر ليساعدوه على تلك الفعلة.
تذكرت موضوع الفأر واعوانه ونحن نتفيأ ظلال الانتخابات.. وانكشاف العورات، واصبحنا في نهاية الموسم لمجلس النواب.. فحق لنا كمواطنين ناخبين، ان نحاسب على البيدر، لتتضح لنا الرؤيا للقادم.
سأتحدث في هذه العجالة عن نوعين ممن انكشفت عوراتهم.. واتمنى ان لا اكون بعيد عن التوصيف.
الاول: هم الذين جربوا انفسهم في مواقع ومراكز مختلفة، واستفادوا وافادوا زمرتهم المقربة، وسعوا ويسعون لأن يبقوا هم وذرياتهم في الواجهة، ويمثلون عائلاتهم او عشائرهم او مناطقهم.
وبعد ان انحرقت اوراقهم واوراق ذرياتهم، وانكشفت عوراتهم، واصبحوا منبوذين من قبل عامة الناس، اصبحوا يتعاملون بمبدأ "أنا ومن بعدي الطوفان".. فلا بتركون وسيلة لكي يخربوا على قريبهم الفاهم العالم الوطني، إلا ونفذوها،ولم يكتفوا بذلك، فأصبح لديهم من المتنفعين من يأخذون بسمومهم وينشروها.
اما الثاني: فهم النواب الحاليين وحتى السابقين، ممن يريدون الترشح.
بداية اعلم ويعلم الغالبية ان للنائب هامش يتحرك فيه، وان الضغوط الشعبية، وجهات واعتبارات كثيرة تتحكم في مسيرته النيابية.
وحتى لا اطيل الشرح، ولاننا سنشهد ترشح البعض من النواب الحاليين والسابقين، اقولها بوضوح: نريد ان نعمل معكم جردة حساب نحن كناخبين، ونستثني مَن لم يتفوهوا بكلمة تحت القبة غير "ثقة واوافق".. ونتساءل:
- كم قرار او قانون وكان يؤثر سلبا على المواطن.. وقمت برفضه؟
- وبالمقابل.. كم من القوانين التي أثرت سلبا على المواطن.. قمت بالموافقة عليها؟
- كم مطلب على مستوى الوطن يصنف بالمهم "وعليه العين" قدمته بشكل واضح للحكومة؟
- كم نفذت الحكومة واستجابت لك منها؟
- كم مطلب على مستوى مدينتك او منطقتك الانتخابية.. ونصنفه بالمهم "وعليه العين" طالبت بها.. وكم تحقق منها؟
- كم مطلب شخصي او لذوي القربى والمحاسيب طالبت به.. وكم تحقق؟!.. وما هو المقابل الذي قدمته لتحقيقها؟
في الختام.. اخاطب مَن هم مثلي من المواطنين "الناخبين"، علينا ان نعي بان النائب على الاقل يجب ان يكون:
- على علم ودراية بصلاحياته التشريعية.. وبدورة حياة القوانين.
- ومتى وكيف يستطيع التدخل ليضع لمسته.. ويؤثر في القرار.
- وان يستطيع التفريق بين المطلب الذي يهم منطقته.. والمطالب الفئوية.. ولا يقبل ان ترضيه الحكومة بتحقيق المطلب الصغير من اجل ان يغض الطرف عن الكبير منها.
- وان لا يكون همه نفسه ومكتسباتها.. وترأس الجاهات والعطوات.. وكم من العزائم التي سيكون على رأس المدعوين عليها.
- وان يكون صاحب حُجة علمية ليستطيع مقارعة المسؤول صاحب العلم والعارف بخبايا الامور.
- والأهم من ذلك.. ان يكون صاحب روح وقناعة بأن العمل الجماعي والتكتلي مع نواب منطقته هو الذي يحقق المطالب لمنطقته.. ومع من بنسجمون معه فكرا سيحقق المطالب الوطنية.. وان عصر شوفيني يا "بنية" قد ذهب.