ويسألونك لماذا تناهض مشروع النظام الإيراني؟
د. عاكف الزعبي
07-05-2024 02:45 PM
مفارقة عجيبة أن يسألك قوميون ويساريون عن أسباب موقفك المناهض لمشروع النظام الإيراني الإسلاموي في إقليم الشروق الأوسط، في حين الأولى أن نسألهم وهم المدنيون والعلمانيون عن أسباب تأييدهم لنظام سياسي ديني مناقض لفكرهم ومبادئهم السياسية. فما الذي تغير؟ هل غير دعاة مدنية وعلمانية الدولة مواقفهم الفكرية السياسية؟ أم انقلبت إيران على خطها السياسي الاسلاموي؟
ومن عجب أن القوميين واليساريين لم يعودوا يرون السلوك المذهبي للنظام الإيراني بعد أن جعل من نفسه وصياً على الطائفة الشيعية في الدول العربية، وحتى بعد وقوفه خلف تنظيمات مذهبية تنظيماً وتمويلاً في الدول العربية وخاصة في دولة الخليج للتدخل في الشأن الداخلي في هذه الدول وتغيير سياساتها.
أكثر من ذلك أن النظام الإيراني في تدخله السافر في الدول العربية يبدأ بأبناء الطائفة الشيعية فقط وينتهي عندهم أيضاً ويحرضهم على التمرد الامر الذي يثير الفتن داخل المجتمع ويؤدي في النهاية إلى الانقسام والصراعات الداخلية وربما الحروب الأهلية.
في ذاكرتنا حتى لو نسي غيرنا من القوميين واليساريين أن الخميني قد وصل إلى طهران قادماً من باريس على متن طائرة فرنسية خاصة وبحماية الأمن الفرنسي، وان حلفاء طهران في العراق قد وصلوا أيضاً إلى بغداد فوق ظهور الدبابات الامريكية التي احتلت بغداد عام 2003.
وما زلنا نتذكر كيف شارك من حملتهم الدبابات الامريكية لحكم العراق في وضع دستور برايمر الذي قسّم العراق مذهبياً وقومياً وسلمه لحلفاء إيران ممن جاؤوا مع القوات الامريكية المحتلة تمهيداً لتسليم العراق لحكام طهران لاحقاً وهذا ما حصل بعد خروج القوات الأمريكية من العراق حيث أتخمته إيران بمليشيات مذهبية تأتمر بأمرها.
ألم يتعظ المؤيدون لنظام إيران من السلوك الإيراني في العراق عندما بسط نفوذه عليه، فهو دائم التدخل في الشأن العراقي بإتجاه عزله عن دول الجوار العربية بمساعدة المليشيات المذهبية التابعة له. أليس سياسات كهذه ذاهبة بالعراق إلى التقسيم؟
أم أن قوميينا والعلمانيين مقتنعون بشعارات إيران المنادية بتدمير إسرائيل وتحرير فلسطين من براثن الاحتلال الإسرائيلي؟ ألم يروا أن شعاراتها تلك هي أقصر طريق لها للتدخل في الدول العربية من أجل تعزيز منافستها الإقليمية لإسرائيل وتنفيذ مشروعها الإقليمي.
المؤيدون للمشروع الإيراني يتعلقون بقشة والبعض منهم يؤيدونها فقط نكاية بالأنظمة التي غيبت المشروع العربي ووحدة الموقف العربي على الأقل فغاب الدور العربي في الإقليم الى أبعد الحدود.
الأيام بيننا وهي كفيلة بكشف الأولويات الحقيقية للمشروع الإيراني وأهدافه النهائية.