يتركز الاهتمام اليوم، على القشور، على ثياب النساء، وغطاء الرأس وجعلها إلزامية، كما في السودان وافغانستان وإيران التي ثارت نساؤها على الإكراه والجبر على غطاء الرأس، ملغية بذلك، امتياز الاختيار الحر ودلالاته العميقة.
لقد تم تنميط ملابس النساء، وجعله قرار سلطات، فوقياً، عرفياً، بدل أن يكون فعل إرادة حراً.
لقد اتضح ان الإلزامية والجبرية والقهرية، ليست مقنعة، لا مقبولة، ولا هي قابلة أو قادرة على الاستمرار.
التطور سنة الحياة، وهو نفعٌ وقدرةٌ وامتياز وتجاوز ووعي وتقدم. على أن لا يكون صرعةً ونشازاً وانتهاكاً وعداءً وانفصالاً وغربة.
من مخرجات البيئة والتطور، أن الحصان العربي، وقصر طول السيف، أسهما في انتصارات العرب في معاركهم.
فالحصان العربي يتميز بالخفة والسرعة وقوة القوائم وكبر حجم الصدر، الذي يعني كبر حجم الرئتين، اللتين مكنتا الحصان العربي من تحمل المشقة والسير والحركة لمسافات وأوقات طويلة.
أمّا قِصر طول السيف، فقد سهل حركة الجنود ومكنهم من استعماله في حالات الالتحام وضيق المساحة، بينما كان استخدام سيوف العدو الطويلة، محدوداً عند الالتحام، وسبباً في انهيار جيشه.
كان من «مصفوفة العيب» الأردنية، أن يخرج الرجل والشاب والفتى، من بيته، حاسر الرأس بلا غطاء، أي «مفرع» !! لدرجة كان اهلنا يقولون، على من تمت بهدلته وتعزيره وترزيله، «فرعوه الرجال»، أي ازالوا حطته أو شماغه أو منديله أو شورته، وعقاله عن رأسه، فكأنه أصبح عارياً.
وتكشف لنا صور طلبة المدارس الابتدائية الأردنية، في سنوات الأربعينات والخمسينات، انهم كانوا يضعون غطاء الرأس باستمرار.
كانت رمزية العقال والمنديل واسعة جداً. فالدخيل، يعقد منديل الرجل، طالباً مساعدته في تحصيل حقوقه. ويضع الرجلُ عقاله في رقبة الشيخ، علامة الخضوع والامتثال والتسليم والاستقعاد للحق، أو طلب تحصيله.
والأمر كذلك بالنسبة للشنب، فقد كان الرجل يقول للرجل «اقظب شاربك»، لضمان الوفاء، ولا يطلب منه حلفان الأيمان المغلظة على القرآن أو الإنجيل.
اليوم أصبح البنطلون الممزق موضة، والشارلستون مضحكاً، والميني جوب ذكريات، والشنب خشونة، وعطر الرجال عادياً، والحطة والعقال ندرة، وأراجيل النساء تطوراً.