facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يأتي متأخراً بحرب


بسمة العواملة
08-05-2024 07:27 PM

قد يبدو العنوان غريباً بعض الشيء، و لكنه الوصف الادق حيال ما نشاهد من حروب و نزاعات بالعصر الحديث، فلقد كانت المنظمات الدولية المعنية بتطبيق مباديء القانون الدولي الانساني حتى وقت قريب تعتمد على ذات المصادر و على القواعد الاساسية التي تم الاعتماد عليها في تطبيق القانون الدولي الانساني ، و لكن في ظل التسارع الحاصل و التقدم في صناعة الاسلحة سواء من حيث التطوير في استخدام الاسلحة الكيميائية او من ناحية استخدام الذكاء الاصطناعي في خوض الحروب بحيث يتم استخدام الروبوتات في الحروب و النزاعات ، كل ذلك يتطلب اعادة النظر في بنود هذا القانون فمثلاً عمدت الولايات المتحدة الامريكية منذ سنوات على دمج الذكاء الاصطناعي في جيشها ، بهدف استخدام هذه التقنيات الحديثة في حروبها المستقبلية ،

كذلك عمدت قوات الاحتلال الاسرائيلي على استخدام الذكاء الاصطناعي في حربه ضد اهالي غزة، و هذا ما اشارت الية جلالة الملكة رانيا في المقابلة التي شاهدناها على برنامج سي بي اس خلال الاسبوع الحالي ، و قد نبهت جلالتها الى موضوع استخدام اسرائيل لإنظمة الذكاء الاصطناعي لتحقيق اكبر عدد ممكن من الأهداف التدميرية و كيف انها قد تخلت عن مبدأ التناسب و التمييز بين المدنيين و المقاتلين بهذه الحرب الطاحنة،

و كيف انها اخرجت الانسانية من حساباتها و ضربت عرض الحائط بكل القوانين و المواثيق الدولية ، و هذا الامر يستدعي ضرورة سن قوانيين و تشريعات جديدة في مباديء و بنود القانون الدولي الانساني لضبط و تجريم استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب كالطائرات المسيرة و الروبوتات القاتلة ، فهذه الاسلحة قادرة على تحديد مواقع الاهداف البشرية و مهاجمتها دون تدخل بشري بحيث تُحدث تدميراً و فتكاً اشد و اعمق ، بحيث لا يكون هناك ضوابط للتفريق و التمييز بين المقاتلين و العسكريين و بين المدنيين من غير المقاتلين .

فالقواعد القديمة التي كانت يحتكم اليها للحد من اثار النزاعات المسلحة و قوانين الحرب التي كان معمول بها سابقاً ، لم تعد قادرة على حماية المدنيين والاعيان المدنية كالمستشفيات و المدارس و دور العبادة و غيرها ، و لا حتى بقادرة على تقديم المساعدات للمتضررين من الحرب كالاسرى و الجرحى و لا حتى تقديم المساعدات الانسانية للاطراف المدنية كالغذاء و الماء و الدواء الضروريه لبقاءهم مثل مصادر الغذاء و المياه و المحاصل الزراعية و غيرها.

فالقانون الدولي الانساني كغيره من القوانين يحتاج الى إجراء تعديلات على مواده لمواكبة التطورات بصناعة الاسلحة و الاستراتيجيات العسكرية الجديدة و التي لم تعهدها الشعوب في النزاعات المسلحة و لوضع ضوابط ومعايير استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب ، و هذه المطالبات ليست من باب شرعنة الحروب و إنما من باب الاعتراف بحقيقة أننا لا نملك القوة الكافية لمنع وقوعها ، و اعتباراً بأن الحروبُ أمر لا مفر منه و هي شراً لا منه ،فأقلها لنضع لهذه الحروب الضوابط و القواعد للحد من آثارها و تداعياتها على الانسانية ، بحيث تتوافق هذه القواعد مع قوانين الحرب و تصون بذات الوقت الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية و تضمن إمكانية التعايش معاً من جديد .

و عودة لعنوان المقال ، فهذه المقولة كانت هي نافذة البداية لتعمقي في دراسة القانون الدولي الإنساني الذي كانت قواعده تأتي متأخرة بحرب ، أي أن الحروب و النزاعات الحديثة تفرز اوضاعاً جديدة تستدعي تطوير لمنظومة القانون الدولي الإنساني ليواكب التطورات الجديدة في كل حرب لم يشهدها المجتمع الدولي من قبل•





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :