كلنا أردنيون من أجل الأردن وكلنا فلسطينيون من اجل فلسطين
د.حسن عبد الله العايد
11-04-2011 02:51 AM
كلنا أردنيون من أجل الأردن و كلنا فلسطينيون من اجل فلسطين .. صرخة حرة أطلقها دولة طاهر المصري إذ يقول : الوطن الأردني تخطى كل الصعاب وأصبح بسبب التوازن الموجود داخله وبسبب الحرص على النسيج الاجتماعي وبسبب العمل الدؤوب على تقوية الجبهة الداخلية والمعادلة الأردنية المتوازنة, بلدا آمنا مستقرا ناميا, ولأنه كذلك, أصبح مستقَرا للاستثمار الخارجي ويعتبر مثالا يحتذى بين الدول العربية كافة" هذا كلاما نابع من قلب أردني طاهر كاسمه. "
و نحن نعيش هذه الأيام في ظل أجواء معبقة برياح التغيرات في المنطقة ، يؤمن البعض بان الفرصة أصبحت مواتية للتغيير في الأردن ، ولكن هذا التغيير يرى البعض انه لا يتناسب والوضع الأردني السياسي والاجتماعي نظرا لخصوصية الأردن واختلاف ظروفه ومصوغاته الوطنية. إن المطالبة بالإصلاح السياسي منطقي ومعقول وهذا حق كفلة الدستور الأردني لجميع المواطنين الأردنيين ، من كافة الأصول والمنابت ذكورا وإناثا أحزابا و عشائر.
فالأردن هو بلد المهاجرين والأنصار امتزجت فوق ترابه الطهور أروع لوحة إنسانية تجسدت بانصهار مكوناته الاجتماعية معا لتشكل الروح والثقافة الجمعية لكل الأردنيين والفلسطينيين ، فنحن في الأردن نرى أنفسنا أردنيون من اجل الأردن، وفلسطينيون من اجل فلسطين. وقديماً كانت التقسيم العثماني للأردن وفلسطين ممتزجة معا تحت لواء واحد كما السلط ونابلس وغيرها من المدن شرقي النهر وغربيه.
أن الأردن هو أول محطات الانطلاق الى فلسطين، والذي استمد مبادئه وأهدافه من ثورة العرب الكبرى. فقد سعت الدولة الأردنية منذ نشأتها الى تحرير كامل الأرض العربية في فلسطين والكل يعلم حنث بريطانيا للعهود التي قطعتها للشريف الحسين بن على ، وما آلت إليه المنطقة العربية من التقسيم البريطاني - الفرنسي .
هذا هو الأردن ما نفك يوما عن استقبل قاصديه من العرب والمسلمين. فاستقبل كل من أوى إليه وضمه الى صدره , ولم يكن الأردن مثل كثير من الدول التي احتجزت من أوى إليه بكنتونات مخصصة وإنما استوعب هذا التنوع والتعدد برحابة إسلامية عروبية ، فجسد مقولة المهاجرين والأنصار ، التي بدأت من مدينة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم.
واليوم، نشهد أحفاده يتمثلون بتعاليم جدهم الأعظم ، في بلد ما عُرف عنه إلا الصفاء و النقاء فكان أن شكل لوحة غنية بكافة الأطياف والتيارات. وهذا شيء صحي فالتنوع يعد دافعا للتطور والنماء .
علينا اليوم أن نتعلم أكثر من أي وقت مضى ثقافة التعدد في الآراء، لا أن نراها بعين واحدة فرؤية الأشياء بعيون متعدد أفضل بكثير من رؤيتها بعين واحدة ، فلا بد لنا من تعلم ثقافة الحوار والاختلاف في الآراء، والذي سيفضي بلا شك الى رفعة الأردن وتقدمه .